أكثر من 5 ملايين راكب و28 ألف رحلة على متن طيران السورية خلال الأزمة عبد الكريم: لا تزال العقوبات الأمريكية تقف عائقاً أمام تطوير أسطولنا الجوي
دمشق- ميس خليل
رغم العقوبات الاقتصادية الظالمة التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على الطيران المدني السوري، وامتناع أغلب شركات الطيران العالمية عن الاستفادة من المطارات والأجواء السورية، إلا أن مؤسسة الطيران العربية السورية دأبت لتحقيق رؤيتها المتمثلة بالسعي نحو زيادة التميز كناقل وطني مهم، وتقديم خدمات النقل الجوي وفقاً للمعايير المحلية والعالمية، الأمر الذي سمح لها بتحقيق أرقام مهمّة في أعداد المسافرين إلى المحطات الخارجية والتي بلغت (3,467,447) راكباً خلال سنوات الحرب بعدد رحلات وصل إلى (17,946) رحلة.
مدير عام مؤسسة الطيران طلال عبد الكريم وفي حوار مع “البعث” أوضح أن المؤسسة حافظت على استمرارية التشغيل وبوتيرة عالية في المحطات الداخلية التي انقطعت الطرق البرية إليها، بحيث سيّرت رحلات لتخديم المواطنين بأقل من الكلفة التشغيلية مما شكل عبئاً مالياً على المؤسسة وبلغ وسطي عدد الركاب المنقولين عبر خطوط المؤسسة إلى المحطات الداخلية (1,697,856) راكباً خلال سنوات الحرب وذلك بعدد رحلات (11,142) رحلة وبأسعار منخفضة وموحدة مع النواقل الخاصة، كما قامت المؤسسة بالشحن المجاني للمعونات (تجهيزات طبية، أدوية) المقدمة من أصدقاء سورية.
وذكر عبد الكريم أن المؤسسة تملك حالياً ثلاث طائرات ايرباص من طراز 320 قيد التشغيل وطائرة ايرباص من طراز 340، في وقت تضمنت الرؤية التطويرية للمؤسسة الخطة الاستراتيجية لمرحلة التعافي رفد أسطول المؤسسة بطائرات جديدة وحديثة تلبي المتطلبات التشغيلية العالمية وتواكب المرحلة المقبلة من إعادة الإعمار، وعليه يتمّ التواصل لشراء واقتناء طائرات حديثة، ولكن يتوقف نجاح وإنجاز المشروع برفع الحظر الأمريكي الجائر على المؤسسة، كما تضمنت مرحلة الإغاثة تعمير وصيانة الطائرات ومحركاتها من خلال الخبرات الفنية في المؤسسة وبمساعدة الأصدقاء، وقد تم إدراج هذه البنود في البرنامج الوطني التنموي لسورية ما بعد الحرب.
وأشار عبد الكريم إلى أنه وبعد الاستقرار الأمني وردت طلبات من عدة شركات طيران لديها الرغبة بالعمل في سورية، وتم الترحيب بتشغيلها وبدأت شركة طيران “فلاي بغداد” التشغيل خلال الشهر الماضي لتكسر بذلك الحظر الذي فرضته أغلب دول العالم وشركات التأمين التي ضغطت على شركات الطيران بإلغاء تأمينها عليها في حال استمرار تشغيلها إلى سورية.
وكشف عبد الكريم أن لدى المؤسسة 38 طياراً قائداً و48 طياراً مساعداً و14 طياراً مساعداً تحت التدريب، وهو عدد يتناسب مع التشغيل الحالي، وهناك ما يزيد على 35 طياراً تسربوا خلال الخمس عشرة سنة الماضية للعمل لدى شركات طيران أخرى عربية وأجنبية. وفي إطار خطط المؤسسة لاستقطاب الطيارين تمّ اتخاذ العديد من الإجراءات، منها اقتراح لرفع قيمة تعويض العمل الساعي بنسبة 100% عن القيمة المحددة في نظام العمل الساعي الصادر بالمرسوم رقم 14 لعام 2008، كما سمحت المؤسسة لطياريها بالجمع مابين عملهم لدى المؤسسة والقطاع الخاص وفق ضوابط محددة ضمن إطار القانون ومبدأ تكافؤ الفرص ليتمكن الطيّارون من تحسين دخلهم الشهري.
وفيما يخصّ برامج تدريب الطيارين، فالمؤسسة وفقاً لعبد الكريم تحافظ على تجديد إجازات الطيران لكافة عناصر الركب الطائر وفق متطلبات الأنظمة المحلية والعالمية من خلال تنفيذ برامج تدريبية في مراكز معتمدة عالمياً في كل من إسبانيا ومصر، وبلغ عدد الدورات المنفذة للطرازات العاملة لهذا العام 74 دورة تدريبية لـ 449 عنصراً من الركب الطائر والمرحلين الجويين.
وفي مجال التطوير الإداري للمؤسسة يتمّ العمل حالياً على إعادة الهيكلة ومراجعة وتعديل التشريعات الناظمة للعمل بما يحقق مرونتها ومواءمتها مع ما هو معمول به على المستوى المحلي والعالمي، ونظراً لطبيعة العمل الخاصة لقطاع الطيران فقد تمّ إعداد مقترحات بخصوص كل من الصك التشريعي لإحداث مؤسسة الخطوط الجوية السورية والصك التشريعي لنظام العاملين في المؤسسة.
وعن التعاون والتنسيق مع وزارة السياحة لتقديم الخدمات المميزة على متن طيران السورية، أوضح عبد الكريم أنه يتمّ التواصل مع وزارة السياحة لإعادة تفعيل اتفاقيات التعاون خاصة في مجال الدعاية والإعلان من خلال البروشورات والمجلات والمعارض السياحية المتخصّصة والتي تظهر نشاطات المؤسسة، إضافة إلى توزيع مجلات مجانية على متن الطائرة تعزّز مكانة سورية كوجهة سياحية، منوهاً بأن المؤسسة تحصل على حصتها الكافية من وزارة النفط ممثلة بمؤسسة سادكوب، كما تتعاقد المؤسسة ضمن مظلة الاتحاد العربي للنقل الجوي مع شركات لتزويد الطائرات بالوقود في المحطات الخارجية.
وحول رقابتها على مكاتب السفر فيما يتعلق بأسعار التذاكر والحجوزات، بيّن عبد الكريم أن لدى المؤسسة مكتباً متخصصاً برعاية الركاب ومتابعة أمورهم في حال اقتضت الحاجة للتدخل ووقف أي خلل أو تجاوز يُرتكب بحقهم من قبل المكاتب، ويتمّ التدقيق قي كل شكوى يتقدم بها الراكب ومعالجتها ضمن الإجراءات والضوابط المعتمدة واقتراح العقوبة المناسبة بحق المكتب المخالف بدءاً من عقوبة الإنذار إلى إغلاق المكتب لفترة محددة وحتى إغلاقه نهائياً إن اقتضى الأمر بالتعاون والتنسيق مع وزارة السياحة.
ونفى عبد الكريم ما يُشاع عن تحليق الطيران السوري فوق الأجواء التركية، مشيراً إلى أن عبور الأجواء يتمّ وفق خطة طيران توضع بناء على الأذونات الممنوحة من سلطات الطيران المدني، مع الأخذ بعين الاعتبار العلاقات الدولية وقد تمّ طلب الأذونات من سلطات الطيران المدني لدى بعض الدول لعبور أجوائها ولم تقترن طلباتنا بالموافقة.