زيارة استثنائية
ما شهدته محافظة حلب على مدى الأيام الأربعة الماضية شكل حدثاً مهماً واستثنائياً بدلالاته ومفرزاته ومعطياته، وشكل إضافة بل قيمة كبيرة تجلت قولاً وفعلاً في مشروع البناء والإعمار الذي انطلق قبل عامين، واستمرار عملية النهوض الاقتصادي والتنموي.
ولعل الحضور الميداني الكامل للحكومة برئاسة المهندس خميس في مواقع العمل والإنتاج، وإقرار رؤية وخطة استراتيجية شاملة للنهوض بواقع المحافظة على كافة المستويات الخدمية والاقتصادية والسياحية والزراعية والتنموية ستحدد ملامح مستقبل المحافظة وستنقلها لاحقاً إلى مرحلة البناء الاستراتيجي وفق ما أكده رئيس الحكومة.
ولا شك أن ثمة اعتبارات تؤكد أهمية هذه الزيارة الحكومية وانعكاساتها الإيجابية مستقبلاً، أبرز هذه الاعتبارات هو استعادة المدينة لموقعها الاقتصادي بشقيه الصناعي والتجاري من بوابة الاهتمام والدعم الحكومي غير المسبوق، يضاف إلى ذلك التوجه الحكومي المباشر والفاعل نحو التنمية الزراعية وتوفير مستلزمات الإنتاج الزراعي وربط المدينة بالريف، إلى جانب الاهتمام بالشأن التربوي والصحي والمعيشي بشكل عام ، كل ذلك خلق حالة من التفاؤل بالمستقبل. وأسهم في تفعيل وتنشيط العمل التنفيذي وفق أجندة عمل محكمة ومدروسة تتوافق مع الإمكانات وآليات الدعم المتاحة، وبالتالي لا بد من تحقيق قفزات نوعية مرحلية ومستقبلية تنعكس إيجاباً على العملية الإنتاجية من المنتظر أن تأخذ مداها وأبعادها الاستراتيجية على المديين المتوسط والطويل في خلق بيئة ناشئة وملائمة تتوفر فيها كل شروط ومعايير الاستثمار الناجع في البنية التحتية والفوقية للمحافظة، وهو ما سيمهد الطريق أمام عودة رجال الأعمال ورؤوس الأموال المهاجرة للاستثمار مجدداً في الصناعة والتجارة والسياحة وفي التنمية البشرية والتي تشكل القاعدة الأهم لإكمال مشروع الإعمار بثقة واقتدار.
وبطبيعة الحال تبقى المبادرة الرمزية بعقد جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية الدورية بتوجيه كريم من السيد الرئيس بشار الأسد في حلب انعكاساً واضحاً وملموساً لأهمية المدينة كمركز بشري واقتصادي وثقافي وسياحي، وتؤكد على الاهتمام الحكومي بهذا المحافظة على كل المستويات لتعود مركز إشعاع حضاري وتنمية اقتصادية وبشرية، بعد أن نفضت عنها غبار الإرهاب، والقرارات التي اتخذتها الحكومة من قلب الحدث ومواقع العمل لا بد لها من أن تؤسس لمرحلة جديدة ومهمة، من شأنها أن تضع حلب في مقدمة المدن المتطورة، وما نأمله أن يتم استثمار وتوظيف هذه الزيارة النوعية بمفرزاتها الإيجابية وقراراتها الداعمة في استنهاض الهمم والطاقات للإسراع في تنفيذ المشاريع الحيوية والاستراتيجية وتذليل كافة المعوقات والصعوبات، وهو ما يحتم على الجهات المعنية في هذه المحافظة إلى ترجمة هذا الدعم والاهتمام غير المسبوق إلى فعل وعمل يومي دؤوب لعودة حلب إلى سابق ألقها ونضارتها.
معن الغادري