الصفحة الاولىصحيفة البعث

بعد انقطاع استمر سنوات.. افتتاح المؤتمر الصناعي الثالث في حلب المهندس خميس: تحقيق الأمن الاقتصادي الداعم لاستقلالية القرار الوطني

حلب-معن الغادري:

بعد انقطاع دام عشر سنوات بسبب الحرب الإرهابية الظالمة، افتتح رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس، أمس، المؤتمر الصناعي الثالث، الذي ينظّمه اتحاد غرف الصناعة السورية في مدينة حلب تحت عنوان “صناعتنا.. قوتنا”، في دلالة على انتصار الدولة السورية، وبدء تعافي اقتصادها، وخاصة القطاع الصناعي، الذي تمثّل حلب أحد أهم ركائزه.

ونقل المهندس خميس محبة السيد الرئيس بشار الأسد لأهالي حلب، وقال: “حمّلنا توجيهات واضحة لتقديم كل ما يخدم حلب خدمياً واقتصادياً ومعيشياً لتعود إلى موقعها كعاصمة اقتصادية ومدينة جذب استثماري على مستوى المنطقة”، وأكد أن مشاركة معظم أعضاء الفريق الحكومي في هذا المؤتمر تؤكّد النهج التشاركي للحكومة وسعيها الجاد للحوار مع مختلف مكوّنات القطاع الصناعي، لافتاً إلى أن الحكومة تنتظر مقترحات واضحة لتكون محل دراسة واهتمام لاتخاذ القرارات المناسبة.

وشدد المهندس خميس على أن الحكومة تعمل على حزمة إجراءات لدعم الصناعة الوطنية لاستعادة قدراتها الإنتاجية، وتسهيل عودة الصناعيين إلى معاملهم بعد تحريرها من الإرهاب، وتوفير ما يحتاجونه من خدمات وبنى تحتية، وأضاف: إن هذه الاجراءات تتضمّن: توفير مستلزمات عمل الصناعيين لتجاوز الظروف الاستثنائية الناجمة عن الحرب والإجراءات الغربية القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري، لافتاً إلى أن الجهود الحكومية المبذولة بالتعاون مع غرف الصناعة تهدف لبلورة سياسة مستقبلية تضمن بناء قطاع صناعي وطني قادر على قيادة عملية إعادة الإعمار، وتحقيق معادلة الأمن الاقتصادي الداعم لاستقلالية القرار الوطني، وأشار إلى أن الصناعة الوطنية شكّلت طيلة سنوات الحرب هدفاً مباشراً للإرهابيين وداعميهم، وكانت الخسائر كبيرة، مؤكداً أن معاملنا اليوم تشرع أبوابها للعمل والإنتاج بفضل تضحيات الجيش العربي السوري.

وأكد المهندس خميس أننا نملك ثروة بشرية لها من الإمكانيات ما يؤهّلها لإعادة إعمار سورية وتجاوز الصعوبات واجتراح الحلول، وفي حلب نموذج مهم، وإن كنا اليوم في حلب فغداً سنكون في إدلب وكل محافظات السورية.

من جهته بيّن رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية، المهندس فارس الشهابي، أهمية حشد الجهود لبناء صناعة وطنية قوية تنافسية في الأسواق الخارجية والداخلية، داعياً إلى إصدار تشريع خاص بالمناطق المتضرّرة، وقانون للاستثمار، وإلغاء الغرامات والفوائد، ودعم التصدير، وتشجيع إقامة المعارض، ومحاربة البضائع المهرّبة.

وأكد رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها، سامر الدبس، ضرورة السعي للتكامل في الصناعات بين دمشق وحلب وكافة المحافظات، والعمل على تجاوز العوائق التي تعترض العمل الصناعي، ودعم المنتجات التصديرية.

وأكد رئيس غرفة صناعة حماة، زياد عربو، أهمية تسهيل استيراد المواد الأولية، ودعم المنتج الوطني، ومنح إعفاءات ضريبية، بالإضافة لبناء القدرات البشرية.

ودعا رئيس غرفة صناعة حمص، لبيب الإخوان، إلى العمل على تكامل القطاعين العام والخاص، وتأمين المستلزمات للمناطق المحررة.

وأوضح أمين سر اتحاد غرف الصناعة السورية، محمد حمشو، أنه تمّت إعادة تشغيل 3 آلاف منشأة صناعية بكل المحافظات، لافتاً إلى ضرورة الخروج بمقررات تعيد الحياة للصناعة الوطنية، ولاسيما النسيجية منها.

وطالب المشاركون بالسعي لتجاوز العوائق التي تعترض العمل الصناعي، وتعديل قانون التشاركية للبدء بتأهيل المعامل والبنى التحتية، والتركيز على القطاعات الصناعية الكبيرة، كمشتقات النفط والحديد والصلب.

ويناقش المشاركون بالمؤتمر قضايا تتعلّق بتطوير الواقع الصناعي والتجاري والمدن والمناطق الصناعية والحرفية والشؤون المالية والمصرفية والجمارك والتأمينات الاجتماعية وخاصة الصناعات النسيجية والغذائية والدوائية والبلاستيكية والتسهيلات الممنوحة للصناعيين.

حضر افتتاح المؤتمر وزراء الداخلية والأشغال العامة والإسكان والسياحة والإدارة المحلية والبيئة والشؤون الاجتماعية والعمل والنفط والثروة المعدنية والنقل والكهرباء والمالية والتجارة الداخلية وحماية المستهلك والصناعة والإعلام ومحافظ حلب وحاكم مصرف سورية المركزي ورئيس اتحاد المصدرين ورؤساء غرف التجارة والصناعة بالمحافظات.

زيارة المركز الإذاعي والتلفزيوني

كما زار الوفد الحكومي المركز الإذاعي والتلفزيوني في محافظة حلب للوقوف على متطلباته، ووضع رؤية شاملة لتطوير عمله ومساعدته على تجاوز مفرزات الحرب، ووافق المهندس خميس على نظام الحوافز الذي رفعته وزارة الإعلام، وأثنى على جهود الإعلاميين العاملين في المركز وإصرارهم على نقل الصورة الحقيقية لصمود أهلنا في حلب خلف قواتنا المسلحة رغم كل الضغوط التي تعرّضوا لها، مبيناً أن هناك خطة متكاملة لإعادة تأهيل البنى التحتية للمركز، وتوفير الكوادر الإعلامية اللازمة له، وإقامة دورات تدريب، وتأهيل للكوادر الموجودة، وتوفير كافة المستلزمات الفنية اللازمة له ليكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه، وبيّن أن تطوير الخطاب الإعلامي وتوفير كافة متطلباته إحدى أولوياتنا، ليواكب مرحلة إعادة الإعمار التي تشهدها سورية.

من جهته أشار وزير الاعلام عماد سارة في تصريح للصحفيين الى أن زيارة الوفد الحكومي لمحافظة حلب تحمل عدة رسائل، أهمها أن الحكومة عازمة على  ترميم القطاع الاقتصادي والصناعي في حلب، وأن هناك إرادة لدى الدولة السورية لإعادة بناء كل ما دمّره الإرهاب، ولفت إلى أن الحرب التي مورست ضد سورية لم تكن حرباً عسكرية وحسب، وإنما كانت هجينة من مجموعة حروب، منها الاقتصادية للنيل من لقمة عيش المواطن، والدبلوماسية للنيل من صورة سورية بالخارج، إضافة لاستعمال الإعلام كمنصة لشيطنة كل ما هو  وطني في سورية، وأشار إلى أن رؤية الاستثمار الأفضل لموقع محطة الإرسال تأخذ بعين الاعتبار الطابع السياحي للمنطقة، حيث سيكون مجمعاً إعلامياً كبيراً .

شارك في الجولة وزراء الأشغال العامة والإسكان والسياحة وأمين الفرع والمحافظ والمدراء العامون للمؤسسات الإعلامية.

مجلس جامعة حلب

وخلال حضوره اجتماع مجلس جامعة حلب، نقل المهندس خميس محبة السيد الرئيس بشار الأسد الى الأسرة التدريسية والتعليمية ولكل أبناء جامعة حلب، مشيراً إلى أن هذه هي الزيارة الثالثة للحكومة إلى جامعة حلب، وهي دليل على أهمية هذا الصرح الكبير، وإيمان الحكومة بقطاع التعليم وأهميته في التنمية البشرية، لأن ركيزتنا ا?ساسية في العمل هو الكادر البشري الذي سيعيد إعمار سورية.

وكلّف رئيس مجلس الوزراء وزارة التعليم العالي والاتحاد الوطني لطلبة السورية وقيادة فرع الحزب في الجامعة بتقديم مذكرة حول متطلبات تطوير جامعة حلب لتعود إلى صدارة الجامعات العالمية، إضافة إلى تقديم مراجعة حقيقية لواقع العمل لمعرفة الإيجابيات التي يمكن تعزيزها وتلافي السلبيات الموجودة.

من جانبه بيّن وزير التعليم العالي الدكتور عاطف نداف أن نظام التعليم المسائي قيد الدراسة، وهناك إعادة توصيف لكلية التمريض بالتعاون مع وزارة الصحة، وعلى أساسه سيتمّ إعادة النظر بنظام الكلية، وتمّ الانتهاء من الدراسة المتعلقة بالقانون 86 الذي سيعزّز نظام الحوافز لأعضاء الهيئة التدريسية وأجور المحاضرين في الجامعات، وتمّ  تخصيص الاعتمادات اللازمة  لترميم 4 وحدات سكنية في المدينة الجامعية بحلب وتطوير الخدمات المقدّمة للطلاب فيها، ويجري العمل على نقل تبعية المعاهد التقنية إلى وزارة التعليم العالي وهناك لجان مخصصة لذلك، وسيتمّ المباشرة قريباً ببناء كلية الصيدلية بعد أن تمّ رصد الاعتمادات اللازمة لها، مشيراً إلى أهمية تطوير مشروع الأتمتة في قطاع التعليم العالي في جامعة حلب لتوفير قاعدة البيانات اللازمة لاتخاذ القرارات المناسبة للكلية.

وقدّم الدكتور مصطفى أفيوني رئيس الجامعة عرضاً عن مسيرة الجامعة التعليمية والتدريسية، مشيراً الى أن الجهود مستمرة لتطوير آليات العملية التدريسية مع التركيز على الجانب البحثي وتوفير كل مستلزمات العملية الدراسية والأجواء المناسبة للطلاب لتمكينهم من تحصيلهم العلمي.

شارك في الاجتماع وزراء الاشغال العامة والاسكان والتربية والسياحة والإعلام وأمين فرع جامعة حلب للحزب ومحافظ حلب ورئيس وأعضاء مجلس جامعة حلب.

ترميم الجامع الأموي الكبير

واطلع المهندس خميس على أعمال ترميم الجامع الأموي الكبير في مدينة حلب القديمة التي تتم يدوياً بحرفية عالية ودقة وإشراف متكاملين لإعادة كل حجر إلى مكانه الأصلي بناء على التوثيق القديم للمدينة.

وفي تصريح للصحفيين أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد عبدالستار السيد أن عمليات ترميم الجامع الأموي تجري بأيد وخبرات وكوادر وطنية، حيث يعاد ترميمه أثرياً، ويتمّ ترقيم كل حجر في مكانه، ولفت إلى أن حجم الدمار الذي لحق بالمسجد كبير نتيجة الهجمات الهمجية التي قامت بها المجموعات الإرهابية المسلحة على هذا المعلم الحضاري العريق والتي لم يكن لها مثيل في التاريخ، ولذلك تحتاج عمليات الترميم لوقت ولاسيما أنها تراعي المعايير الأثرية.

ترميم كاتدرائية الـ 40 شهيداً

كما اطلع المهندس خميس على أعمال ترميم كاتدرائية الأرمن الأرثوذكس، الـ 40 شهيداً، لتعود كما كانت عليه قبل الحرب، واستمع إلى شرح حول مراحل الترميم والبرنامج الزمني لإنهاء كل الأعمال.

وبيّن رئيس أبرشية الأرمن الأرثوذكس في سورية المطران شاهان ساركيسيان أن عملية ترميم الكاتدرائية تتمّ بناء على أسس تاريخية وثقافية ولدينا الإرادة لإنهاء الترميم قبل نهاية العام الجاري، وأشار إلى أنه تمّ البدء بترميم الكاتدرائية بمبادرة كريمة من الرئيس الأسد، الذي أعطى الإمكانات لإعادة بناء هذا الصرح الكنسي، مبيناً أن الكاتدرائية، التي عمرها أكثر من 700 عام، تعرّضت لهجمات شرسة من قبل الإرهابيين ما أدى إلى تدميرها بشكل كامل تقريباً.

تفقّد مشروعي جسري الحج والشعار

وتفقد رئيس مجلس الوزراء مشروعي جسري الحج والشعار اللذين تمّت إعادة تأهيلهما بعد أن دمّر قسم كبير منهما بفعل الأعمال الإرهابية.

وبيّن وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس حسين عرنوس أن تكلفة الجسرين بلغت 800 مليون ليرة، وتمّ إنجازهما في فترة قياسية بعد الدراسة الفنية الدقيقة لهما من كل النواحي والتأكّد من سلامة هذه الجسور بشكل ممتاز.

لقاء رئيس وأعضاء غرفة التجارة

والتقى رئيس مجلس الوزراء أعضاء غرف التجارة السورية، وأكد أهمية تطوير آليات الاتحاد وزيادة التشاركية بين القطاعين العام والخاص للمساهمة في عملية البناء والإعمار، مبيناً أن الحكومة رفعت شعاراً أساسياً، وهو أن إعادة الإعمار ستكون بالطاقات البشرية السورية ورأس المال الوطني، وهي رسالة موجّهة للعالم أجمع.

ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى أن الحكومة جادة ومنفتحة على كل الشركاء في القطاع الخاص في جميع المجالات الاستثمارية لتحقيق الرؤية والفائدة الوطنية المشتركة مع الطرفين، وتقديم كل أشكال الدعم للقطاع الخاص.

وتركّزت المداخلات على ضرورة إحياء المدينة القديمة بأسواقها وخاناتها وأحيائها مع الحفاظ على الصفة التراثية، ورفد مجلس مدينة حلب بالآليات اللازمة للعمل، وتسمية أعضاء من غرفة التجارة باللجنة الاقتصادية، وتشكيل لجنة عليا عمرانية خاصة بحلب، وتفعيل المنطقة الحرة بحلب، والإسراع باستكمال الشبكة السككية بين المحافظات.