أخبارصحيفة البعث

تشومسكي يسخر من حديث هاريس عن مخاطر الحروب

تقرير إخباري:

عندما يتحدّث العقلاء ينبغي على المجانين أن يُنصتوا، وذلك أن الأمر بات قاب قوسين أو أدنى من نشوب حرب مدمّرة قد تأتي على العالم برمّته، ولا ينبغي على الإدارة الأمريكية أن تعتقد أن سعيها الدؤوب لإشعال الحروب حول العالم يمكن أن ينقذها من المصير الذي تقود العالم إليه، فمن السخرية أن تتحدّث هذه الإدارة عن رغبتها في السلام في الوقت الذي تقوم فيه بإذكاء الصراعات حول العالم والتدخّل في الشؤون الداخلية للدول، والعمل على تغيير الأنظمة السياسية القائمة بالقوة، فضلاً عن سعيها إلى الهيمنة على العالم بأسره وإعطاء شهادات حسن سير وسلوك للأنظمة التي تسير في فلكها، في مقابل تجريم الدول والأنظمة السياسية التي تخالفها الرأي.

هذا النمط من الاستغباء الذي يمارسه أعضاء في الإدارة الأمريكية عن سابق إصرار وتصميم، دفع الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي، نعوم تشومسكي، إلى تشبيه تصريحات نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، حول مخاطر الحروب، بـ”الطرفة”.

وأوضح تشومسكي عبر قناة “In Context” على “يوتيوب”، أن تصريحات هاريس، خلال مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ، الموجّهة إلى الدول الرافضة للمشاركة في العقوبات الغربية ضد روسيا، وإشارتها إلى أن مهاجمة بلد لبلد آخر، قد تعرّض العالم بأسره للخطر، مثيرة للسخرية، وتذكّر بـ”الأساطير اليونانية القديمة”.

وأضاف تشومسكي: إن الولايات المتحدة هي آخر دولة يحقّ لها أن تتحدّث عن مخاطر الحروب، وتوجيه أصابع الاتهام إلى البلدان المسالمة، كالهند وإندونيسيا والبرازيل وإفريقيا وكولومبيا، وغيرها من دول أمريكا اللاتينية، الذين أجابوها بكل أدب: “هذا الكلام لا ينطبق علينا”.

وأشار تشومسكي، إلى أن دول الجنوب هذه، أكّدت مراراً أن الأزمة الأوكرانية لا تعنيها، وأنها بخلاف غيرها من الدول، تسعى لإحلال السلام، لا إلى التصعيد ونثر بذور الكراهية.

وشدّد على أن الولايات المتحدة باتت معزولة خارج نطاق الدول الناطقة بالإنجليزية، موضحاً أن تأييد ودعم سياساتها لا يتجاوز نطاق النخب السياسية الأوروبية التي لا تعبّر عن آراء شعوبها، فطالما عبّرت هذه الشعوب بأغلبية ساحقة، تجاوزت الـ90%، عن رفضها للسياسات الغربية، وتحديداً العقوبات المفروضة على روسيا.

وأيّاً يكن من أمر هذا الحديث، فإنه يشير صراحة إلى أن النخب الأمريكية بدأت تشعر بالسخرية من حديث المسؤولين الأمريكيين عن الحرب والسلام، لأنها تعلم يقيناً أن تصريحاتهم هي محاولة لاستغباء الرأي العام الأمريكي وصرف انتباهه عن حقيقة السياسات الكارثية التي ينتهجها النظام الأمريكي حول العالم، والتي تقود بالمحصّلة إلى إذكاء نار الحروب والصراعات.

طلال ياسر الزعبي