افتتح عدداً من المشاريع الحيوية الخدمية والتنموية بقيمة 16 مليار ليرة بتوجيه من الرئيس الأسد.. المهندس خميس يزور المنطقة الساحلية

طرطوس-لؤي تفاحة-اللاذقية- مروان حويجة:

بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد، بدأ وفد حكومي برئاسة رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس، أمس، زيارة إلى المنطقة الساحلية، افتتح في يومها الأول عدداً من المشاريع في طرطوس بقيمة تصل إلى 15 مليار ليرة، ومنها: مشروع متحلّق السيد الرئيس بشار الأسد على مدخل مدينة طرطوس الجنوبي، ويتألف من ثلاثة مستويات سفلي وسطحي وعلوي، ويتضمّن السفلي نفقاً إلى الكراجات، وآخر إلى منطقة التوسّع الجنوبية، وتمّ تنفيذه من قبل مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية بتكلفة إجمالية 3 مليارات ونصف المليار ليرة.
كما افتتح المهندس خميس مشروع عقدة الشيخ صالح العلي على المدخل الشمالي لمدينة طرطوس، وهو من تنفيذ الشركة العامة للطرق والجسور فرع اللاذقية بقيمة إجمالية ملياران و22 مليون ليرة، ومشروع خط جر القمصية لتأمين مياه الشرب، وهو من تنفيذ الشركة العامة للمشاريع المائية بتكلفة مليار و700 مليون ليرة، ويخدم 40 قرية، ويضم ثلاث محطات ضخ وأربعة خزانات وخط جر بطول 19 كم، ويعتبر شرياناً حيوياً وهاماً لتأمين إرواء ريف طرطوس بشكل عام وريف الشيخ بدر بشكل خاص، وهو ثاني أكبر مشروع يتمّ تنفيذه خلال الخمسة عشر عاماً الماضية بعد خط الجر الثاني إلى القدموس, وبانتهاء تنفيذ هذا المشروع تكون محافظة طرطوس قد أسدلت الستار على آخر منطقة كانت تعاني من نقص حاد بمياه الشرب.
وزار المهندس خميس والوفد الوزاري مركز استلام التبغ في قرية بلوزة بريف الشيخ بدر ومدرسة الشيخ صالح العلي في بانياس، مؤكداً أنه ستكون هناك دراسة لواقع استلام محصول التبغ من الفلاحين، وسيتمّ تشكيل لجنة من وزارات المالية والزراعة والصناعة لإعادة النظر بالأسعار حسب التصنيف والتعويض الجزئي عن الأضرار التي أصابت المحصول جراء الظروف الجوية الصعبة خلال هذا الموسم.
وخلال اجتماع عقد في مبنى المحافظة اطّلع الوفد الحكومي من المعنيين على واقع الواجهة البحرية لطرطوس والدراسة المعدّة من قبل جامعة تشرين والمتضمّنة حل المشاكل التي يعاني منها سكان المنطقة.
وفي تصريح للصحفيين أكد المهندس خميس أن ما نعيشه من انتصارات كبيرة لقواتنا المسلحة خلال هذه الفترة انعكس بشكل كبير على واقع التنمية بكل مكوّناتها، وأضاف: “إن جميع المحافظات السورية تشهد مشاريع تنموية، تمّ افتتاح بعضها، والآخر سيطلق قريباً، وتجاوزت نسب التنفيذ لبعضها أكثر من 70 بالمئة، وهذه دلالة على قوة الدولة السورية، التي انتصرت على الإرهاب بيد، وواصلت البناء باليد الأخرى”، وتابع: “إن مشروع المتحلّق، والذي تمّ تنفيذه بكوادر وطنية خلال فترة الحرب واستكمل بالسنوات الأخيرة، لا يعالج الواقع المروري على الصعيد المحلي فقط, إنما هو مشروع خدمي اقتصادي كبير على الصعيد الوطني والإقليمي، إذ يربط باقي المحافظات السورية بالساحل السوري ولبنان الشقيق، ويحقق التنمية الاقتصادية مستقبلاً مع العراق ومع الدول الإقليمية بشكل كبير، ليربطها مع البحر المتوسط ومع جميع المراكز الحدودية, وبيّن أن هذا المشروع هو بداية لعشرات المشاريع التي تمّ تدشينها.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء: إن هذا المشروع يشكّل نقلة نوعية تضاف إلى شبكة الطرق التي أنشأت على مدى عشرات السنين, مشيراً إلى أننا أمام خطوات تنموية كبيرة في محافظتي طرطوس واللاذقية، تسهم في تعزيز التنمية وتشغيل اليد العاملة وإيجاد فرص عمل للشباب.
وخلال زيارته إلى مدرسة الشهيد صالح العلي في مدينة بانياس التقى الوفد الحكومي الكادر الإداري والتدريسي والطلاب، واستمع منهم إلى صعوبات العملية التدريسية ومطالبهم لتطويرها، ممثلة بدراسة إمكانية بناء طابق إضافي أو بناء مدرسة ضمن حرم المدرسة للتخلّص من مشكلة الدوام النصفي.
شارك في الزيارة وزراء الأشغال العامة والإسكان المهندس حسين عرنوس والإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف والنقل المهندس علي حمود والموارد المائية المهندس نبيل الحسن وأمين فرع طرطوس للحزب الدكتور محمد حسين ومحافظ طرطوس صفوان أبو سعدى وفعاليات حزبية وشعبية.
وفي اللاذقية، دشّن رئيس مجلس الوزراء منشآت الإنتاج الحيواني في مبقرة فديو، وتشمل معمل ألبان وأجبان ومعمل لتصنيع الأعلاف، بكلفة تصل إلى نحو مليار ليرة، منها 615 مليون ليرة كلفة تجهيز و235 مليون ليرة كلفة بناء.
وبعد افتتاح المنشأتين، تجوّل الوفد الحكومي في معمل الألبان والأجبان، الذي ينتج اللبن المبستر واللبنة المبسترة والجبنة الطازجة الجاهزة، وبطاقة إنتاجية تتراوح ما بين 5-6 أطنان في اليوم، ونفّذته مؤسسة الإسكان العسكري.
واطلع الوفد الحكومي على مراحل العمل بدءاً من تأمين المادة الأولية، والتصنيع والإنتاج والتعبئة والتغليف، ومن ثمّ تسويق الإنتاج في المنافذ التسويقية التي تمّ افتتاحها لإيصال المنتجات بأفضل مواصفات إلى السوق المحلية.
وأكد رئيس مجلس الوزراء على الأهمية التنموية والإنتاجية والغذائية لهذه المنشأة وضرورة الاستمرار بدعم وتيرة العجلة الإنتاجية للارتقاء المستمر بالمؤشرات المحققة.
كما افتتح رئيس مجلس الوزراء معمل تصنيع الأعلاف في مبقرة فديو بكلفة نحو 215 مليون ليرة، وتبلغ طاقته الإنتاجية 5-6 أطنان في الساعة من الأعلاف المركزّة للأبقار الحلوب وبكمية تفوق حاجة المبقرة في اليوم، ويتيح المشروع، والذي نفّذته مؤسسة الإسكان العسكري، بيع الكميات المنتجة الزائدة إلى الأخوة مربيّ الابقار، ويمكن للمعمل عند تشغيله بالطاقة القصوى أن يغطّي حاجة محافظتي اللاذقية وطرطوس من مادة العلف.
وقد اطلع الوفد الحكومي على أقسام وخطوط المعمل ومراحل تجهيزه وآلية تشغيله بأفضل معايير الكفاءة.
وأوضح وزير الزراعة المهندس أحمد القادري في تصريح للصحفيين أنّ افتتاح هاتين المنشأتين يأتي ضمن الاهتمام الحكومي بالقطاع الزراعي، الذي أوردته في البيان الحكومي أمام مجلس الشعب، لدعم هذا القطاع وترجمة هذا الدعم في المؤسسات الإنتاجية، وزيادة مساهمة هذه المؤسسات في تأمين جزء من احتياجات المواطنين من المنتجات الزراعية، ولفت إلى إنجاز هذه المنشآت بزمن قياسي في أقل من عام، مبيّنا أنّه تمّ تأمين مركزين في محافظة اللاذقية لتسويق المنتجات، وقريباً سيتمّ تأمين مركز تسويق في مدينة دمشق لما تتمتع به هذه المنتجات من جودة عالية، كما أنّ كافة المنتجات التي سيتمّ تصنيعها هي منتجات عالية الجودة، وأضاف: إنّ هناك معملا آخر في جب رملة في منطقة الغاب سيتمّ افتتاحه خلال فترة قريبة قبل نهاية العام الحالي، إضافة إلى سلسلة من المنشآت، وإعادة تأهيل كافة المباقر في المحافظات، ومنها مباقر في دير الزور والقنيطرة، إضافة إلى منشأة مسكنة في ريف حلب ومنشأة مزيريب في درعا.
شارك في التدشين وزراء الأشغال العامة والإسكان والإدارة المحلية والبيئة والنقل والموارد المائية، وأمين فرع اللاذقية للحزب الرفيق محمد شريتح ومحافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم وفعاليات رسمية وشعبية وإدارية.