مسلسلات لا تنتهي…؟!
تحول تسويق إنتاج مواسمنا الزراعية من الحمضيات والزيتون والتفاحيات والبندورة والفاكهة بأنواعها وما تنتجه البيوت المحمية “البلاستيكية” من خضار متنوعة في غير مواسمها مدار العام إلى ما يشبه المسلسلات الدرامية الموسمية التي يعاد عرضها بعد انتهاء كل عرض…!!!؟
ومع كل إعادة تعلو أصوات المنتجين لترتفع في وجه تدني الأسعار وارتفاع تكاليف الإنتاج والتسويق وتكدس الإنتاج وربما تلفه لهبوط أسعاره أو إتلافه في أرضه من قبل المنتجين أنفسهم وصعوبة الولوج إلى أسواق التصدير بفعل الحصار أولاً وعدم التقيد بالمواصفات التصديرية ثانياً وغياب التصنيع الزراعي ثالثاً…
مقابل هذه الأصوات نجد ارتفاعاً في منسوب التصريحات الرسمية المغلفة بالمزيد من التبريرات والخطط والوعود والتدخل في الأسواق لحماية المنتجين والمنتج السوري التي حفظها “الشطار” لتكرارها عن ظهر قلب وهكذا…!!!
لكن الحقيقة الأكيدة الباقية أن تسويق وتصنيع إنتاجنا الزراعي بعمومه لايزال رهن التجريب والأفكار ليس أكثرمع الأسف بدل أن يكون مصدراً هاماً من مصادر الدخل الوطني لا عبئاً على البلد والمنتجين الذين تمكنوا من تحويل سورية من بلد مستورد مستهلك إلى بلد يأكل مما ينتج ويلبس مما يصنع حتى أصبحنا نعاني من وفرة بل فائض كبير في إنتاجنا الزراعي النوعي بزمن قياسي…
وعلى سبيل المثال لاتزال إشادة معمل لعصائر الحمضيات يستوعب إنتاجنا الحامضي رهن المداولات والمناقشات التي لم تنضج بعد وتجاذبات اللجان الدارسة التي يحضر بعض أعضائها ويغيب بعضها الآخر رغم مضي سنوات طوال على المطالبة به على كل المستويات ورغم عشرات الاجتماعات والمقترحات وورشات العمل وحلقات البحث إلخ…؟!
وإذا علمنا أن إنتاج المعمل الموعود لن يتجاوز الـ 60-65 ألف طن حمضيات في أحسن الأحوال فهذا يعني أن أكثر من 900 ألف طن المتبقية ستكون خارج الاستهداف وبالتالي ستظل عرضة للتسويق الجائر تحت مسمى العرض والطلب وتقلبات الأسواق ونشاط السورية للتجارة في ظل غياب أي دور تسويقي للجمعيات الفلاحية والنوعية..!!
وهذا يعني أن الحل الحقيقي لفائض إنتاجنا لن يكون إلا بإشادة المزيد من معامل العصائر التي تعتمد على المنتج المحلي والتوجه نحو أسواق التصدير الخارجي التي باتت ممكنةً إلى حدٍ كبير بعد افتتاح معبر نصيب الحدودي واحتمال قرب افتتاح المزيد من المعابر الأخرى إلى جانب تقديم الدعم الحكومي من خلال حزمة متكاملة من التسهيلات والمحفزات التصنيعية والتصديرية المختلفة.
ولن نعفي هنا اتحاد المصدرين واتحاد غرف التجارة والصناعة واتحاد الفلاحين من الدور الهام الذي يتوجب القيام به وإلا سنظل ندور في حلقة مفرغة ونعزف ذات الأسطوانة ونردد ذات الألحان عند كل فائض إنتاج وكل هبوط في الأسعار…؟!
فإلى متى سيظل فائض إنتاجنا الزراعي معضلة بلا حل ولمصلحة من…؟!
وائل علي