نيبينزيا يحذر من سيناريو كيميائي جديد في ريف حلب والجعفــري يدعو لخروج القوات الأمريكية من سوريــة
فيما كان طيران التحالف الأمريكي يقصف قرى في ريف دير الزور بالفوسفور الأبيض المحرم دولياً، تابعت أمريكا وحلفاؤها في الغرب سياستها العدوانية تجاه الدولة السورية في المحافل الدولية باستخدام ذريعة الأسلحة الكيميائية، وذلك للتغطية على جرائمها التي يندى لها جبين الإنسانية، ومحاولاتها المتكررة للابتزاز السياسي.
مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري، أكد خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أن دولاً غربية أعضاء في المجلس تواصل ابتزاز منابر الأمم المتحدة للتغطية على الجرائم التي ارتكبتها بحق الشعب السوري وللتغطية أيضاً على جرائم المجموعات الإرهابية، مجدداً مطالبة سورية لمجلس الأمن بالتحرك لوقف جرائم التحالف الدولي، وبإجراء تحقيق دولي بهذه الجرائم والمجازر الجماعية، وبإنهاء الوجود العدواني للقوات الأمريكية والأجنبية الأخرى غير الشرعي على أراضيها، ومشدداً على أن سورية مستمرة في حربها على الإرهاب التي لن تتوقف تحت تأثير أي ابتزاز سياسي أو إعلامي أو استغلال رخيص لدماء الأبرياء. فيما أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال الجلسة أن سورية تخلّصت من الأسلحة الكيميائية بشكل كامل، لافتاً إلى أن الدول الغربية تستخدم هذا الملف للضغط على الحكومة السورية، مشدداً على أن منظمة “الخوذ البيضاء” الإرهابية تعدّ لمسرحية جديدة باستخدام الكيميائي في ريف حلب.
وفي التفاصيل، قال الجعفري: إن اكتشاف مقابر جماعية في مدينة الرقة زاد عدد جثامين الشهداء فيها إلى 4000 نتيجة قصف قوات ما يسمى “التحالف الدولي” يكشف حقيقة وهمجية جرائم هذا التحالف، وأضاف: إن سورية ملتزمة بنزع أسلحة الدمار الشامل، وكانت تقدمت في نهاية عام 2003 خلال عضويتها في مجلس الأمن بمبادرة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من هذه الأسلحة، إلا أن وفد الولايات المتحدة هدد باستخدام الفيتو في حال طرح مشروع القرار.
ولفت الجعفري إلى أن سورية تدعو إلى إلزام “إسرائيل” بالانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار، وإخضاع جميع منشآتها وأنشطتها النووية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأكد أن سورية أوفت بالتزاماتها الناشئة عن انضمامها لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وبالتزاماتها بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2118 لعام 2013، وهي حريصة على التعامل بكل إيجابية وشفافية ومرونة في هذا الشأن، موضحاً أن الدول التي دعت إلى اجتماع مجلس الأمن اليوم هي نفسها التي سهّلت امتلاك المجموعات الإرهابية المواد الكيميائية السامة، وهذه المجموعات هي من استخدمت تلك المواد ضد السوريين.
وقال: إن دولاً غربية تحرّض المجموعات الإرهابية على استخدام المواد الكيميائية السامة ضد المدنيين في إدلب، وتفبرك الأدلة لاتهام الحكومة السورية والتدخل لنجدة الجماعات الإرهابية تماماً مثلما حصل في حادثة خان شيخون، مؤكداً أن بعثة تقصي الحقائق حول استخدام الكيميائي في سورية انتهكت الشروط المرجعية لعملها، ولم تراع المهنية، واتبعت أسلوباً انتقائياً واضحاً في تحقيقاتها، وابتعدت عن الشفافية.
وأعرب الجعفري عن استغراب سورية عدم اتخاذ مجلس الأمن أي إجراء بحق الدول الداعمة والراعية والممولة للمجموعات الإرهابية والتي سهّلت لها حيازة المواد الكيميائية السامة، لافتاً إلى أن سورية أعلمت مجلس الأمن بحدوث انفجار هائل ضمن معمل للمجموعات الإرهابية في بلدة ترمانين بريف إدلب يحوي كميات من المتفجرات وبراميل الكلور السائل، ويشرف عليه خبراء أتراك وبريطانيون وشيشانيون.
وقال الجعفري: إن سورية تدين أي استخدام للأسلحة الكيميائية أو لأي من أنواع أسلحة الدمار الشامل باعتباره جريمة ضد الإنسانية، وتؤكد مجدداً أن الجيش العربي السوري لم يستخدم أي سلاح كيميائي، وأنه لم يعد يمتلكه أصلاً، وأضاف: إن سورية مستمرة بتنفيذ التزاماتها المترتبة على انضمامها إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية
وفي بيروت، جدد الرئيس اللبناني ميشال عون التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية بما يحفظ سيادتها ووحدة أراضيها، وأشار عون خلال لقائه كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الجنرال جون لوريمر إلى أهمية عودة المهجرين السوريين في لبنان إلى بلدهم، منوهاً بالجهود السياسية المبذولة في إطار التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية.
ولفت عون إلى انتهاكات كيان الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة للأراضي اللبنانية وتسويقه الأكاذيب حول وجود صواريخ في أماكن مأهولة بالسكان، محذراً في الوقت ذاته من الآثار السلبية لوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “اونروا”.
وفي طهران، بحث أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي الكساندر لافرنتيف الأوضاع في سورية وسبل تعزيز التعاون المشترك في مواجهة الإرهاب والإجراءات الأمريكية العدائية، وأشار شمخاني إلى أن إيران ستواصل دعم سورية في مواجهة الإرهاب، وستتابع بشكل فعال المسارات السياسية من أجل حل الأزمة فيها.
من جهته جدد لافرنتيف التأكيد على دعم بلاده للدور الإيراني البنّاء في حل الأزمة في سورية، ووقوفها إلى جانب طهران في مواجهة العقوبات الأمريكية غير القانونية التي دخلت حيز التنفيذ اليوم.