ثقافةصحيفة البعث

تجربة مجلتي “شامة وأسامة” في معرض كتاب الطفل

 

لأن قلوبهم صافية بيضاء تنبع دفئاً وحناناً وحباً، لهم ومن أجلهم –وعلى هامش الفعاليات المرافقة لمعرض كتاب الطفل الأول- أقامت الهيئة العامة السورية للكتاب ندوة حول تجربة مجلتي “أسامة” و”شامة” أدارتها المربية مها عرنوق.

“أسامة” الأم
الفنانة التشكيلية لجينة الأصيل هي صاحبة الرمز الفني الجميل في الرسم، والأكثر دفئاً وجمالاً لعالم الطفولة، ولمجلة “أسامة” النصيب الأكبر من إبداعاتها الطفولية، قالت عن تجربتها:
“أسامة” هي أكثر من أم، هي المحبة والعطاء، والتي دفعتنا للأمام، قبلت بعثراتنا ونشرت أعمالنا، أُكن لها احترام كبير ومحبة قصوى، من صفحاتها انطلقت أعمالي إلى لبنان والوطن العربي بدأت “أسامة” كالأسطورة فقد ضمت عددا كبيرا من فناني سورية المهمين وكلهم نشروا على صفحاتها بأساليب فنية مميزة فكانت الانطلاقة عظيمة، على عكس مجلات الأطفال الأخرى مثل “سمير وميكي ماوس” المصنعة تجارياً فقط لجذب الطفل بدون غاية ثقافية أو فنية.
وأضافت: أعطيت الكثير في عالم الأطفال فهو مجال صادق ولا يحتمل الخطأ، فالطفل يكشف الزيف، وبقدر صدقي معه بقدر ما أخدم قضيتي وعملي، وبالمقابل أبقى كالتلميذة والطالبة أمامهم أتعلم منهم الكثير الكثير، وأنا لدي حظ كبير لأنني تواجدت في مجلة “أسامة”.

“أسامة” الجاذبة
و”يستحق الأطفال أن نتفرغ لهم” هي جملة قالها شاعر الأطفال بيان الصفدي، الذي قدم مساهمات عديدة في القصة الموجهة للأطفال وعن تجربته كرئيس تحرير المجلة لعدة أعوام قال: مجلة “أسامة” جاذبة والسبب هو النخبة التي استلمت المجلة، في الحقيقة هناك أسماء شامخة من كبار أدباء سورية حيث استقطبت “أسامة” كل الكتاب المرموقين، ولم يبقَ تقريباً أديب إلا وحاول أن يكتب للأطفال رغم قلة الأجور ولكنهم عملوا بروح المغامرة الفنية والتميز.
تعرضت “أسامة” لانتكاسات أحياناً لها علاقة بقيادتها وأحياناً بظروف خاصة في البلد مثل أزمة الورق حيث مرت سنوات لم تصدر المجلة إلا مرات قليلة، ووقتها بدأ الفنانون والكتاب ينفضون عن المجلة ولم توزع بالسوق مما خلق أزمة كبيرة. وعانت “أسامة” أيضاً من مشكلة كبيرة عندما حصل خطأ قاتل من وزارة الثقافة باختيارها أناسا ليس لهم علاقة بثقافة الطفل ولكن استدرك الأمر فيما بعد، وأنا شخصياً من الناس الذين تركوا العمل في المجلة احتجاجاً على رداءة المنشورات. وكانت انطلاقة مجلة “شامة” متعثرة إلا أن هناك أمل جديد بتصحيح المسار ضمن الظروف الموجودة وبشكل جيد.

ذاكرة بصرية
وعملت الشابة أريج بوادقجي أمينة تحرير لمجلة “أسامة” عدة سنوات وهي حالياً رئيس تحرير مجلة “شامة” للطفولة المبكرة وعن تجربتها ككاتبة قصة وسيناريو للأطفال قالت:
“شامة” مجلة تصدر عن وزارة الثقافة تُعنى بالأطفال، وموجهة من عمر 4 إلى 7 سنوات، والتوجه لهذه الشريحة العمرية ليس بالأمر السهل بل تحدٍ كبير خاصة في هذه الظروف، هناك حاجات نفسية ومعرفية وجمالية لا بد من تنميتها وترسيخها لهذه الفئة العمرية، وخصوصاً في زمن التشويه الذهني الذي خضع له الأطفال.
بدأنا العمل في “شامة” بوجهة نظر جديدة ومساعدة هيئة تحرير متخصصة وخبيرة بهذا المجال، ويكمن العمل في التركيز على الجانب البصري لإظهار القيم التربوية وترسيخها، والأساس في “شامة” هو ترسيخ هذه القيم ضمن كل عدد ودعمها بالنصوص المناسبة والرسوم المميزة بحيث تشكل صورة ذهنية ترسخ في ذهن الطفل وذاكرته، فالطفل في هذا العمر الصغير هو طفل بصري.

تاريخ عريق
أما قحطان بيرقدار فهو شاعر غني في أحاسيسه ومشاعره تجاه الطفولة، طوّر مجلة “أسامة” وأغناها بأبواب جديدة، ووسع دائرة المعرفة فيها، وعن تجربته كرئيس تحرير لمجلة “أسامة” قال: عندما أُنبئت أنني سأكون رئيس تحرير مجلة “أسامة” علمت أنني أمام مهمة وطنية بعد سنوات من الألم والمعاناة، ويجب أن أكون إلى جانب الأطفال، بدأت العمل بالاطلاع على الأعداد القديمة واللوحات التي رُسمت في المجلة والنصوص المكتوبة بقلم الأدباء، ووصلت إلى قاعدة مهمة وهي أن من يعمل في مجلة “أسامة” يدخل التاريخ لما تحمله من عراقة.
لقد أتاحت الهيئة العامة السورية للكتاب هذا المناخ الجميل من الحرية والثقة بالعمل، وبهذه المناسبة أوجه دعوة للفنانة لجينة الأصيل بالعودة إلى “أسامة” بعد أن فضلت إحدى ابنتيها “شامة وأسامة” على الأخرى.
جمان بركات