رياضةصحيفة البعث

نعمة ونقمة كروية

 

 

 

ثلاثة أسابيع من عمر الدوري الكروي الممتاز كانت كافية لتعطينا صورة واضحة عن مدى سوء الأوضاع التي تعيشها أوساطنا الكروية جميعها على حد سواء، فكمية التجاوزات وفداحة الأخطاء التي ارتكبت لا يمكن قبولها بحال من الأحوال، وخاصة أن دورينا للمحترفين، و”ممتاز” أيضاً.
ولرأب الصدع دعا اتحاد الكرة أمس رؤساء أندية الدوري “الممتاز” إلى اجتماع هام وعاجل وضروري تم خلاله سرد ما حصل خلال المباريات، وبعيداً عن نتائج هذا الاجتماع فإن الحال الذي وصلت إليه ملاعبنا لن تحله إلا العودة لأساس المشكلة، وليس معالجة الأمور الشكلية عن طريق العقوبات والغرامات التي طبقت لسنوات دون نتيجة!.
فظاهرة شغب الملاعب ليست وليدة اليوم، وليست متواجدة فقط في ملاعبنا، لكن طريقة المعالجة القاصرة هي التي حولت الحضور الجماهيري من نعمة إلى نقمة، فمن المفترض أن تبدأ بشكل فوري دراسة الأسباب التي تدفع جماهيرنا إلى سلوك طريق الشغب، ولكن هناك ربما بعض التفاصيل التي يمكن أن تخفف من آثاره، والبداية من طريقة الدخول والخروج من الملعب التي تكون في غالب الأحيان عشوائية، وغياب المرافق الضرورية والأماكن اللائقة، كما أن روابط التشجيع التي تتواجد في أغلب الأندية ليست لها وظيفة محددة، بل في كثير من الأحيان يكون لها دور سلبي، وطبعاً تواجد أشخاص مختصين بأمن الملاعب هو تفصيل هام يجب العمل عليه.
جماهير ملاعبنا عملة نادرة، والحفاظ عليها واجب على الجميع، وطريق العقوبات والحرمان لن يجدي نفعاً لوحده طالما بقيت الأسباب التي تؤدي إليه موجودة، فالكرة في ملعب اتحاد الكرة وكوادره لإيجاد الحل الناجح للظاهرة المستعصية منذ سنوات.
مؤيد البش