الفنانة والوردة.. حوارية الجمال والدهشة
تثابر الفنانة سوسن جلال على اشتغالها الشيق في موضوعها الأثير في رسم الورد، وتقدمه في لوحة مكتملة الحضور في المشهد التشكيلي السوري خلال العقود الماضية، فلم تذهب بعيداً عن حديقتها المتخيلة وأصيص وردتها، فكل يوم ينمو فيه عطر وسلام ويرتفع منسوب الرمز في هذا الجمال “وردة ترسم وردة” إنها الدمشقية التي ينمو على راحتيها الياسمين ويعرش اللون الأبيض على صباح مدينتها. هذه السيدة الفنانة الرقيقة مثل ورداتها لم تجد ما تقاوم فيه إلا الجمال وإصرارها على أن الكون وردة أو باقة من الزهور، هكذا هي العائلة بالنسبة لها وهكذا هو البيت والوطن.
في معرضها المشترك في صالة عشتار هذه الأيام مع شيخ المصورين الضوئيين الفنان جورج عشي الذي يمشي صباح كل يوم مشمس في حواري دمشق يبحث عن زاوية فارقة لقيم الظل والنور على حيطان المدينة القديمة، كان لابد من شريك لهذا الشغف، إنه عنوان المكان المتوفر وراء الأبواب الخشبية العريضة حيث أرض الديار في البيت الدمشقي “قارورة العطر” التي تفتح سوسن جلال الباب عريضاً أمام عدستها لتلتقط صوراً لوردتها وترسمها منغمة مثل صباح يشاركه عطر البن والهال ومساء تداعبه السكينة السلام.
أكسم طلاع