الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

حيوية في الواقع التشكيلي.. ولكن؟!

 

 

 

استضافت صالة المعارض في المركز الثقافي العربي بدمشق -أبو رمانة- المعرض التشكيلي لكوكبة من فناني حمص وهم: إميل فرح، رانية الإلفي، رزق الله حلاق، سميرة مدور، عبد القادر عزوز، عوني الدروبي، ميسون حبل، ويوسف محمد، وتنوعت أعمال التصوير الزيتي تبعاً للمواضيع المعالجة والتقنيات والخبرات وتعدّد الأجيال الفنية وتفاوت مستوياتها. ومن جانب آخر عرضت الصالة تجربتين نحتيتين مختلفتين، حيث تميّزت أعمال النحاتة ميسون حبل المنفذة على الحجر. ويعدّ هذا المعرض الزائر للعاصمة خطوة في اتجاه تبادل العروض بين المحافظات بحيث لا يقتصر النشاط التشكيلي في جهده الأساسي على العاصمة، وبالفعل خلال العامين الماضيين عُرضت في دمشق معارض مهمّة لفنانين جاؤوا من محافظات أخرى كالسويداء وحلب واللاذقية وحمص، وقد حقّقت هذه المعارض نجاحاً جيداً واستطاعت حشد جمهور كبير لها خصوصاً في بعض الصالات الخاصة التي كانت تضيق بزوار المعرض، ومثال ذلك: معرض الأخوين الحلبيين في صالة “ألف نون” ومعرض فناني دير الزور في “الرواق العربي” ومثله بشار برازي والوعري في “الآرت هاوس” وغيرهم من الفنانين ضيوف العاصمة. كما افتُتح هذا الأسبوع في طرطوس معرض مشترك لفناني طرطوس والسويداء شارك فيه عدد كبير من الفنانين التشكيليين. هذه الأنشطة المتنقلة بين المحافظات مؤشر واضح على حيوية المشهد التشكيلي.
والمأمول ألا تبقى هذه الأنشطة تراوح مكانها دون دعم واستثمار بالشكل الأفضل، وخاصة مع بدء الموسم التشكيلي الذي سيتوّج بمعرض الخريف السنوي، فربما تكون النتائج كبيرة لو كانت منظمة وتترافق بالتوازي معها ندوات حوارية بين الفنانين أولاً وبينهم وبين جمهورهم، كما لا بد من إشراك القطاع الخاص والمجتمع المحلي بهذه المعارض وتعزيز قيمة الاقتناء للعمل الفني عند العموم.
أكسم طلاع