أخبارصحيفة البعث

في “إسرائيل”.. الحرب الأهلية بانتظار الشرارة

تقرير إخباري:

 يشي تسارع الأحداث داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي، والاحتجاجات التي تنظّمها المعارضة المتطرّفة ضد الحكومة الأكثر يمينية وتطرّفاً في تاريخ الكيان، بما كان الكثير من المحللين والمتابعين للشأن الإسرائيلي يشيرون إليه، حول أن ما يفرّق بين المستوطنين الإسرائيليين المحتلين لفلسطين، والمجمّعين من مختلف بقاع العالم، أكثر ممّا يجمعهم، وأن الشيء الوحيد الذي كان يخفي هذه الحقيقة هو إجماعهم على كره العرب.

فقد دفعت التعديلات القضائية التي تحاول حكومة بنيامين نتنياهو تمريرها في الكنيست لحمايته من تهم الفساد التي تلاحقه، المعارضة الإسرائيلية إلى تصعيد احتجاجاتها الأسبوعية بقطع الطرقات وإيقاف عمل محطات القطارات، بينما حذر رئيس كيان الاحتلال إسحاق هرتسوغ، من حقيقة أنّ “إسرائيل” في أزمة تاريخية تهدّد “بخرابها من الداخل”، وتوقّع رئيس الشاباك السابق يوفال ديسكين أن تصل “إسرائيل” إلى حرب أهلية في غضون أسابيع، أما وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق أفيغدور كهلاني فرأى أنّ “إسرائيل” في “منتصف حرب أهلية”، مشيراً إلى أنّ استخدام رموز الحرب يزيد من الصراع.

وما يقلق المسؤولين الإسرائيليين أن ما يحدث في الكيان انعكس بشكل مباشر على جيش الاحتلال ويهدّد بانقسامه، ففي ماضي الأيام سارع ضباط جيش الاحتلال على مختلف صنوف القوات التي يمثلونها من سلاح الجو والبر والاحتياط وغيرها، إلى التوقيع على عرائض تطالب نتنياهو بالعودة عن إجراء التعديلات القضائية والتهديد بالامتناع عن الخدمة أو الاستقالة من الجيش في حال تجاهل تحذيراتهم، كما جاء رفض جنود احتياط من سلاح الجو المشاركة في مناورات تدريبية ليؤكد استعدادهم للذهاب في تهديدهم والارتفاع به إلى مستويات مختلفة، الأمر الذي دعا نتنياهو إلى الطلب من زعيم المعارضة يائير لابيد إلى إبقاء الجيش خارج المناكفات السياسية، بينما دقّ رئيس هيئة أركان الاحتلال ناقوس الخطر، معتبراً أن انتشار ظاهرة رفض أداء الخدمة العسكرية اتسع إلى أبعاد مقلقة.

وبالمحصلة، فإن أيّ شرارة من قبيل استهداف أي شخصية سياسية من أحد الطرفين ستؤدّي حتماً إلى اندلاع حرب أهلية داخلية في كيان الاحتلال، ونتيجة تأثر جيش الاحتلال بالانقسام، ورفض العديد من الضباط والجنود لنتنياهو وائتلافه المتطرّف، فإن الانقسام بالجيش ذاته سينعكس حرباً دامية ستعجّل بزوال هذا الكيان المصطنع إلى الأبد.

إبراهيم ياسين مرهج