في ذكرى تشرين التحرير.. شعبنا أكثر تصميماً على دحر الإرهاب وتطهير كل شبر من الوطن
كتب المحرر السياسي:
خمسة وأربعون عاماً مرّت وذكرى الانتصار في تشرين التحرير عام 1973، بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد، على العدو الصهيوني، وكسر غطرسته وتحطيم أسطورة “الجيش الذي لا يقهر”، لا تزال ماثلة في وجدان السوريين، ولم تتوقّف فصولها، وتكرّست في الانتصارات التي تجترحها قواتنا الباسلة، بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، على الإرهاب التكفيري الظلامي ورعاته وداعميه، وعلى امتداد الجغرافيا الوطنية.
الجيش العربي السوري، بعقيدته الوطنية، حارب في تشرين التحرير العدو الصهيوني وقارعه وهزمه، رغم الدعم الأمريكي والغربي اللامحدود، واليوم يحطّم أدوات الصهيونية والوهابية والإخونجية والغرب الاستعماري، الذين جاؤوا من مختلف أصقاع الأرض مدجّجين بالتعصب والتطرف، للنيل من سورية، وتحويلها إلى دولة تابعة تنفّذ أجندات الغرب ومخططاته في تقسيم المنطقة وتفتيتها، وإثارة النعرات بين أبنائها، لتمكين “إسرائيل” من التمدّد في المنطقة، لكنه فشل في ذلك بفضل صمود الشعب السوري والتفافه حول قيادته الحكيمة وتضحيات جيشه، ودعم محور المقاومة، والذي يسعى إلى نشر السلام والاستقرار والازدهار في العالم، ويروّج لثقافة الحوار والتفاهم المشترك، ويحترم القانون الدولي، ويؤمن بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
لا شك أن حرب تشرين التحريرية جسّدت قوة وصلابة الجندي العربي السوري وإيمانه بقضيته وتمسّكه بأرضه، فرغم كل الإمكانيات التي كانت لدى كيان العدو تمكّن جيشنا الباسل من استرداد جزء من مرتفعات الجولان السورية، بما فيها مدينة القنيطرة، وإعادته للسيادة السورية، كما أظهرت الحرب أن كيان العدو غير قادر على الاستمرار دون دعم الولايات المتحدة. واليوم، يخوض جيشنا معارك بطولية على امتداد الأرض السورية، ليس دفاعاً عن سورية وترابها وصون وحدتها واستقلالها فقط، وإنما عن شعوب العالم، التي باتت مهدّدة في أمنها وسلامها من قبل ذات الإرهابيين، واستطاع تحقيق إنجازات أبهرت العدو قبل الصديق.
وبعد مرور أكثر من سبع سنوات ونيّف من عمر الحرب الإرهابية القذرة على سورية، ورغم كل الدمار، يؤكّد السوريون تصميمهم على مواصلة المعركة المقدّسة حتى تطهير كل الأراضي السورية من رجس الإرهاب، بمختلف مسمياته، ومن أي وجود أجنبي غير شرعي، واستعادة كل شبر من الأرض من أي محتلٍّ أو مغتصب، وإزالة آثار الحرب الإرهابية وإعادة إعمار سورية لتعود أقوى مما كانت، ويشددون على تمسّكهم بثوابتهم الوطنية والقومية.
وبهذه المناسبة أكد مجلس الشعب في بيان: إن القرار التاريخي الذي جسده القائد المؤسس حافظ الأسد في حرب تشرين يعتبر القرار الأكبر والأشجع في تاريخ العرب المعاصر وفي انتزاع زمام المبادرة من يد العدو الصهيوني فغير من خلاله نظرة المجتمع الدولي والعالم إلى سورية والعرب.
وأضاف البيان: خمسة وأربعون عاماً مرت وذكرى الانتصار في تشرين التحرير على العدو الصهيوني ماتزال ماثلة في وجدان السوريين فملاحم النصر على العدو الصهيوني وكسر أسطورته وغطرسته لم تتوقف فصولها وتكرست عبرها وازداد ألقها في حياة أبناء الوطن الذين شهدوا عبر العقود الماضية فصولاً مشرقة من تاريخنا الحديث كتبه الآباء والأبناء على خطا الأجداد مما عزز قوة الوطن ومنعته ليسقط على أعتابه حقد الحاقدين والمعتدين والمتآمرين، وتابع: نحن في مجلس الشعب نؤكد أن ما تتعرض له سورية اليوم من مؤامرات وحرب إرهابية قذرة هو بسبب ثبات مواقفها الوطنية والقومية ولكن المتآمرين نسوا أو تناسوا أن سورية لم تكن يوماً ولن تكون إلا رمزاً للعزة والشموخ والصمود والوحدة الوطنية. ونشدد في هذه المناسبة أن كل انتصار حققه أبطال الجيش العربي السوري على التنظيمات الارهابية ورعاتهم وداعميهم يرسخ صلابة هذا الجيش وقوة عقيدته الوطنية وقدرته على إسقاط المؤامرة والقضاء الكامل على الإرهاب لتبقى سورية قلعة العروبة الصامدة وتبقى رايتها تعلو في سماء وطن يشمخ خلف قيادة وحكمة وشجاعة السيد الرئيس المفدى بشار الأسد.
وأشار المجلس في بيانه إلى أن إرادة الانتصار عند السوريين واعتزازهم بجيشهم العقائدي البطل وتلاحمهم الوطني يكبر ويتعاظم مع عودة الأمن والأمان والاستقرار إلى كل مدينة وقرية وبلدة ومزرعة على امتداد ساحات الوطن وإرادة الحياة تتحول إلى قوة وعزة وعزيمة ومحبة مع عودة كل أسرة إلى منزلها وكل تلميذ إلى مدرسته وكل طالب إلى جامعته إيذاناً بعودة الحياة الطبيعة إلى جميع أرجاء الوطن، موجهاً التحية لأرواح شهداء السادس من تشرين وشهداء الوطن الأبرار ومتمنياً الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
وفي بيان بهذه المناسبة أكدت هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني أن أمتنا العربية ذات الحضارة العريقة والأمجاد الخالدة لا يمكن أن تستكين لظلم المحتل، أو تستسلم لطغيانه. فكانت حرب تشرين التحريرية الرد الطبيعي على عدوان حزيران عام 1967م، وعاد الجندي العربي فيها شامخاً معتزاً بقدرته على التعامل مع أعقد أنواع الأسلحة الحديثة، يفخر ببسالته وشجاعته وتمسكه بالحق، ويصنع نصراً عظيماً يذكره التاريخ مع أيام العرب الخالدة في القادسية واليرموك وعين جالوت وأجنادين وميسلون، فيسقط خط دفاع العدو المسمى بخط إيغال ألون. ويحطم على جبهة سيناء خط بارليف، ولتذهل عبقرية القائد المؤسس حافظ الأسد، وإرادته الصلبة العالم بأسره، ويتحقق الإنجاز العظيم في تشرين التحرير، وما تلاه من حرب الاستنزاف على جبهة الجولان.
وأضافت: إن احتفالنا اليوم بذكرى حرب تشرين التحريرية المجيدة يترافق مع ظروف عصيبة بعد سنوات من الحرب على الإرهاب الذي شهدته وواجهته سورية العروبة. وبعد أن دخلت هذه المؤامرة الخبيثة حلقاتها الأخيرة إثر فشل العصابات الإرهابية المسلحة في تنفيذ المخططات الإجرامية بتقسيم سورية الإباء، ومنعها من أداء دورها القومي في دعم ومساندة قوى المقاومة في الوطن العربي. ودفاعها خاصة عن حقوق شعبنا العربي الفلسطيني المشروعة. ولهذا فإننا مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بمزيد من اليقظة والانتباه، وشحذ الهمم لمواجهة المخاطر والتحديات المحتملة، واستعدادنا الدائم لبذل الغالي والنفيس في سبيل تنفيذ الواجب الوطني والقومي وفاء لسورية الكرامة، ولقضيتنا الفلسطينية العادلة، متمسكين بنهج المقاومة سبيلاً لتحرير فلسطين، وبخندق الشرف والكرامة إلى جانب سورية الشموخ جيشاً وشعباً وقيادة حتى تحقيق النصر المؤزر خلف راية أمل الأمة السيد الرئيس المفدى بشار حافظ الأسد.