د.بولاديان يوقّع كتابه “قضية ناغورني كاراباغ – الجرح النازف” في مكتبة الأسد
المجازر الأرمنية في إقليم ناغورني كاراباخ والصروح الأرمنية كانت شاهداً تاريخياً على أن كاراباغ جزء لايتجزأ من أرمينيا التاريخية، هذا الإقليم الذي اغتُصب في عشرينيات القرن الماضي لخلفيات سياسية وجغرافية واقتصادية بعد اتخاذ قرار غير شرعي بشأن انضمامه إلى أذربيجان، هذا المحور الأساسي في الفيلم التوثيقي الذي قدمته السفارة الأرمنية في حفل توقيع السفير الأرمني في سورية د. أرشاك بولاديان كتابه الجديد” قضية ناغورني كاراباغ –الجرح النازف” الصادر عن دار الشرق في مكتبة الأسد بحضور رسمي ودبلوماسي وإعلامي وعدد كبير من الأرمن السوريين.
وقد سُبق التوقيع بندوة فكرية ثقافية احتفت بالإصدار الجديد بمشاركة د. نبيل طعمة عضو مجلس الشعب، ود. نورا أريسيان رئيس جمعية الصداقة البرلمانية السورية – الأرمنية، وعضو مجلس الشعب والسفير الأرمني د. أرشاك بولاديان بإدارة هامس زريق ممثل مركز دمشق للأبحاث والدراسات “مدد”.
وقد رحب المدير العام لمكتبة الأسد إياد مرشد بالحاضرين متحدثاً عن السفير د. بولاديان وما قدمه من جهود على المستوى الثقافي للارتقاء بالعلاقات الثقافية بين البلدين أرمينيا وسورية، وإلى ما وصلت إليه الآن بمختلف صنوف الثقافة.
وتوقف زريق عند أهمية الإهداء لأرواح الشهداء الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل تحرير الوطن، والذي يحمل معاني مشتركة لما حدث على أرض سورية في الوقت الحالي.
وتحدث د. نبيل طعمة عن التشابه الكبير بين سورية وأرمينيا الذي وصل إلى وحدة الدم، فكلانا وقعنا تحت نير الخلافة العثمانية الطورانية وتقاسمنا الهمّ ذاته، متابعاً بأن الوجود الأرمني على الأراضي السورية يعود إلى آلاف السنين وليس وليد حالة معينة، متوقفاً عند عنوان الكتاب “قضية ناغورني كاراباغ الجرح النازف” بأنه لا يخص هذه القضية فقط وإنما يخص تلك الآلام المستمرة وراح ضحيتها أكثر من نصف مليون التحموا بهذا الثرى السوري، ليخلص إلى أن إقليم كاراباغ قلب أرمينيا يتشابه مع الجولان قلب سورية. كما تطرق إلى أسلوب د. بولاديان المؤثر والمبتكر والذي أدخل إلى المكتبة العربية حالات إنسانية حدثت فعلاً.
في حين استعرضت د. نورا أريسيان فصول الكتاب مبيّنة أنه شمل المراحل التاريخية للإقليم مبتدئة بالفصل الأول إقليم آرتساخ (ناغورني كاراباغ) تطرق فيه المؤلف إلى الموقع الجغرافي والتاريخي والسياسي، إلى ظهور العنصر التركي في الشرق الأوسط، إذ شكل السلاجقة الأتراك على مسرح التاريخ منعطفاً في تاريخ بلدان وشعوب الشرقين الأدنى والأوسط لعملياتهم الحربية وأعمال النهب، إلى الحركة الشعبية من أجل توحيد كاراباغ مع أرمينيا، وتابعت عن التنوع بالمراجع باللغات المختلفة والاستعانة بمؤرخين أرمن وروس وعرب، لتخلص إلى أن كتاب بولاديان أول كتاب يصدر في سورية حول هذه القضية ويهدف إلى إلقاء نظرة على الماضي لنفهم مصداقية الحاضر في ظل حملات التضليل الإعلامي الشرسة.
وأوضح السفير د. بولاديان بأن قضية كاراباغ قضية إنسانية عادلة قضية شعب سُلبت حقوقه بدعم تركي وفند تاريخ القضية، حتى المرحلة الحالية في انتظار الحل السلمي ونجاح المفاوضات السياسية التي بدأت منذ عام 1992ضمن مجموعة “مينسك”، وتحدث عن الحركات الشعبية المليونية في أرمينيا والمهجر الأرمني، إذ أصبحت كاراباغ اليقظة الأرمنية في أرمينيا بعد الإبادة الأرمنية عام 1915.
وقال إن سورية أصبحت طريق الحياة للأرمن الذين وقفوا إلى جانب سورية في محنتها ويقفون معها إلى الأبد، لينهي كلامه بأن كاراباغ ينتظر الاعتراف الدولي بحقوقه؟
ملده شويكاني