موسكو: الاتهامات البريطانية بالهجمات السيبرانية حملة مخطط لها
أعلنت السفارة الروسية لدى لندن أن تقارير الصحافة البريطانية حول الهجمات السيبرانية الروسية المزعومة ضد منظمات وشركات في المملكة جزء من حملة إعلامية مخطط لها، شنتها الاستخبارات.
وقال مسؤول في السفارة: “ننظر إلى مثل هذه التقارير بمثابة حملة إعلامية مخطط لها من قبل الاستخبارات البريطانية”، وأشار إلى أنه “لم تكن هناك أي أدلة على ضلوع روسيا في الحادث، إن كان هناك أي حادث أصلاً، ولا يمكن التأكّد من صحة هذه المعلومات، لأن الجانب البريطاني سيقول: “إن هذه المعلومات سرية”. وأضاف: إن “هدف تلك التقارير على ما يبدو هو ترهيب المواطنين في بريطانيا ودعم النهج المعادي لروسيا “.
هذا، وكانت صحيفة “تلغراف” قد ذكرت أن من يسمون بـ “هاكرز روس” قاموا بهجمات سيبرانية على منظمة “كانسير ريسيرش أو” الخيرية البريطانية وشركة الخطوط الجوية “بريتش إيرويز” وموقع “تيكيت ماستر” لبيع التذاكر. كما نشرت بعض الصحف البريطانية الأخرى في الفترة الأخيرة تقارير عن “هجمات سيبرانية” أخرى في بريطانيا ودول أوروبية والولايات المتحدة، نسبتها لروسيا.
من جانبه، كشفت صحيفة صانداي تايمز البريطانية أن وزارة الدفاع البريطانية تعد خططاً لشن هجمات الكترونية واسعة ضد روسيا بحجة التهديد الروسي المزعوم الذي روّجت له الولايات المتحدة وحلفاؤها على مدى السنوات القليلة الماضية. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية بريطانية رفيعة المستوى لم تكشف هويتها قولها: “إن ترسانة بريطانيا من الأسلحة لا تكفي لمواجهة عسكرية مع روسيا، باستثناء الصواريخ التي تحمل رؤوساً نووية، ولذلك فإن شن هجوم الكتروني ضخم هو الحل البديل للرد على هجوم روسي محتمل”. ودأبت الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي “ناتو” خلال السنوات الماضية على نشر مزاعم حول وجود تهديد قادم من روسيا في إطار الحملة المسعورة التي تقودها واشنطن ضد موسكو.
وكانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أعلنت في نيسان الماضي أن الحكومة البريطانية أعدت موضوع التهديد الالكتروني المزعوم من روسيا بهدف الحصول على موافقة البريطانيين على شن هجوم سيبراني ضد موسكو، محذّرة من أنه في حال حدوث ذلك فإنه سيكون عملاً عدوانياً وغير مبرر.
في الأثناء، قامت الاستخبارات الروسية برفع صفة السرية عن بعض الوثائق التي تسلّط الضوء على التعاون الاستخباراتي بين الاتحاد السوفييتي وبريطانيا في حقبة الحرب العالمية الثانية.
وأوضح مدير مصلحة الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، أن الحديث يدور عن عملية “كسارة الجليد” التي أجراها عملاء الاستخبارات السوفييتية بالتعاون مع مواطني “دول وقوميات مختلفة جمعتهم فكرة مشتركة هي فكرة محاربة الفاشية”، وأعرب عن اعتقاده بحتمية تجاوز الأزمة الراهنة في العلاقات بين روسيا وبريطانيا، مضيفاً: “نهاية كل حرب سلام”.