الصفحة الاولىصحيفة البعث

روسيا تجدد رفضها وجود قوات أجنبية غير شرعية في سورية قواتنا المسلحة تتقدم في عمق تلول الصفا.. وتسارع وتيرة عودة المهجرين من لبنان

 

وفق تكتيك عسكري دقيق ومدروس، تواصل قواتنا المسلحة عملياتها في ملاحقة فلول إرهابيي داعش في بادية السويداء، حيث اقتحمت أمس بالتعاون مع القوات الرديفة مزيداً من الجروف الصخرية البازلتية شديدة الوعورة التي يتحصن فيها إرهابيو التنظيم على مشارف تلول الصفا آخر معاقلهم، محققة تقدماً كبيراً في عمقها بعد أن قضت على عدد منهم، وسط محاولات يائسة من إرهابيي داعش للفرار إلى عمق البادية.
ومع عودة الأمن والاستقرار إلى معظم الأراضي السورية تتسارع وتيرة عودة المهجرين في الخارج، حيث عادت أمس 3 دفعات جديدة من السوريين المهجرين إلى لبنان بفعل الإرهاب عبر معابر الدبوسية والزمراني وجديدة يابوس الحدودية، وذلك في إطار الجهود المشتركة التي تبذلها الحكومة السورية بالتعاون مع الجانب اللبناني لإعادتهم إلى قراهم ومناطقهم التي حررها الجيش من الإرهاب.
في السياسة، جددت روسيا موقفها الرافض لوجود قوات أجنبية في سورية دون إذن من حكومتها، مشيرة إلى أن موقفها من هذه القضية لم يتغير، فيما أكد محلل عسكري تشيكي أن استمرار تدخل “الناتو” في سورية يمثل عدواناً سافراً من وجهة نظر القانون الدولي.
وفي التفاصيل، خاضت وحدات الجيش اشتباكات عنيفة مع فلول إرهابيي تنظيم داعش على المحور الشمالي الغربي والغربي والجنوبي الغربي في بادية السويداء محققة مزيداً من التقدم في منطقة الجروف الصخرية على مشارف تلول الصفا، وبسطت سيطرتها على مساحات واسعة تضم مغاور وكهوفاً ونقاطاً حاكمة كان يستغلها الإرهابيون للتمركز والاختباء والقنص.
وبيّن مراسل “سانا” أن وحدات الجيش أوقعت في صفوف الإرهابيين قتلى ومصابين بينهم قناصون، ودمّرت لهم أسلحة وذخيرة في محيط منطقة قبر الشيخ حسين خلال محاولاتهم اليائسة وقف تقدم بواسل الجيش وسط حالة من الانهيار والفرار بين الإرهابيين باتجاه عمق المنطقة، حيث تتم ملاحقتهم بالوسائط النارية المناسبة، ولفت إلى أن وحدات الجيش نفذت بالتزامن مع تقدمها رمايات صاروخية ومدفعية مكثفة وغارات جوية على مواقع وتحصينات وتحركات إرهابيي داعش بين الصخور، ما زاد من خسائرهم، ودمّرت تحصينات وأوكاراً لهم.
وكانت وحدات الجيش عززت من انتشارها ونقاط تثبيتها، وتقدمت في عمق الجروف الصخرية، وبسطت سيطرتها على منحدرات وجروف صخرية ونقاط حاكمة ومستنقعات مائية في محيط قبر الشيخ حسين جنوب غرب تلول الصفا، مكبدة إرهابيي داعش خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، ما أسهم بتضييق الخناق عليهم وحصارهم وقطع طرق إمدادهم وحرمانهم من معظم المصادر المائية وإفشال محاولاتهم اليائسة لكسر الطوق والفرار من المنطقة.
من جهة ثانية وصلت عدة حافلات تقل مئات المواطنين السوريين إلى معابر الدبوسية والزمراني وجديدة يابوس الحدودية مع لبنان، حيث تم نقلهم إلى قراهم وبلداتهم المحررة من الإرهاب، وذلك بعد استكمال الإجراءات من قبل الجهات المختصة لضمان وصولهم بسلامة وأمان.
وبيّن مراسل “سانا” من معبر الدبوسية بريف حمص أن عدة حافلات تقل مئات المواطنين السوريين وصلت إلى المعبر، حيث تم نقلهم إلى بلداتهم وقراهم في حمص وحماة وحلب ودمشق بعد تقديم الخدمات الصحية اللازمة لهم، ولاسيما لقاحات شلل الأطفال واللقاحات المتوجبة حسب أعمار الأطفال، وأشار مراسل “سانا” إلى مركز جديدة يابوس في محافظة ريف دمشق إلى وصول عدة حافلات تقل مئات المواطنين السوريين المهجرين بفعل الإرهاب العائدين من لبنان إلى منازلهم في قراهم وبلداتهم بعد إعادة الخدمات الأساسية إليها من قبل الجهات المعنية في المحافظة.
وعبّر عدد من العائدين عن ارتياحهم لعودتهم إلى أرض الوطن بعد سنوات من التهجير بفعل الإرهاب وبعد أن أعاد الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار إلى بلداتهم وقراهم، مشيرين إلى أن إعادة الخدمات الأساسية إلى مناطقهم شجعتهم على العودة، ولفت المواطنون العائدون إلى أن هناك أعداداً كبيرة من المهجرين في الأراضي اللبنانية يرغبون بالعودة إلى قراهم وبلداتهم بعد إعادة الأمن والاستقرار إلى أرض الوطن وبانتظار الترتيبات اللازمة لإتمام عودتهم بأسرع وقت ممكن.
سياسياً، جدد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف موقف روسيا الرافض لوجود قوات أجنبية في سورية دون إذن من حكومتها، مشيراً إلى أن موقف موسكو من هذه القضية لم يتغير.
وبيّن بيسكوف في مؤتمر صحفي بموسكو أن الموقف الروسي إزاء وجود قوات عسكرية أجنبية في سورية على أساس غير شرعي معروف.
وأكدت روسيا مراراً أن وجود القوات العسكرية الأجنبية في سورية انتهاك للقانون الدولي، فيما تواصل الولايات المتحدة سياساتها العدائية وتدخلها بشؤون الدول المستقلة وعلى رأسها سورية عبر استمرار دعمها للتنظيمات الإرهابية والتمسك بوجودها غير الشرعي فيها أيضاً.
وشدد المتحدث باسم الرئاسة الروسية على أن مواجهة التنظيمات الإرهابية في سورية ستستمر.
وفي سياق متصل، أكد المحلل العسكري التشيكي مارتين كوللير أن استمرار تدخل بعض دول حلف شمال الأطلسي ناتو في سورية بشكل غير شرعي يمثّل عدواناً سافراً من وجهة نظر القانون الدولي، وقال كوللير في حديث لموقع هلافني زبرافي السلوفاكي: إن ما ترتكبه هذه الدول في سورية يتعارض تماماً مع زعمها بأنها تحارب الإرهاب الدولي، كما أنها تقدّم مختلف أوجه الدعم للمجموعات الإرهابية في سورية، وتعمد إلى تقديمها للعالم على أنها مجموعات معتدلة، ونوّه كوللير بالإنجازات العسكرية والانتصارات التي تحققت في سورية على الإرهاب وتحرير أغلب أراضيها من الإرهابيين وبالمساعدة العسكرية الروسية في هذا المجال، الأمر الذي سمح بتوفير الظروف لعودة المهجرين إلى مناطقهم وإعادة الإعمار.
وفي القاهرة أكد رئيس حزب التحرير المصري إبراهيم زهران أن سورية انتصرت على الإرهاب وداعميه، وأفشلت مخططات التقسيم بفضل تضحيات الجيش العربي السوري. وقال: إن سورية واجهت مؤامرة كونية استخدمت فيها القوى المتآمرة التنظيمات الإرهابية التكفيرية لتنفيذ مخططاتها التقسيمية والتخريبية، وشدد على أن مصر حريصة على وحدة سورية وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها.