بيونغ يانغ لواشنطن: إنهاء الحرب الكورية ليس هدية
أعلنت كوريا الديمقراطية أنها لا تريد وضع نهاية للحرب الدائرة بينها وبين الولايات المتحدة الامريكية إن كانت الولايات المتحدة لا ترغب بذلك، وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الديمقراطية الرسمية في تعليق لها: إنها اتخذت خطوات جوهرية وحاسمة لتنفيذ اتفاق القمة مع الولايات المتحدة، لكن واشنطن مازالت تتحدّث عن تكثيف العقوبات بدلاً من محاولة حل قضية الإعلان عن نهاية الحرب الكورية، التي كان ينبغي حلها منذ عقود.
وأضافت: إن إعلان نهاية الحرب الكورية، والتي دارت في الفترة من 1950 حتى 1953، لا يمكن أن يكون ورقة مساومة من أجل نزع سلاح كوريا الديمقراطية النووي، وأشارت إلى أن إعلان نهاية الحرب كان ينبغي أن يحل قبل نحو 50 عاماً، مشددة على أن على واشنطن ألا تستغل القضية كورقة مساومة في محادثات نزع السلاح النووي، وأردفت: في الوقت الذي تطمح فيه كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة إلى إقامة علاقات جديدة تتفق مع روح البيان المشترك للبلدين الصادر في الثاني عشر من حزيران الماضي، فمن الصواب تماماً أن يتمّ وضع نهاية لحالة الحرب والأعمال القتالية بينهما، مشددة على أنه إذا كانت الولايات المتحدة لا تريد إنهاء الحرب فإن كوريا الديمقراطية لن تعوّل عليه كثيراً.
ولفتت إلى أن إعلان انتهاء الحرب كان ينبغي أن يتمّ قبل نحو 50 عاماً، ووصفته بأنه العملية الأساسية من أجل إقامة علاقات جديدة وسلام في شبه الجزيرة الكورية، وأضافت: إن إنهاء الحرب لا يلبي مصالح كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة فحسب، بل مصالح دول شمال شرق آسيا، التي ترغب بالسلام في شبه الجزيرة، مشددة على أنه لا يجب أن يكون مجرد هدية من شخص لآخر على الإطلاق.
وكان رئيس كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتمعا في حزيران الماضي في قمة تاريخية، هي الأولى لرئيسي البلدين منذ انتهاء الحرب الكورية، ونُظرَ إلى الاجتماع على نطاق دولي واسع على أنه خطوة تاريخية لتخفيف التوترات بشأن القضية النووية ودفع شبه الجزيرة إلى السلام الدائم.
كما طلب وزير خارجية كوريا الديمقراطية ري يونغ في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من الولايات المتحدة أن تتخذ خطوات لتأمين ثقة بيونغ يانغ قبل نزع سلاحها النووي، وأضاف: ما قبل قمة سنغافورة أظهرت كوريا الديمقراطية حسن النية، واتخذت خطوة مهمة بوقف اختباراتها الصاروخية والنووية، وفكّكت موقعاً يستخدم في الاختبارات، وأردف: مع ذلك، فإننا لا نرى استجابة مقابلة من الولايات المتحدة، بل على العكس، وبدلاً من معالجة مخاوفنا من غياب نظام للسلام في شبه الجزيرة الكورية، تصرّ الولايات المتحدة على نزع السلاح النووي أولاً، وتزيد من مستوى الضغط من خلال العقوبات لتحقيق هدفها بطريقة قسرية، حتى إنها ترفض أيضاً إعلان إنهاء الحرب.
وطوال عقود، طلبت بيونغ يانغ من الولايات المتحدة إنهاء الحرب الكورية، التي توقفت بهدنة، لكن ليس بمعاهدة سلام، واعتبرت أن إعلان نهاية الحرب يساهم في خفض دائم للتوتر في شبه الجزيرة.
في الأثناء تخطط الكوريتان للاحتفال معاً بالذكرى السنوية الحادية عشرة لقمة 2007، التي عقدت في بيونغ يانغ بين الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون ورئيس كوريا الديمقراطية كيم جونغ إيل، وتعتزم مجموعة من المسؤولين الحكوميين والسياسيين والقادة الدينيين الكوريين الجنوبيين زيارة بيونغ يانغ هذا الأسبوع للاحتفال بالذكرى، وفقاً لوزارة الوحدة في سيؤول، والتي أضافت: إن وفداً من 150 شخصاً بقيادة وزير الوحدة تشو ميونغ جيون وزعيم الحزب الديمقراطي الحاكم لى هيه تشان سيغادرون إلى بيونغ يانغ غداً الخميس.
ويعتبر الاحتفال المشترك هو الأول من نوعه منذ الإعلان الذي دعا الكوريتين للتعاون على بناء الثقة المتبادلة، وتخفيف حدة التوتر، وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الكوريتين.
وخلال الزيارة، سيقوم الوفد الذي يضم عدداً من الشخصيات الفنية والثقافية بجولة في المرافق الرئيسية في شمال البلاد.
ويأتي الاحتفال المشترك بعد اللقاء الثالث بين الرئيسين الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون والجنوبي مون جيه إن هذا العام، حيث اتفقا على الاحتفال بالذكرى السنوية للقمة بأحداث “ذات مغزى”.