الصفحة الاولىصحيفة البعث

امرأة تفجّر نفسها في قلب العاصمة التونسية

 

أصيب تسعة أشخاص بجروح جراء تفجير إرهابي انتحاري نفذته امرأة وسط شارع الحبيب بورقيبة على مقربة من المسرح البلدي في العاصمة التونسية، وأعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق أن لا خسائر في الأرواح بالتفجير، مؤكداً أن منفذة العملية من ولاية المهدية، وتبلغ من العمر ثلاثين عاماً، ولا تملك سجلاً أمنياً، ولم يلاحظ عليها الانتماء إلى تنظيم إرهابي سابقاً.
وطوّقت الشرطة المنطقة قرب المسرح البلدي، حيث وقع الانفجار، وترددت أصوات سيارات إسعاف تهرع إلى المكان، في حين ذكرت الإذاعة الرسمية التونسية أن امرأة كانت تقود دراجة فجّرت نفسها قرب مركز لعناصر الشرطة في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس، ما أدى إلى إصابة تسعة أشخاص بجروح، فيما قالت وسائل إعلام تونسية نقلاً عن مصادر أمنية: إن الانتحارية وتدعى منى من معتمدية سيدي علوان وغير معروفة لدى الجهات الأمنية، مشيرة إلى أنه من المرجّح أن تنظيم “داعش” الإرهابي هو المسؤول عن العملية.
في الأثناء، غادر وزير الداخلية مجلس النواب، وتوجّه إلى شارع الحبيب بورقيبة بعد التفجير للاطلاع على مكان التفجير، فيما ذكرت إذاعة محلية خاصة أن قوات الأمن، التي انتقلت بكثافة إلى شارع الحبيب بورقيبة والأزقة والشوارع القريبة منه، اعتقلت شخصاً آخر في محيط موقع الهجوم، فيما لاتزال تفاصيل الاعتداء غامضة باستثناء الكشف عن هوية منفذته، وهي غير معروفة لدى السلطات الأمنية.
وسمع  دوي الانفجار في شارع الحبيب بورقيبة بوسط العاصمة التونسية قرب المسرح البلدي والمركز التجاري البلمريوم على بعد عشرات الأمتار من مبنى وزارة الداخلية والسفارة الفرنسية في تونس وحيث تتمركّز دوريات الشرطة.
ويأتي هذا الهجوم مباشرة بعد انتهاء مسيرة عائلة شاب تونسي قتل مؤخراً برصاص الجمارك.
ويشكّل الاعتداء، الذي وصفته الداخلية التونسية بأنه “إرهابي”، رسالة مفادها أن الإرهاب مازال يتربص بتونس، في الوقت الذي يحذّر فيه محللون من حالة الاسترخاء الأمني.
وكانت تونس قد شهدت في تشرين الثاني 2015 أسوأ اعتداء إرهابي في العاصمة التونسية وعلى بعد بضع مئات الأمتار عن شارع الحبيب بورقيبة، استهدف حينها حافلة للأمن الرئاسي حين فجّر انتحاري نفسه مخلفاً 22 قتيلاً من عناصر حرس الرئاسة.
كما يأتي الاعتداء الأخير عقب فترة هدوء شهدتها تونس منذ آخر أعنف الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها مدينة بن قردان بالجنوب التونسي في فجر السابع من آذار 2016، وهو الاعتداء الذي قتل فيه 13 من قوات الأمن والجيش وسبعة مدنيين، فيما تمكّنت القوات التونسية من قتل 55 إرهابياً.
وأحبطت السلطات التونسية العديد من الاعتداءات الإرهابية بتفكيك عشرات الخلايا، فيما تتحصّن مجموعات إرهابية في الجبال خاصة في محافظة القصرين بالقرب من الحدود الجزائرية.
وأنذر الهجوم بإمكانية حدوث اعتداءات أخرى خاصة في ظل الظرف السياسي الذي تمر به تونس، وعلى ضوء انشغال الأحزاب، بما فيها المشاركة في الائتلاف الحاكم، في الاستعداد لانتخابات 2019.
إلى ذلك، أدانت الحكومة اليمنية في صنعاء الحادث الإرهابي، وقالت وزارة الخارجية: إن الجميع يعرف مصدري الإرهاب والتطرف العقائدي، لكن يُغض الطرف عنهم لوجود مصالح مالية وصفقات.