ثقافةصحيفة البعث

في معرض كتاب الطفل.. الألوان والألعاب صديقة الطفولة

 

القصة الجيدة تُعلّم، والألوان الكثيرة تجذب العين ،والألعاب والرسوم التوضيحية تساعد الطفل على حفظ موضوع القصة في الذاكرة، وهذا ما جمعه معرض كتاب الطفل الأول الذي انتهى مؤخراً في مكتبة الأسد العريقة التي عودتنا على احتضان أهم النشاطات الثقافية، إلا أنها في أيام المعرض امتلأت بالألوان وضحكات الأطفال والفرح والسعادة بفضل الفرصة المتاحة لاقتناء أكبر عدد ممكن من كتب وقصص وروايات بأسعار مناسبة يستطيعون قراءتها أيام العطل وبعيداً عن الواجبات المدرسية.
شارك في المعرض العديد من دور النشر منها خاص بالأطفال ومنها من اختار إصداراته المناسبة للمعرض، وتشاركت الدور الرأي بأن الألوان هي أهم جاذب للطفل إلا أن الهيئة العامة السورية للكتاب –وزارة الثقافة- أضافت ميزة جديدة عن كيفية جذبه حيث قال نور الدين شعباني مدير معارض التسويق في الهيئة:
نحن نقوم بمعرض كتاب بشكل شهري تقريباً، وهذه المرة الأولى التي نشارك في معرض خاص بالطفل، والواقع المطبوعات مناسبة لجميع مستويات الأطفال حتى الناشئة، وقد اخترنا مواضيع مختلفة لجذبهم من حيث الاختيار فكان الأدب والشعر والخيال العلمي والتلوين، وكان الإقبال –في الزمن الالكتروني- جيداً، حيث وصلت الحسومات إلى 50% من سعر الكتاب بالإضافة إلى نوعية الغلاف والاهتمام بالرسومات والألوان، وقد اخترنا لهذا المعرض مكتبة خاصة عن الأعلام المسرحيين والأدباء والكتاب خاص بالناشئة لتعريفهم بأهم أعلام سورية.

أنشطة متنوعة
تعتمد دار طيور الجنة على الألعاب المصنوعة من الخشب بنسبة 90% وعن مشاركة الدار في معرض كتاب الطفل الأول قال مدير المبيعات نوار الحجار: هذه ثاني مشاركة لنا ضمن هذا الصرح الثقافي، وقد عملنا على خلق معايير مميزة لجذب الأطفال من خلال وسائل تعليمية مصنوعة من الخشب لتنمية عقل الطفل مباشرة وربط حواسه وتشغيلها بطريقة علمية تدفعه نحو التطور العقلي.
وعن الإقبال قال الحجار: تواجد عدد كبير من الأطفال بفضل طاولة الأنشطة المتنوعة الموجودة في جناحنا، يقف الطفل ويلعب ويشاهد الأهالي ميوله وانجذابه، ونحن بدورنا عملنا على أن تكون الألعاب بجودة عالية وأسعار مناسبة للجميع حيث ابتكرنا أفكاراً مميزة لجذب الأطفال وإبعادهم عن التكنولوجيا والموبايلات لذلك نعمل على تنمية مهاراته الذاتية والعمل بيديه الاثنتين، وللأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة نصيب من هذه الدار حيث يتم التركيز عليهم ونتعاون مع معظم المؤسسات والمدارس الخاصة بهم.

كتب رديفة
وشاركت دار الإرشاد للنشر بكتب خاصة بالطفل تبدأ من عمر ثلاث سنوات، وعن المعرض قال مندوب الدار مؤيد الصباغ:
للناشئة نصيب من دارنا من الروايات والمعاجم التي تساعدهم ضمن منهاج المدرسة، أي يمكن القول أنها كتب رديفة للمدارس يستطيع الطالب من خلالها التغلب على الصعوبات التي تواجهه في المدرسة بالإضافة إلى قصص ترفيهية، وحاولنا أن تكون الأسعار مناسبة للجميع وأتمنى أن يستمر هذا المعرض وأن يكون على مستوى المحافظات.
وعن المعايير المأخوذة لجذب الأطفال للقراءة قال الصباغ: قصص الأطفال تعتمد غالباً على الصورة التي تلعب دوراً كبيراً في الجذب، ولدينا قصص قصيرة تعتمد على جملة واحدة ضمن صفحة صغيرة أو كبيرة مليئة برسومات ملونة ووسائل تعليمية للناشئة مثل “كليلة ودمنة” اعتمدنا فيها على صور من الحكاية.

قصص قماشية وانطباع جميل
وقدمت دار المناهج السورية أشياء يستفيد منها الطفل من قصص تعليمية وكتب حسية وأحرف وأرقام ليتفاعل معها، وعن الجديد الذي قدمته الدار قال المسؤول:
نعتمد معايير جديدة لجذب انتباه الطفل من خلال الألوان، وأفكار مميزة مثل قصص قماشية تُغسل، بالإضافة إلى طرق ووسائل تعليمية وهناك إقبال عليها والأسعار مقبولة حيث يصل الخصم لغاية الـ50%.
أما بالنسبة لدار القلم العربي للإبداع العلمي فقال مديرها أنس الحسن: هذه هي الفعالية الأولى لمعرض كتاب الطفل، وكانت مشاركة جيدة وتجربة مميزة وهناك انطباع رائع عن المجتمع الطفولي القارئ، وخلال فترة المعرض كان الانجذاب من ناحية الأطفال يزداد سواء من ناحية الألعاب أو الشراء.
وعن المعايير قال: الألوان هي أهم ميزة في معايير قصص وكتب الأطفال، وهناك علم جديد هو العلم التفاعلي للتعليم الحسي من خلال اللعب، وبدورنا كدار نحاول تسهيل المعلومة للطفل بوسائل تعليمية مميزة وإيجاد ألعاب تنمي مهارته حيث يتعلم ويلعب بآن واحد، وفي الحقيقة هناك إقبال جيد في هذا المجال لأن الفكرة جديدة، وخاصة أن الطفل بعيد عن القراءة، ومن هذه النقطة انطلقنا، فالمعلومات الالكترونية تحاول أن تطغى على المعلومات القرائية، ونحن نحاول التوفيق بين هذين الأمرين حيث نعمل على القراءة البصرية للتوافق الحركي والحسي لدى الطفل.

كتاب تفاعلي
وابتكرت لمى تنبكجي في دار العلا أسلوبا جديدا لتعليم الطفل حيث قالت: قدمنا في هذا المعرض كتباً تعليمية، والتميز في هذا الدار هو صدور أول مرة كتابين تفاعليين بعنوان “كتاب التعليم الحسي”، يحمل كل كتاب عشرة أفكار متنورة من سن الثلاث سنوات إلى ست سنوات حيث يلعب فيه الطفل ويستمتع ويستعمل حواسه كلها، وأكدت لمى أن لذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال كتباً مخصصة لهم، إلا أن الملفت في هذه الدار هو كلفة الكتاب الذي بلغ سعره خمسة آلاف ليرة سورية.

قفزة نوعية
ويرى علاء الدين الرفاعي القادم من حلب أن معرض كتاب الطفل الأول هو قفزة نوعية ممتازة تركز على اعتماد الطفل على نفسه في الانتقاء، وهي مبادرة جيدة من وزارة الثقافة وعن المعايير المأخوذة لكتب الأطفال قال:
اعتمادنا الأول والأخير على الألوان فهي مغرية للطفل، والأشكال والمواضيع المهمة تلعب دوراً مهماً أيضاً، فإذا كان الكتاب غير جاذب للطفل يكون عملنا دون جدوى.
وأضاف الرفاعي: عزوف الكبار عن القراءة بسبب هموم الحياة وغلاء الأسعار التي أبعدتهم عن هواياتهم، لذلك عملنا جاهدين لجذب الطفل بوسائل مميزة وطباعة أنيقة وألوان ومواضيع مهمة. في الواقع القراءة أصبحت هواية لا يلجأ إليها الكثير وفي زمن أصبح كل شيء فيه الكترونياً حاولنا توجيه الأطفال نحو القراءة والكتب لأننا بدونها ينتهي عالمنا.
جمان بركات