“جرعة أمل”.. تظاهرة غنائية ومسرحية في السويداء
من رحم الألم يولد الأمل، عبارة لم تكن مجرد كلمات أو شعار مهرجان فحسب بل كانت بوصلة منظمي فعالية (جرعة أمل) في ثقافي صلخد بالسويداء، والتي تضمنت تظاهرتين الأولى غنائية موسيقية شدت انتباه جمهور حاشد، فكانت أنشودة الحلم العربي، إضافة إلى رسائل فنية بأنامل وأصوات مبدعة بقيادة الفنان ادهم عزقول الذي قال: المهم في المهرجان هو ترسيخ قيم حياتية جديدة قائمة على الانتماء، قيم كانت حاضرة في المهرجان أعطته رونقا خاصا فكان المهرجان تظاهرة لافتة ومؤثرة.
أما التظاهرة الثانية فكانت فنية مسرحية حيث قدمت غصينة العقباني ومجموعة من الفنانين الشباب مجموعة أعمال فنية ورسومات حاكت أزمة الوطن ضمن الحرب لتنتهي بأمل شباب طموح بأفكار وطروحات تحاكي الواقع، وتقول العقباني: الهدف من الفعالية هو زرع الفرح والاحتفاء بالمواهب الصاعدة في الغناء والتمثيل والتي أبدعت على خشبة المسرح والأجمل هو التعبير عن ذاتهم وألمهم الذي يعانون منه جراء الأزمة رغم صغر سنهم، إلا أننا وجدناهم من خلال أعمالهم الفنية موجوعين ولكن الخطوط التي عبرت عن وجعهم هي ذاتها التي عبرت عن أملهم بمستقبل مشرق واعد.
وقدمت فرقة Rose Water عرضاً مسرحياً بعنوان (الصيف الأسود) يتناول أزمة سورية بشكل عام والأزمة السوداء التي حدثت في السويداء بالآونة الأخيرة بشكل خاص، من إخراج حازم حمزة وتأليف غصينة العقباني ومتابعة وتنسيق إحسان الأطرش.. وهي وقفة أمام الذات والإشارة إلى أخطائنا والشعور بمسؤولية غياب الأخلاق، ولم يغفل العمل الظواهر السلبية التي بدأت تطفو على السطح في المجتمع والتي انعكست على حالة تماسكه في معالجة عبر من خلالها الشباب عن مسؤوليتهم في حماية هذا المجتمع وإعادته إلى رونقه الأصيل.
وحول المهرجان تحدث الفنان جمال العباس أنه تظاهرة فنية حالمة وهادفة للخير والمحبة والسلام، تختزلها جرعة أمل ولدت من رحم المعاناة، مشيرا الى أن الأعمال الفنية حملت اهتماما بالموضوع أكثر من تقنياته فاعتمدت على المباشرة في الطرح وجملة من المكونات والعناصر والمفردات التي رسمت جمالية الإبداع فيها وأعطتها قيمة وثراء، واللافت في المهرجان مشاركة الأطفال الكثيفة وتركيزهم على الرموز الوطنية كالعلم العربي السوري وكلمات الشهادة والجيش والشعارات وغيرها والتي أعطت للتظاهرة أهميتها.
رفعت الديك