الصفحة الاولىصحيفة البعث

روسيا تدعو لمؤتمر دولي لعودة المهجرين: الوجود الأمريكي في سورية غير شرعي الجيش يوسع نطاق سيطرته في تلول الصفا.. وصواريخ غربية من مخلفات الإرهابيين في أرياف حماة ودير الزور والسويداء

 

وسعت قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة أمس نطاق سيطرتها في عمق الجروف الصخرية المحيطة بتلول الصفا آخر معاقل إرهابيي داعش بعمق بادية السويداء الشرقية مكبدة إياهم خسائر فادحة بالعتاد والأفراد. في وقت عثرت الجهات المختصة خلال متابعة أعمال تأمين المناطق التي أعاد إليها الجيش الأمن بعد تطهيرها من الإرهاب على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة بينها صواريخ غربية الصنع من مخلفات التنظيمات الإرهابية في أرياف حماة ودير الزور والسويداء.
سياسياً، وفيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن وجود القوات الامريكية في سورية غير شرعي لأنه لم يتم بطلب من حكومتها وهو انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة، وشدد على أن بلاده تواصل العمل للقضاء على الإرهاب في سورية، أعلنت الخارجية الروسية ضرورة الإسراع في عقد مؤتمر دولي لدعم عودة المهجرين السوريين. في حين أكد برلماني سلوفاكي أن الوجود العسكري لبعض الدول الغربية في سورية غير شرعي.
وفي التفاصيل، واصلت وحدات الجيش عملياتها وتقدمها على مختلف المحاور وبسطت سيطرتها على مساحات جديدة في عمق الجروف الصخرية البازلتية شديدة الوعورة المليئة بالمغر والكهوف والجحور التي يتحصن بها بقايا إرهابيي التنظيم التكفيري على مشارف تلول الصفا وذلك بعد اشتباكات عنيفة معهم موقعة في صفوفهم قتلى ومصابين بينهم قناصون.
بالتزامن مع ذلك نفذ سلاحا الجو والمدفعية رمايات مركزة على تحركات ونقاط تحصين ومقار الإرهابيين في الجروف الصخرية على اتجاه قبر الشيخ حسين وعمق المنطقة ما أسفر عن تدميرها والقضاء على العديد من الإرهابيين.
وأسهمت عمليات الجيش المركزة والمتواصلة في منطقة تلول الصفا ذات التكوين الجيولوجي المعقد في تشديد الطوق على الإرهابيين وتضييق الخناق عليهم وسط انهيارات متتالية وحالات فرار في صفوفهم باتجاه عمق المنطقة بعد تدمير خطوط دفاعهم ونقاط تحصينهم وقطع طرق إمدادهم وحرمانهم من معظم المصادر المائية وإفشال محاولاتهم اليائسة لكسر الطوق والفرار من المنطقة.
من جهة ثانية تابعت وحدات من الجهات المختصة تأمين المناطق التي تم تطهيرها من الإرهاب في أرياف حماة الشمالي والسويداء الشرقي ودير الزور الشرقي لرفع المفخخات وضبط أوكار وتحصينات الإرهابيين فيها وعثرت خلال استكمال أعمالها في تلك المناطق على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر. وشملت المضبوطات بنادق آلية ومسدسات ورشاشات متوسطة وثقيلة ومناظير ليلية وصواريخ غربية الصنع منها “باغوت ولهب وميتس” وبنادق قناصة نوع “فال” وقواذف “آر بي جي” متعددة العيارات وقذائف صاروخية ومدفعية وكميات كبيرة من الذخيرة المتنوعة وقواعد ثلاثية للرشاشات وأصابع إشارة ومنصات وقواعد صواريخ مختلفة الأنواع.
سياسياً، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الجلسة العامة لمنتدى الطاقة الدولي في موسكو أمس رداً على سؤال حول وجود القوات الأمريكية في سورية: إن الولايات المتحدة تنتهك الآن ميثاق الأمم المتحدة إذ أن الوجود العسكري في أراضي دولة أخرى بدون قرار من الأمم المتحدة ومن دون دعوة حكومة هذه الدولة هو انتهاك صارخ للميثاق، لافتاً إلى أنه بعد اندحار تنظيم داعش الإرهابي في سورية فإننا لا نرى أي تفسير للحفاظ على وجود القوات الأمريكية فيها.
وأوضح بوتين أن بلاده تواصل العمل للقضاء على الإرهاب في سورية بهدف تحقيق الاستقرار فيها ولهذا جاء اتفاق سوتشي حول إدلب الذي يتضمن تأسيس منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 حتى 20 كيلومتراً في ريف إدلب، مبيناً أن موسكو تعمل بشكل نشط على تنفيذ هذا الاتفاق بالتنسيق مع الجانب التركي. إلى ذلك أكد الرئيس الروسي أن روسيا منفتحة على التعاون مع جميع بلدان العالم بما يحقق أمن الطاقة ومصالح الأجيال القادمة.
بدوره، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية نيكولاي بورتسيف ضرورة الاسراع في عقد مؤتمر دولي لدعم عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم، مبيناً أنه يتم حالياً التنسيق لتحديد مكان انعقاده.
وقال بورتسيف خلال اجتماع للمقر المشترك بين الإدارات في روسيا وسورية الخاص بعودة المهجرين السوريين يجب أن تكون الغاية من المؤتمر قيام الخبراء بمناقشة البرامج الحكومية بخصوص إعادة المهجرين والإعلان عن تدابير لدعم العائدين، ولفت إلى أنه من المقرر مناقشة الموضوعات والقضايا المهمة الأخرى حول سورية مع ممثلي مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في مواقع وزارة الخارجية الروسية ووزارة الدفاع الروسية خلال زياراتهم إلى موسكو.
من جانبه أعلن ممثل مركز إدارة الدفاع الوطني في روسيا الجنرال يفغيني إليان خلال الاجتماع أن أكثر من مليون و485 ألف شخص من المهجرين السوريين عادوا حتى الآن إلى ديارهم .
من جهته أعلن ممثل وزارة الموارد الطبيعية الروسية نوردين إيناموف خلال الاجتماع أن تطوير التعاون مع سورية في مجالات الموارد البيئية والطبيعية سيسهم في التعافي السريع للاقتصاد السوري وخلق فرص عمل جديدة في القطاعات ذات الصلة وعودة المواطنين السوريين.
في الأثناء، أكد رئيس اللجنة الأوروبية في البرلمان السلوفاكي لوبوش بلاها أن الوجود العسكري لبعض الدول الغربية في سورية غير شرعي، مشدداً على أن الغرب من خلال دعمه لما يسميه “معارضة مسلحة معتدلة” وتدخلاته في سورية ساهم عمليا بدعم تنظيم داعش الإرهابي، وقال: إن سورية التي عانت الكثير من الإرهاب استطاعت إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش الإرهابي وهي تستحق أن تنعم بالسلام والاستقرار، لافتاً إلى أن جوهر ما كان يجري في سورية هو صراع مع المتطرفين الذين يريدون إعادة هذا البلد إلى القرون الوسطى.
وأشار بلاها إلى أن القضية الأهم الآن في سورية تكمن في تثبيت الاستقرار وإعادة الإعمار، موضحاً أن روسيا وايران ساهمتا بإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش الإرهابي في سورية على عكس الغرب الذي ساهم بدعم هذا التنظيم المتطرف.
وفي بيروت، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن سورية انتصرت في حربها على الإرهاب المدعوم من أنظمة غربية وإقليمية وعربية. وقال قاسم في كلمة له أمس أن الإرهاب التكفيري صناعة الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنها وحلفاءها استقدموا الإرهابيين من نحو ثمانين دولة في العالم إلى سورية التي أصبحت مقبرة لهم.
وأشار قاسم إلى أن محور المقاومة واجه تحدياً استثنائياً خلال السنوات السبع الماضية هو الإرهاب التكفيري الذي استمر بتمويل خليجي سعودي وباستثمار إسرائيلي مباشر بالرعاية والمتابعة، مشدداً على أن نجاح محور المقاومة هو نجاح للبنان.