مئات الأسرى الفلسطينيين مهدّدون بالموت جراء التعذيب والإهمال
في انتهاك واضح للأعراف الدولية وحقوق الإنسان، أصيب مئات الأسرى الفلسطينيين بأمراض مزمنة، وبات الموت يحيق بهم، لافتقارهم العلاج والأدوية والتشخيص المناسب للأمراض التي يصابون بها نتيجة تعذيب الاحتلال لهم.
ووفق هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، فإن هناك مئات حالات الإهمال الطبي الموثّقة، تتنوّع ما بين عدم حصول الأسرى على العلاج المناسب في الوقت المناسب، وتجاهل مطالبهم بالفحص الطبي، وتعمّد الاحتلال منع إدخال الأغطية والملابس لهم في فصل الشتاء، وسوء الطعام المقدّم لهم.
وأوضح رئيس جمعية الأسرى والمحررين موفق حميد أن 630 أسيراً في سجون الاحتلال يعانون أمراضاً مختلفة، بينهم 550 أسيراً ينتظرون إجراء عمليات جراحية متنوّعة، وهم بحاجة ماسة للعلاج، ومع ذلك يتعرّضون لسياسة الإهمال الطبي المتعمد من قبل سلطات سجون الاحتلال، لافتاً إلى أن تعذيب سجاني الاحتلال للأسرى أفقد الكثير منهم حواسهم، وخاصة حاسة السمع، وأشار إلى أنه في انتهاك واضح لكل الأعراف والقيم الدولية تواصل سلطات الاحتلال سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى، ما يعرّض حياتهم للخطر الشديد، داعياً لتدخل دولي عاجل لإنقاذهم من براثن المرض داخل السجون.
وبيّن حميد أن هناك أكثر من 6700 أسير يقبعون داخل سجون الاحتلال، بينهم نحو 300 طفل وقاصر، تمارس بحقهم كل أنواع الانتهاكات الجسدية والنفسية من قبل سلطات الاحتلال، من عزل انفرادي وسوء تغذية واقتحام أقسام السجون بين الحين والآخر والاعتداء على الأسرى.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم منظمة أنصار الأسرى الدكتور مجدي سالم: “إن عشرات الأسرى مصابون بأمراض مميتة مثل أمراض القلب والسرطان والفشل الكلوي والشلل النصفي من بينهم 23 أسيراً مصابون بمرض السرطان ويفتقرون للعلاج”، مبيناً أن المركز الصحي في سجن الرملة لا يرقى إلى عيادة طبية، ولا يتوفّر فيه أدوية ولا طواقم طبية، وذلك باعتراف الصليب الأحمر الدولي، حيث يرقد فيه 19 أسيراً فلسطينياً، أوضاعهم الصحية خطيرة للغاية بسبب تعمّد الاحتلال عدم تقديم العلاج اللازم لهم.
ميدانياً، أصيب 20 فلسطينياً برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام مئات المستوطنين الإسرائيليين قبر يوسف شرق مدينة نابلس بالضفة الغربية تحت حماية قوات الاحتلال، وقالت مصادر فلسطينية: “إن عدة آليات عسكرية للاحتلال اقتحمت شارع عمان ومحيط قبر يوسف، وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه عشرات الشبان الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة 20 منهم”.
كما أصيب سبعة طلاب فلسطينيين جراء اعتداء مستوطنين على مدرسة عوريف الثانوية جنوب مدينة نابلس وبحماية قوات الاحتلال، فيما جدّدت مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة تحت حماية قوات الاحتلال، ونفّذت جولات استفزازية في باحاته
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال 11 فلسطينياً خلال اقتحامها مدناً وبلدات عدة في الضفة الغربية.
واستمراراً لمخططات الاحتلال التهويدية هدمت جرافاته بناء سكنياً مؤلفاً من أربعة طوابق في مخيم شعفاط قرب مدينة القدس المحتلة، فيما أعلنت سلطات الاحتلال مخططاً جديداً لإقامة 640 ألف وحدة استيطانية على أراضي الفلسطينيين في بلدة شعفاط شمال القدس المحتلة، وذكرت صحيفة “هآرتس” أن المخطط الجديد يهدف إلى توسيع مستوطنة مقامة على أراضي الفلسطينيين في البلدة، ما يعني استيلاء سلطات الاحتلال على مساحات جديدة من أراضي الفلسطينيين فيها بقصد تهجيرهم وتهويدها.
إلى ذلك قالت وزارة الخارجية الفلسطينية: “إن بناء هذه الوحدات الاستيطانية سيؤدي إلى محاصرة الأحياء الفلسطينية وعزلها عن بعضها البعض وحرمانها من أي تمدّد أو نمو ديمغرافي طبيعي، إضافة إلى تدمير أي فرصة للوصول إلى حلول سياسية تكون فيها القدس عاصمة دولة فلسطين”، ولفتت إلى انحياز الإدارة الأمريكية للاحتلال وتوفيرها الغطاء لتنفيذ هذه المخططات الاستعمارية التوسعية، وتهاون المجتمع الدولي، وخصوصاً مجلس الأمن، وتقاعسه عن القرارات الأممية الخاصة بالاستيطان.