دراساتصحيفة البعث

أوروبا .. لا أخلاق لها

ترجمة: البعث

عن موقع غلوبال ريسيرتش 27/10/2018

سأل البرلمان الأوروبي يوم 25 تشرين الأول عن فرض حظر فوري على بيع الأسلحة للسعودية، وفرض عقوبات على المملكة السعودية المارقة التي تنضم إلى الولايات المتحدة و”إسرائيل” باعتبارها المصدر الرئيسي للجريمة في جميع أنحاء الشرق الأوسط والعالم؟.

لا شك أن جريمة قتل جمال خاشقجي، الصحفي المثير للجدل، جاءت بأمر من الرياض، لكن لتخفيف الضربة، ولأغراض تجارية، تودّ بعض الدول الأوروبية أن تقول إنها ربما لم تكن اغتيالاً مدروساً، ولكن ربما “حادث مميت”!. هذا الكلام يؤكد أن أوروبا ليس لديها أخلاق، وبروكسل هي مجرد “عش الديدان”، أو بالأحرى عش من المجرمين ذوي الياقات البيضاء، والسياسيين، ورجال الأعمال، وإلى حدّ كبير مجموعة غسلت عقول ما يقرب من 500 مليون مواطن أوروبي.

حتى سويسرا، البلد المحايد وفقاً لدستورها، وليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، تمّ الكشف مؤخراً عن أكثر من /110/ عقود ثنائية ومتعددة الأطراف مع السعودية، وهي الآن تساعدها على تحويل مروحية “بيلاتوس” السويسرية المصنّعة لأغراض مدنية إلى آلة حرب شرسة ضد شعب اليمن. لطالما كانت “بيلاتوس” تتمتّع بسمعة جيدة، وكانت معروفة بشكل خاص داخل سويسرا، لكنها الآن تجاوزت الحدّ المسموح به، من خلال مساعدة السعوديين المجرمين، وهذا بالطبع ضد القانون السويسري، وضد الدستور السويسري، لكن لماذا تتسامح الحكومة السويسرية؟!.

على مدى ثلاث سنوات ونصف، شنّ السعوديون حرباً بشعة على اليمن. لقد ذبحوا عشرات الآلاف من اليمنيين، وفقاً للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وقُتل أكثر من 50.000 طفل بسبب الغارات الجوية السعودية بقنابل وطائرات أمريكية وبريطانية وإسبانية. وبسبب نقص الصرف الصحي والأمراض الناجمة عن مياه الشرب، مثل الكوليرا، باتت الجريمة أسوأ. كما أدى الحصار بموافقة الحلفاء الأوروبيين عبر إغلاق جميع المنافذ الحدودية، بما في ذلك ميناء البحر الأحمر، إلى مجاعة تُعدّ أسوأ مجاعة في التاريخ الحديث، بحسب منظمة الصحة العالمية.

لقد كان الأوروبيون، إلى جانب الولايات المتحدة، أكثر من متواطئين في هذه الجريمة ضد الإنسانية، وفي جرائم الحرب المرعبة هذه. نحن بحاجة إلى محكمة من نوع “نورمبرغ” ضد جرائم الحرب التي ارتُكبت في السنوات السبعين الماضية. هذا ما أصبحنا عليه في الغرب، مجرد “عش” من مجرمي الحرب مجرمي الجشع الكبير. لقد اخترعوا النيوليبرالية، وكل شيء يسير في نظام مذهب السوق، حيث لا توجد قواعد ولا أخلاقيات، ولا يُحسب سوى المال والربح والمزيد من الأرباح. إن أي طريقة لزيادة الربح، صناعة الحرب والحرب، هي طريقة جيدة ومقبولة. والغرب بأمواله الوهمية المصنوعة من الهواء الساخن، يفرض هذا النظام الشنيع المدمّر في كل مكان، بالقوة وتغيير النظام إذا لم يلقَ القبول الطوعي.

ونحن، الأوروبيون، أصبحنا متواطئين في ذلك، لأننا نعيش في رفاهية وراحة، ولا نستطيع أن نهتم بما يفعله قادتنا بباقي العالم، بينما اليمنيون الذين يعيشون في بؤس كاللاجئين، بيوتهم وبلداتهم دُمّرت وتحولت إلى رماد، لا مدارس، ولا مستشفيات، وإلى حدّ كبير من دون طعام. لماذا يجب أن نقلق؟ نحن نعيش جيداً!!.