بعد مرور 17 عاماً على الدراسة الإقليمية الشاملة /290/ مصب صرف صحي كبؤر تلويث للمياه الجوفية.. فأين محطات المعالجة الموعودة؟!
طرطوس – رشا سليمان
جعلت طبيعة محافظة طرطوس الجغرافية لها خصوصية في عدة مجالات وبسبب هذه الطبيعة الجبلية انتهت جميع مصبات الصرف الصحي والمجاري إلى وديان المحافظة وبدأت تزداد هذه المصبات تدريجياً حتى زادت على /290/ مصباً تشكل بؤرة تلوث خطرة على البيئة عموماً وعلى مياه المحافظة الجوفية خصوصاً، ولمعالجة هذه الظاهرة أبرمت وزارة الإسكان والتعمير مع الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية / فرع المنطقة الوسطى/ منذ عام 1997 عقداً الغاية منه وضع الدراسات اللازمة لمعالجة مخلفات الصرف الصحي في المحافظة وللوقوف على واقع هذه الدراسة (الدراسة الإقليمية الشاملة) لإزالة أسباب التلوث عن الحوض الصباب.
رئيس قسم المياه و الصرف الصحي في مديرية الخدمات الفنية بطرطوس م. جابر حسن بين لـ “البعث ” أن الدراسة خلصت إلى وضع خارطة شاملة تتوزع عليها مجمعات الصرف الصحي، وتنتهي إلى مواقع محطات المعالجة (المزمع تنفيذها)، وعند استلام هذه الدراسة لاحظ مهندسو طرطوس الممثلون في اللجنة مجمل ملاحظات أهمها أن المجمعات المدروسة تحتاج إلى أعمال صناعية كثيرة (جسور، محطات رفع، محطات ضخ، أعماق حفر كبيرة، …)، بالإضافة إلى الطول الكبير لهذه المجمعات وعدم تجانس وانتظام تدفق مخلفات الصرف الصحي في المجمعات الرئيسية والثانوية، ووجود قساطل رئيسية في الوديان بجوار مجاري الأنهار ذات الغطاء النباتي الكثيف ونظراً لانجذاب جذور الأشجار باتجاه المياه المالحة ما سبب انسداد القساطل وزيادة كلفة صيانتها، كما أن محافظة طرطوس ذات هطولات مطرية كبيرة نسبياً وعند حدوث أي عاصفة مطرية تزداد الفضلات والأوساخ في الشبكات الرئيسة والثانوية مما يعرضها للصدمات الهدروليكية والتخلخل والخروج عن الخدمة، بالإضافة إلى أن تعطل أي مجمع أو عمل صناعي (جسر حامل، محطة ضخ أو رفع،…) يؤدي إلى خروجه من الخدمة وتلوث جميع مصادر المياه والأراضي الزراعية الواقعة في الحوض الصباب الذي يمر به المجمع.
ولفت حسن إلى أنه بناء على ما تقدم ارتأى ممثلو محافظة طرطوس في اللجنة أن يتم تعديل الدراسة بما ينسجم مع واقع المحافظة ويحقق جدوى اقتصادية وفنية مفيدة، وتقدمت المحافظة في حينها إلى رئاسة مجلس الوزراء رقم 552/10/11 تاريخ 19/15/2001 تضم مجمل الملاحظات التي تحسن من واقع هذه الدراسة وتجعلها أكثر إمكانية للتنفيذ بما ينسجم مع الظروف المناخية والطبوغرافية وتوزع التجمعات السكانية والأراضي الزراعية، وتحقق وفراً كبيراً في كلف الإنشاء والتنفيذ والاستثمار، فشكلت رئاسة مجلس الوزراء في حينها لجنة تضم ممثلين عن وزارة الإسكان والتعمير في محافظة طرطوس وشركة الدراسات والاستشارات الفنية، خلصت إلى مجمل مقترحات منسجمة مع المذكرة التي قدمتها محافظة طرطوس وتحقق الوفر الوارد في نفس المفكرة كما تم تشكيل لجنة متابعة لمتابعة تعديل وتنفيذ الدراسة الإقليمية الشاملة، وأضاف حسن أنه بعد إحداث الشركة العامة للصرف الصحي تقوم الشركة بمهامها لتنفيذ المجمعات ومحطات المعالجة وفق الدراسة الإقليمية الشاملة المعدلة، وتم تنفيذ عدد من المجمعات (مجمع الشريط الساحلي الجنوبي، الكفارين، مشتى الحلو، العديدة، مجمعات متراس ،…. )، بالإضافة إلى أن مديرية الخدمات الفنية في طرطوس نفذت محطتي معالجة (خربة المعزة، تعنيتا) وهما في الخدمة منذ أكثر من ثماني سنوات وتعملان بكفاءة جيدة وتتابع شركة الصرف الصحي استثمارهما، كما تقوم شركة الصرف الصحي بتنفيذ محطة معالجة (صافيتا، السيسنية، بعمرة، بطارش، الدريكيش، ….) ولم توضع في الاستثمار أي منها حتى تاريخه، ولتحسين واقع العمل وتطويره يرى مدير الشرركة أنه يجب الإسراع في تنفيذ محطات المعالجة ووضعها في الاستثمار، وتنفيذ المجمعات الرئيسية والثانوية ومحطات المعالجة لكل حوض صباب بشكل متكامل ووضعه في الاستثمار، والعمل على فصل مياه الأمطار عن شبكات الصرف الصحي في مراكز المدن والبلديات والتجمعات السكانية، وتأهيل وتدريب الكوادر التي ستقوم بإدارة واستثمار محطات المعالجة والاستفادة من نواتج هذه المحطات سواء (سماد، مياه صالحة)، والاستفادة من تجارب الآخرين في آلية معالجة مخلفات الصرف الصحي وغيرها.