سرطان الاستيطان يلتهم مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية
في إطار مخططاتها العدوانية لتهجير الفلسطينيين، صعّدت سلطات الاحتلال مؤخراً عمليات الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة، متجاهلة القرارات الدولية، ولا سيما قرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016 الذي يطالب الاحتلال بوقف فوري لكل عمليات الاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية عن مخطّط جديد لسلطات الاحتلال لإقامة 31 وحدة استيطانية في مدينة الخليل بالضفة الغربية، وذكرت أن وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان كان تقدم بالمخطط لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، ونقلت عنه قوله: “مستمرون في تقوية مشروع الاستيطان في الضفة الغربية بالأفعال وليس بالأقوال”.
وكانت سلطات الاحتلال أعلنت مؤخراً عن مخططات لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلة بهدف تهويدها.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية مخطط الاحتلال لإقامة 31 وحدة استيطانية في البلدة القديمة بالخليل، محذّرةً من أنه يهدف إلى تهويد كامل البلدة القديمة وطمس هويتها، وأكدت في بيان أن صمت المجتمع الدولي تجاه تكثيف عمليات الاستيطان، وجرائم المستوطنين ،وعدم تنفيذ القرارات الدولية، والامتناع عن محاسبة كيان الاحتلال على انتهاكاته الجسيمة للقانون الدولي يشجع سلطات الاحتلال على تنفيذ مخططاتها الاستعمارية التوسعية على حساب الأراضي الفلسطينية.
وأشارت الوزارة إلى أن الانحياز الأمريكي الأعمى للاحتلال وسياساته الاستيطانية يشكل غطاء للمخططات الاستعمارية التي تغلق الباب نهائياً أمام أية فرصة لتحقيق السلام.
إلى ذلك، أوضح مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس أن عامي 2017 و2018 كانا الأكثر كثافة في عمليات الاستيطان بسبب الدعم اللامحدود من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تشجع الاستيطان بشكل علني، لافتاً إلى أن كيان الاحتلال يستغل ذلك لتنفيذ مخططاته الاستيطانية في جميع مناطق الضفة، وكشف بأنه يوجد حالياً 176 بؤرة استيطانية و189 مستوطنة في الضفة، مبيناً أن الاحتلال بدأ بتوسيع المستوطنات في عمق مناطق القرى الفلسطينية، وخاصة في شمال الضفة، وتحديداً في محافظة سلفيت ضمن مخططاته لخنق كل المدن والبلدات الفلسطينية بالاستيطان الذي بات سرطاناً يتمدد على الأراضي الفلسطينية.
من جهته قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف: إن سلطات الاحتلال ضاعفت بشكل كبير عمليات الاستيطان في الضفة، كما تواصل قضم الأراضي الفلسطينية في القدس المحتلة، مشيراً إلى أن الاحتلال يتخذ من الانحياز الأمريكي الأعمى له ولسياساته الاستيطانية مظلة حماية من الضغوط والانتقادات الدولية وضوءاً أخضر لتنفيذ جميع مخططاته الاستيطانية الاستعمارية التوسعية، وأوضح أن الاحتلال استولى على معظم منطقة الأغوار، وحوّل مساحات واسعة منها إلى مناطق عسكرية، علماً أن المنطقة تعد سلة غذاء لأهالي الضفة الغربية، محذّراً من أن عمليات الاستيطان تهدد بابتلاع كل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
من جانبه ذكر المختص في ملف الاستيطان جمال جمعة أن هناك مخططات جديدة للاحتلال للاستيلاء على مساحات شاسعة من أراضي الفلسطينيين بهدف إقامة 58 ألف وحدة استيطانية في القدس المحتلة وتهجير الفلسطينيين منها، لافتاً إلى أن سلطات الاحتلال تقوم علاوة على ذلك بسرقة كل الموارد الطبيعية، وأبرزها المياه، لحرمان البلدات والمدن الفلسطينية من مصادر المياه.
في الأثناء، اعتدى مستوطنون إسرائيليون على أراضي الفلسطينيين في بيت لحم ونابلس بالضفة الغربية.
وقال مدير مكتب مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية: “إن جرافات تابعة للمستوطنين قامت بتجريف أراض فلسطينية في منطقة خلة النحلة جنوب بيت لحم تحت حماية قوات الاحتلال بذريعة شق طريق بين مستوطنتين غير شرعيتين مقامتين على أراضي الفلسطينيين في المنطقة”.
كما اقتلع مستوطنون 370 من أشتال الكرمة و30 شجرة زيتون من حقل فلسطيني ببلدة الخضر جنوب بيت لحم، وسرقوا محصول الزيتون من حقل فلسطيني في قرية تل جنوب غرب نابلس، واقتلعوا 50 شجرة.
إلى ذلك، أصيب فلسطينيان اثنان بجروح جراء اعتداء مستوطنة إسرائيلية عليهما شرق قلقيلية بالضفة الغربية، وقالت مصادر محلية: “إن مستوطنة دهست عمداً فلسطينيين اثنين شرق قلقيلية، ما أدى إلى إصابتهما بجروح بليغة”، مشيرةً إلى نقلهما لمستشفى في نابلس.
كما اعتقلت قوات الاحتلال 11 فلسطينياً من مناطق متفرقة بالضفة الغربية، فيما جدّد عشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.
من جهة ثانية، رفضت ناشطتان مؤيدتان للفلسطينيين من نيوزيلندا حكماً صادراً عن إحدى محاكم الاحتلال بتغريمهما بمبلغ مالي لدورهما في إقناع المغنية “لورد” بإلغاء حفل في تل أبيب العام الماضي، وقالت الناشطتان جاستين ساكس ونادية أبو شنب: “إنهما لن تدفعا الغرامة وقدرها نحو 12 ألف دولار”، ووصفتا الحكم بأنه “حيلة” لتخويف منتقدي الاحتلال.
ورداً على هذا الحكم، طالبت الناشطتان الناس بالتبرع بالأموال من خلال موقع الكتروني لصالح رعاية الصحة، وتمكين المرأة في قطاع غزة.
وقالت نادية لراديو نيوزيلندا: “نظراً لأننا تعرضنا بالفعل لهذا النوع من الضغط، شعرنا أنه من الملائم إعادة تركيز الأضواء على الوضع في فلسطين”.
وجمعت الناشطتان حتى الآن آلاف الدولارات للأعمال الخيرية في غزة.
وكانت الناشطتان كتبتا خطاباً مفتوحاً على الانترنت في كانون الأول الماضي حثتا فيه مغنية البوب النيوزيلندية لورد على إلغاء حفلها المزمع في كيان الاحتلال.
وألغت لورد حفلها في الشهر ذاته بعد حملة من حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات التي تدافع عن حقوق الفلسطينيين والتي تضمنت خطاب الناشطتين.