صحيفة البعثمحليات

أكثر من 100 مكتب بريدي و4 مليارات ليرة خسائر البريد شبكة معلوماتية متطورة تربط المكاتب البريدية بمراكز المحافظات والإدارة المركزية

 

 

دمشق- ميس خليل
اعتبر الدكتور بدر أحمد مدير عام المؤسسة السورية للبريد أن خسائر المؤسسة خلال الأزمة الراهنة بسبب إرهاب الجماعات الإرهابية لا يمكن حصرها فقط بالمباني التي دُمرت والأموال التي سُرقت أو الآليات والمركبات، وإنما هناك خسائر نتيجة فقدان إيرادات وعوائد المؤسسة، وعليه يمكننا تقدير هذه الخسائر حسب الإحصائيات والدراسات بنحو 4 مليارات ليرة، مضيفاً: إن هناك أكثر من 100 مكتب بريدي تعرّضت للتدمير والتخريب الكلي أو الجزئي على يد المجموعات الإرهابية، ونعمل بشكل مستمر وبالجهود القصوى لإعادة تأهيل هذه المكاتب وخاصة في المناطق التي تمّ تحريرها بفضل الجيش العربي السوري، موضحاً أن عملية إعادة التأهيل تأتي في إطار الخطة الإسعافية التي اعتمدتها الحكومة، والخطة الاستثمارية، وقد تمّ مؤخراً الانتهاء من إعادة تأهيل وتشغيل مبنى مديرية بريد محافظة حمص ووضعه بالخدمة، كما أن مكتب بريد السلمية بمراحله الأخيرة من إعادة التأهيل.
وبيّن أحمد أن العقوبات الاقتصادية الجائرة التي فرضها الغرب على سورية أثرت على عمل المؤسسة السورية للبريد على الصعيد الدولي، حيث تواجه المؤسسة صعوبة في نقل واستقبال البعائث الخارجية، والذي جاء مترافقاً أيضاً مع الحظر الذي فُرض أيضاً على شركات الطيران السورية، مما أدى إلى انخفاض جودة الخدمات البريدية الخارجية، ما يتنافى مع رسالة الاتحاد البريدي العالمي التي تكفل تأمين شبكة تواصل عالمية، وتضمن حرية تنقل البعثات البريدية في إقليم بريدي واحد مؤلف من شبكات متواصلة من دول العالم.
وفيما يخصّ النتائج التي تمخضت عن مشاركة البريد السوري في معرض دمشق الدولي “اتفاقيات مع القطاع الخاص والحكومي”، أوضح المهندس أحمد أن مشاركة المؤسسة بالدورة 60 لمعرض دمشق الدولي كانت بهدف التسويق والترويج لخدمات المؤسسة وخاصة تأجير آلات التخليص البريدية “نيوبوست، وخدمة بيع الطوابع” والتعريف بخدمات المؤسسة التي تقدمها للمواطنين، وقد فاق الإقبال الجماهيري توقعاتنا على جناح المؤسسة بحيث تمّ بيع كامل مخصصات الجناح من طوابع الدورة الـ60 للمعرض.
وعن المشاركة في مؤتمر البريد العالمي الذي عقدت أعماله في إثيوبيا وشاركت سورية فيه ممثلة بمؤسسة البريد، ذكر أحمد أن المشاركة في المؤتمر كانت خطوة مهمة وفرصة مناسبة للتواصل مع الإدارات البريدية العالمية للاطلاع على تجاربها المختلفة التي تبيّن آخر التطورات في العمل البريدي، وتبادل الخبرات، وتعزيز التعاون المشترك، بما يسهم في دعم عمليات تطوير ونمو عمل البريد السوري محلياً ودولياً، مضيفاً: إن مشاركة الوفد السوري كانت فعّالة في المناقشات الخاصة والاقتراحات المقدّمة من بعض الدول الأعضاء، إضافة إلى المقترحات المقدمة من مجلس إدارة الاتحاد ومجلس الاستثمار البريدي والمتعلقة بمواضيع الخدمات البريدية والإصلاحات ضمن القطاع البريدي، لاتخاذ القرارات التي من شأنها ألا يكون لها أية منعكسات سلبية على المستثمر البريدي في سورية لكونها عضواً من أعضاء الاتحاد البريدي العالمي، كما تمّ البحث والتصويت في خمس قضايا مهمة على وجه السرعة وتحديداً القرار الذي تم اتخاذه في المؤتمر العادي 26، والمتضمن مواضيع مهمة تتعلق بالخدمات البريدية والإصلاحات ابتداء من خطة المنتجات البريدية المتكاملة وخطة الأجور البريدية المتكاملة وإصلاح الاتحاد البريدي، إضافة إلى إصلاح نظام المساهمة المالية للدول الأعضاء في الاتحاد وإصلاح صندوق المعاشات في المكتب الدولي، والتطرق لمواضيع إستراتيجية تخصّ رقمنة الخدمات البريدية وضرورة وضع الخطط والسياسات التي تكفل التحول الرقمي للإدارات البريدية وتضمن بقاءها ضمن فضاءات الشبكة البريدية العالمية.
أما ما يتعلق بالخطة الاستثمارية لمؤسسة البريد وما نُفذ منها حتى الآن، فقال أحمد: ما تمّ تنفيذ حتى الآن نسبه جيدة، فإضافة لإكساء مبنى البريد في السلمية كما بيّنا سابقاً، قمنا بشراء عدادات نقود وطابعات وتجهيزات بريدية وحاسوبية أخرى، ونحن الآن نطوّر تنفيذ النسبة الأكبر من الخطة الاستثمارية، وهناك بنود متعلقة بعمليات الشراء والتوريد وبالتأكيد لن توفر المؤسسة أي جهد في تنفيذ كامل الخطة الاستثمارية لهذا العام.
وعن الخطط المستقبلية في ظل قانون البريد الجديد، كشف المدير العام أنهم بصدد مراجعة الخطط الموضوعة وإعادة هيكلة المؤسسة وخدماتها لتنسجم مع توجهات برنامج الإصلاح الإداري ولتلبي متطلبات واستحقاقات البرنامج الحكومي “سورية ما بعد الحرب”، مؤكداً أنه يتحتّم على البريد السوري أن يتأقلم مع التطورات التقنية ويوظف أدواتها لمزيد من الخدمات الجديدة المعتمدة على تقانة الاتصالات والمعلوماتية، فالبريد سيكون الشريك الذي لابد منه في علاقته بعملائه عن طريق شبكة الانترنت، وهو الناقل القادر على إيصال مخرجات التجارة الإلكترونية الفيزيائية إلى أصحابها بالسرعة والجودة وبسعر منافس من خلال انتشاره الواسع.
كما نعمل الآن على إنجاز منظومة معلوماتية متجانسة من حيث تشغيل الخدمات المقدمة وتنمية مستوى الموظفين في استعمال الكمبيوتر، وستعمل المؤسسة على إرساء شبكة معلوماتية متطورة تربط المكاتب البريدية بمركز المحافظات والإدارة المركزية، وتضمن تحقيق قيم مضافة ذات مساهمة فعلية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ولتكون المؤسسة السورية للبريد صمام الأمان للمستقبل والأداة التي تمكّن الدولة من توفير خدمات بريدية عصرية تشمل كافة أنحاء القطر.