اقتصادصحيفة البعث

“شهادة” تضاعف من “مسؤوليتنا”

 

حدثان اقتصاديان خلال الشهر الجاري لهما من الدلالة ما لهما، الأول مشاركة سورية ممثّلة بوزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية في المعرض الدولي الأول للاستيراد في شنغهاي بمشاركة ما يزيد عن ١٧٠ دولة ومنظمة دولية، والثاني مشاركة 21 شركة سورية في فعاليات معرض بغداد الدولي بدورته الـ45 بمشاركة 18 دولة.
وفي الوقت الذي شاركت بالأول شركات متخصّصة في الصناعات الغذائية، شاركت في الثاني أخرى متخصّصة بالصناعات الكيميائية والألبسة إضافة إلى الغذائية.
وعلى اعتبار أن منتجات الشركات التي شاركت بالأول موجّهة للأسواق العالمية، ونظيرتها المشاركة في الثاني تستهدف الدول الإقليمية على أقل تقدير، فإن ذلك يعني تمهيد الطريق للمنتجات السورية على جميع الجهات، وهذه نقطة إيجابية تُسجل للقائمين على هذا الأمر، وتضع الشركات السورية في الوقت نفسه على محك التطوير لمنتجاتها بغية سلاسة انسيابها في هذا الاتجاه وتكريس تربعها في الأسواق العالمية.
ولعلّ أبرز مؤشر رشح عن هذين الحدثين هو حضور الصناعات الغذائية في كلا المعرضين، ومردّ ذلك –أغلب الظن- للطابع الزراعي السائد للاقتصاد الوطني، ما قد يعني إمكانية المنافسة بهذه الصناعات فيما لو تمّ الاستثمار الأمثل لما تتمتّع به من مزايا نسبية.
فسورية من الدول التي تنفرد بمنتجات زراعية مطلوبة عالمياً كـ”حبة البركة– الوردة الشامية- الكمون.. إلخ”، وكلها زراعات يمكن استخراج زيوتها صناعياً وتصديرها بقيم مضافة تحقق مردوداً جيداً إن لم يكن هائلاً.
كما أن القمر الدين السوري المصنوع من المشمش مرغوب في دولة مثل مصر التي تستجره بشكل ملحوظ، ناهيكم عن عدد من أصناف المربيات المشغولة بعناية محلياً ولها أسواقها المعروفة.
فإذا ما اعتبرنا أن الصناعات الغذائية عموماً هي أساس الأمن الغذائي، فعلينا ترسيخ هذا المكوّن الصناعي لتقوية أواصر الاقتصاد الوطني، نظراً لما يقوم به من دور يحقّق الاكتفاء الذاتي من جهة، ويقينا أو على الأقل يحدّ من تداعيات أية عقوبات اقتصادية محتملة من جهة ثانية.
نعتقد أخيراً.. أن مشاركة نخبة من الشركات السورية المتخصّصة بهذا المجال في معرض دولي مخصّص للاستيراد، لهي خطوةٌ على الطريق الصحيح بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، كون أن المخرج النهائي لهذا المعرض هو التوريد من الدول المنتجة حصراً، ما قد نعتبره شهادة للغير بمستوى إنتاجنا الغذائي، وهذه شهادة تضاعف مسؤوليتنا تجاه صناعتنا!.

حسن النابلسي
hasanla@yahoo.com