تحقيقاتصحيفة البعث

لجنة التراث في فرع نقابة المهندسين بحمص.. والتوجه لجيل الشباب؟!

لم تزل حمص القديمة بأوابدها الأثرية محط أنظار السياح والمهتمين بالآثار من علماء وباحثين، ومن هذا المنطلق كان لا بد من الاهتمام بالمعالم الأثرية والسياحية في مدينة حمص القديمة، وخاصة أنها تعود تدريجياً وبشكل متسارع إلى الحياة الطبيعية بعد أن تم تحريرها من الإرهابيين الذين عاثوا فيها فساداً وخراباً منذ عدة سنوات، وحينها تم رصد وتوثيق الأجزاء المتضررة من المباني الأثرية من خلال إعداد تقارير مصورة تتضمن الأجزاء المتضررة إضافة لمقترحات بإعادة التأهيل بعد رصد حوالي 16 معلماً سياحياً من المنشآت المسجلة أثرياً ومستملكة من وزارة الثقافة ومديرية أوقاف حمص.

اهتمام مسؤول 

وثق فرع نقابة المهندسين بحمص عبر لجنة التراث كل المعالم الأثرية في حمص القديمة إذ أكد المهندس عامر السباعي رئيس اللجنة على الاهتمام الكبير بالمعالم الأثرية من خلال برنامج عمل متكامل لرصد كل المباني الأثرية المتضررة جراء التخريب الذي خلفه الإرهابيين، وبين أنه تم إعادة تأهيل الجزء الأكبر منها حيث تضمن التأهيل جامع الصحابي خالد بن الوليد والجامع الكبير ومدرسة الغسانية وكنيسة الأربعين على نفقة الجهات التابعة لها، معتبراً أن مهام لجنة التراث في فرع النقابة تتجلى في زيادة إقامة النشاطات العلمية بهدف زيادة التأهيل للمهندسين والآثاريين بإقامة دورات تدريبية وندوات علمية وورشات عمل تهتم بموضوع القانونية في أعمال الترميم والتأهيل للمباني الأثرية وإقامة رحلات علمية توثيقية للأماكن المذكورة بمحاضرات علمية لقلعة الحصن وحمص القديمة من أجل الجمع ما بين الدراسة النظرية والعملية وتعزيز الجانب الاجتماعي لزيادة ترسيخ ثقافة الاهتمام بالآثار والمعالم السياحية والأثرية عند جيل الشباب والمواطن بشكل عام.

خطة عمل ممنهجة

وبيّن السباعي أن لجنة التراث توجهت لجيل الشباب من طلبة المدارس والمعاهد والجامعات من أجل توجيه وعي الشباب والاهتمام بتاريخ سورية والعمل على حمايته كونه إرثاً حضارياً للماضي والحاضر والمستقبل ويمثل هوية وطنية ثرية لا تقدر بثمن، وأكد السباعي أن خطة عمل لجنة التراث ركزت على ترجمة عملية للتوجهات التي تضمن مشاركة جيل الشباب في الحفاظ على الهوية الوطنية للمعالم الأثرية بإجراء المسابقات التي تفرز مكافآت مالية مجزية للطلبة المتميزين بهذا المجال على اختلاف مراحلهم الدراسية ومن أجل تقديم صورة عن مبنى أثري معين بالمحافظة مع أجمل تعليق، مبيناً أنه تم إقامة معرض خاص بهذا الأمر في العام الماضي بالتعاون مع مديرية التربية والجامعات الحكومية والخاصة مع إقامة ندوات ودورات شهدت حضوراً متميزاً .

تعزيز العلاقات مع المحافظات

لم تألُ لجنة التراث الحمصية أي جهد من أجل تعزيز العلاقات مع فروع نقابة المهندسين في المحافظات ، وبين السباعي أن اللجنة قامت بزيارة عدد من المواقع الثرية في محافظات حلب وطرطوس والسويداء وريف دمشق، هدفها التركيز على أعمال الترميم وإعادة التأهيل فيها بالخبرات الوطنية وكفاءاتها الأكاديمية العلمية المتميزة.

طموحات مستقبلية

وأوضح السباعي أن اللجنة تعمل بجدية كبيرة من أجل رفع السوية العلمية لكل من المهندس المعماري والإنشائي لمعالجة التراث والتركيز على نشر الوعي عند جيل المهندسين الشباب من خلال توجيه اهتماماتهم إلى الثروة الأثرية الوطنية وسبل المحافظة عليها والاهتمام بآخر المستجدات العلمية ومتابعتها بالأساليب الحديثة في طرق التوثيق والترميم وإعادة تأهيل المباني الأثرية المتضررة .

نزار جمول