ثقافةصحيفة البعث

وهاهم يحفرون قبورهم بأيديهم!

 

 

أكرم شريم

إذا كانت ستحدث ردود فعل دولية على قانون القومية الذي أصدرته إسرائيل مؤخراً والذي ينص على أن كل من يعيش داخلها من الفلسطينيين وغير الفلسطينيين من كل الشعوب لا يحق له ما يحق لهم ولا يتمتع بأية حقوق يتمتعون بها، أقول إذا كانت ستحدث ردود فعل دولية على ذلك القانون ومنها وأهمها أن تتخذ الدول، كل دول العالم الخطوة نفسها وتصدر القانون نفسه، ولنبدأ بالدول العربية، فإنها إذا أصدرت مثل هذا القانون فلن يبقى لأي يهودي في كل الدول العربية أية حقوق ولا من أي نوع ولا بأية طريقة وكذلك بعدها الدول الإفريقية، ثم الدول الاسكندينافية ثم الدول الأوروبية، وكذلك وأخيراً الدول الكبرى فماذا سيحدث ليهود العالم، حيث لن يبقى لأي منهم أية حقوق على الإطلاق علماً بأن القط والكلب والعصفور لها حقوق، وفي كل مكان في العالم كي لا يجري الاعتداء عليها أو تنقرض!.
إذن.. تعالوا نتصور هذا العالم الذي لا يوجد فيه أية حقوق ولا من أي نوع لكل اليهود في العالم! وإذا كانوا يعتقدون أنهم يختبئون وراء جنسيات أخرى، ووراء أديان أخرى كي لا يكتشف العالم أمرهم، فنقول لهم، إذا قرر العالم أن يعاملهم كما يعاملون الشعوب فأول ما ستفعله الحكومات في العالم.. كل الحكومات هو أن ترفع هذه الأغطية عنهم وكل ما يمارسونه من كذب وخداع وجرائم منظمة في حق كل شعوب العالم، خاصة وكما قلنا سابقاً ونكرر دائماً، إن كل شعوب العالم تعاني من شرورهم خاصة أنهم يسيرون نحو اسرائيل الكبرى هذه الجريمة المنظمة الأكبر في العالم!.
لقد خلق الله الدنيا على الحب!. وخلق الأديان في كل الدنيا على الحب! وبعد الله وما يريده الله، هل يمكن أن ينجح أي اعتداء أو احتلال، أو تهجير وتشريد أو خداع وكذب لكي يقوموا، وكما يفعلون اليوم بالضبط بإلغاء الحب وإلغاء الله، والاحتلال اليومي والاعتداء اليومي وفي كل مكان في هذا العالم!؟. وإذا كانوا يظنون أن الشعوب لا تعرف عنهم فهم لا يعرفون الشعوب إذن، وما خلقه الله من قدرات لهذه الشعوب، وخاصة إذا اتحدت بعضها مع بعض أو معظمها، أو كلها في مواجهتهم وإن دول العالم إذا لم تفعل ذلك اليوم فمن المؤكد أنها ستفعل ذلك في المستقبل!.
إن من يريد بل ويعمل وباستمرار، وبكل الطرق والأشكال الممكنة على استغلال الشعوب واحتلالها بشكل ظاهر أو سري أو بشكل مباشر أو بالتدريج فهو من المؤكد قد ألغى الحب من كل قواميسه ومن كل حياته ومن كل معتقداته أيضاً!. فهل يستطيع أن يلغي الحب في كل أنحاء العالم حتى تصبح الشعوب كلها تحت تصرفه وتحت حكمه وكما يخططون وينفذون وباستمرار.. احتلال واستيطان واحتلالا واستيطانا ودائماً وباستمرار!. طبعاً لا وألف لا. فالله حب، وكل الشعوب حب وكل الأديان وكل القيم العليا في هذا العالم حب!. وهكذا تكون النصيحة اليوم إذا كنت لا تعرف الحب فأنت لا تعرف الله!.. ومن لا يعرف الله فإنه يحفر قبره بيده يا أصحاب قانون القومية!.