الصفحة الاولىصحيفة البعث

الانقسام العربي يسقط مشروعاً لدعم “الأونروا”

 

فشل اقتراح أمام مؤتمر البرلمانات الدولي المنعقد في جنيف يقضي بتأمين الدعم المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، بسبب أخطاء بعض الأنظمة العربية.

وكان الفلسطينيون يأملون الحصول على دعم البرلمانات الدولية للأونروا عبر تبني اقتراح لتأمين استمرار الدعم المالي للوكالة، بعد قرار الولايات المتحدة قطع الدعم المادي عنها، لكن الاهتمام الدولي ذهب في اتجاه آخر، رغم سعي دول عربية لحشد الدعم للوكالة الأممية، وقالت مصادر: “إن المشروع العربي سقط بحبكة بريطانية متقنة”، مضيفة: “إن الوفد البريطاني تقدّم في مواجهة المشروع العربي بمشروع آخر للتنديد بأوضاع حقوق الإنسان في فنزويلا، وفي اللحظة الأخيرة جرى التوصل إلى تسوية سحب بموجبها البريطانيون مشروعهم لمصلحة التصويت لمشروع ثالث هو الحفاظ على المناخ، فسقط الاقتراح العربي”.

من جهته، رأى رئيس كتلة فتح في البرلمان الفلسطيني عزام الأحمد أن بعض الدول العربية ارتكبت أخطاء ساهمت في سقوط المشروع العربي، موضحاً أن الدول العربية ارتأت توزيع أصوات برلمانييها المشتركين بين مشروعي القرار الخاصين بالأونروا و”الحفاظ على المناخ”، الأمر الذي أدى إلى رفع مستوى التصويت في غير مصلحة الفلسطينيين.

إلى ذلك، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، على منح فلسطين صلاحيات قانونية إضافية لتتمكن من تولي رئاسة مجموعة الـ77 لعام 2019.

وينصّ مشروع القرار على سلسلة من التدابير وعلى ملحق يتضمّن حق الإدلاء بتصريحات باسم المجموعة والصين، وحق المشاركة في صياغة مقترحات وتعديلات، وحق عرض مذكرات إجرائية.

ميدانياً، قصفت طائرة مسيّرة للاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة، واستهدفت بصاروخ مجموعة من الفلسطينيين في منطقة الفخاري شرق خان يونس شمال قطاع غزة، وأشارت مصادر إلى عدم وقوع إصابات.

إلى ذلك، توغلت عدة آليات عسكرية لقوات الاحتلال إلى الجنوب الشرقي من القطاع، وقامت بأعمال تجريف للأراضي بغطاء من طائرات الاحتلال.

في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال 15 فلسطينياً بينهم طفل في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، فيما أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق جراء اعتداء قوات الاحتلال بالرصاص وقنابل الغاز على مشاركين بمسيرة سلمية شرق دير البلح وسط قطاع غزة، نقلوا إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.

بالتوازي، تواصل سلطات الاحتلال مصادرة وتهويد الأراضي الفلسطينية في منطقة الأغوار المحتلة، وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف: إن الشعب الفلسطيني يخوض صراع وجود على أرض الأغوار بأكملها باعتبارها تشكل عمقاً مهماً للفلسطينيين وسلة غذاء فلسطين لما تتمتع به من ثروات ضخمة يقوم المحتل بسرقتها واستغلالها، وهي تتعرّض لحرب تهويد شاملة، حيث ترحّل سلطات الاحتلال بين الحين والآخر أبناءها الفلسطينيين لإقامة مستوطنات على أراضيهم.

وأشار عساف إلى أنه في منطقة الأغوار الشمالية تشتد عمليات التهجير والترحيل للفلسطينيين، وخاصة في منطقة الحديدية ومدينة طوباس من خلال إقامة بؤر استيطانية جديدة في تلك المناطق بعد عمليات التهجير والمطاردة لسكانها الفلسطينيين، كما يقوم الاحتلال بتجريف أي مشاريع بناء للفلسطينيين فيها.

وأكد عساف أن الشعب الفلسطيني صامد في أرضه، ولن يسمح للاحتلال بأن يسرقها، وسيقاوم هذا المحتل، كما يقاومه الآن في منطقة الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، فمعركة الخان الأحمر هي جزء من معركة منطقة الأغوار، مشدداً على أنه رغم إجراءات الاحتلال القمعية، إلا أنه لن ينجح في اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم.

من جانبه أوضح الخبير في الاستيطان صلاح الخواجا أن منطقة الأغوار تشكل 28 بالمئة من مساحة الضفة الغربية المحتلة بما يقدّر بنحو مليون دونم، وتشكّل مصدراً مهماً للمياه التي يقوم الاحتلال بسرقتها، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يعتمدون بشكل أساسي على المنطقة في مجال الزراعة والثروة الحيوانية نظراً لتوفر الموارد المائية فيها بشكل كبير، وبيّن أن صمت المجتمع الدولي عن عمليات تهجير الفلسطينيين والاستيطان التهويدي واسعة النطاق يشجع سلطات الاحتلال على التمادي في ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين في خرق فاضح للقانون الدولي ومبادئ وميثاق الأمم المتحدة.