مرصد سوق العمل يؤمن فرصة لإحداها.. خبرات قيّمة مرهونة بأحكام اجتماعية مسبقة
“دائماً في شي جديد أتعلمه” لعل هذه العبارة تطغى على معظم حديث عمر الخيمي.. الشاب العشريني الباحث عن كل فرصة كبيرة أو صغيرة ليستثمرها ويضيف بها فكراً جديداً إلى حزمة الخبرات في جعبته، غير آبهٍ بحالته الصحية أو التشخيص الطبي الذي لم يؤثر على تحصيله العلمي وعلاقاته الاجتماعية.
لم يكتف عمر بشهادة علمية ولا اثنتين كما الكثير من أبناء جيله، بل يدفعه تعطشه الدائم للتعلم إلى البحث عن المزيد مما يصقل خبراته، فما أن تلقي نظرة على سيرته الشخصية (C.V) حتى يذهلك كمّ الخبرات والدورات التدريبية والأعمال التطوعية التي شارك بها، فضلاً عن الخبرات الاجتماعية المكتسبة من تجاربه العديدة. فهو خريج معهد إدارة الأعمال والتسويق وسعى لزيادة خبرته في مجال التسويق نظراً للانفتاح الحالي على التعاون مع مختلف الدول لإعادة إعمار سورية بحسب تعبيره، فتوجه لدراسة التسويق في الجامعة الافتراضية السورية، إلى جانب تطوعه في الغرفة الفتية الدولية (JCI) منذ 2012 وحيازته على جائزة ملاك الغرفة في 2016، ومشاركته ضمن نشاطات عديدة كان آخرها تأهله للمستوى النهائي في مسابقة فن الخطابة على مستوى دمشق.
يملك الشاب الطموح خبرات في الموارد البشرية والأرشفة الإلكترونية، كما أنه بدأ بتعلم اللغة الروسية إلى جانب العربية والإنكليزية لمجاراة التعاون السوري الروسي في مختلف المجالات، إلى جانب أعماله التطوعية في الهلال الأحمر السوري. الأمر الذي دفع مرصد سوق العمل في وزارة الشؤون الاجتماعية للتواصل معه والتنسيق مع بنك سورية الدولي الإسلامي لتدريبه في قسم الموارد البشرية ومتابعة تطوير مهاراته، إذ يرغب عمر بمتابعة التدريب والعمل في قسم خدمة الزبائن باعتبارها تصقل شخصيته وتتيح له الفرصة للتعرف على أشخاص جدد وهو ما يرغب به بشدة.
“لا يحتاج معاملة خاصة وأداؤه أفضل من بقية المتدربين” مجمل تعليقات زملائه والمشرفين على تدريبه تلخصت بهذه الكلمات، فالتزامه بالعمل المطلوب منه دون الحاجة للكثير من التعليمات والمتابعة جعل منه شخصاً مقرباً لكل من حوله، كما لاحظ المشرف المباشر على عمله وعيه الكبير في تعامله مع زملائه واستعداده للمشاركة معهم في أي حديث دون أن يكون متطفلاً، فيما يستفسر عن أي زيادة أو نقص في مجال عمله دون إغفال أي ثغرة صغيرة.
لم يرغب عمر بالإجابة عن تساؤلنا حول أكثر المجالات التي أحبها في دراسته وتدريبه، وحتى لا يحصر تفكيره ضمن نطاق واحد، جعل من كل المجالات فرصة للاطلاع وزيادة المعرفة بحيث يكون مستعداً لأي خبرة جديدة تؤهله للوصول إلى مبتغاه، فهل يجد الشاب الطموح الفرصة “الذهبية” المواتية لأحلامه الكبيرة ليكون نموذجاً لكل من يصنع لنفسه عوائق وهمية تحدّ من تطوير ذاته، ويدفع أصحاب العلاقة للبحث والكشف عن مواهب وخبرات مدفونة تحت حواجز المظاهر الاجتماعية البالية؟!.
ريم ربيع