ثقافةصحيفة البعث

اختتام فعاليات الملتقى التشكيلي في قلعة دمشق

شهدت حديقة قلعة دمشق مؤخراً اختتام ملتقى النحت والتصوير الزيتي، الذي أقامه المعهد المتوسط التقاني للفنون التطبيقية خلال الأيام الماضية، بمشاركة مجموعة من الفنانين الشباب من طلاب المعهد وخريجيه، الذين نفذوا أعمالا نحتية على الخشب بلغ مجموعها عشرة أعمال متوسط ارتفاعها مترا ونصف مع القاعدة، بإشراف أساتذتهم الفنانين، الذين واكبوا مواهبهم بالرعاية والصقل والتوجيه، وكانت النتيجة هذه المجموعة من المنحوتات البديعة لهؤلاء الشباب، الذين عبروا من خلال أعمالهم عن ذاتهم الموهوبة والمصقولة بكفاءة عالية تعادل أي منتج لأي فنان محترف لهذا الفن العظيم.

اللافت أن هذه الأعمال لا تتشابه فيما بينها بل تنوعت بمواضيعها وصياغاتها البصرية وحلولها المعمارية واجتمعت على خاصية التوازن في انتصاب الكتلة وتعاليها، وقد أغنى بعضهم وأضاف خامات أخرى على جسم المادة الأساسي في غاية تشكيلية تضيف وتغني في مبنى العمل ومعناه.

هذه المغامرة الجديدة التي يخوضها الشباب التشكيلي لا تحسب إلا في الرافد الصحيح المعافى للحركة التشكيلية السورية التي لم تنقطع عن الإنتاج خلال سنوات الحرب، حيث حرصت وزارة الثقافة من خلال مديرية الفنون الجميلة على إقامة العديد من الملتقيات المتخصصة في النحت على الخشب وفي نفس المكان “قلعة دمشق” التي تضم معهد الفنون التطبيقية، مما منح هؤلاء الفنانين الشباب فرصة طيبة للمشاركة والمتابعة، وهاهم اليوم ينجزون وينجحون في تحقيق أنشطة تشكيلية خاصة بهم منحت المكان شريان حياة جديد جعل من السؤال ضرورة عن كيفية استثمار هذه الطاقات الشابة التي تتوق إلى إنتاج الفن ورفد الحياة.

وللتوضيح نذكر أن معهد الفنون التطبيقية ينتسب إليه ما يقارب الأربعين طالباً كل عام، ويتخرج منه ما يقارب هذا العدد، ومنهم المتميزون الذين يلتحقون بالتعليم العالي، ويكونوا من الطلبة الأميز في كلية الفنون الجميلة، لكن السؤال عن استثمار هذه الطاقات؟ لتبقى الإجابة أمرا متروكا للفرص وقدر البعض منهم، فكيف نستفيد وكيف نحافظ على هذه المواهب؟ هو أمر متروك لوزارة الثقافة التي لا تستطيع، بحكم مجموعة من القوانين الإدارية التي لا تسمح، أن يكتسب هذا المعهد صفة الإنتاجية بحيث يستطيع الفنان الشاب من خلال تأمين فرص عمل تناسب هذه الموهبة، وبالتالي تنعدم فرصة الاستثمار الحقيقي التي تجعل من المعهد ورشة عمل وإنتاج دائمة!

وللتوضيح فإن المعهد يمتلك أكثر من فرن خزف ويمتلك كل معدات سكب البرونز وهي موجودة للغاية التعليمية، فضلا عن المكان اللائق لتنفيذ أي عمل فني حيث من  الممكن أن يتقدم لإنتاجه أي فنان من خارج المعهد مقابل نقد متفق عليه مع الجهات المالية، هذا في جانب النحت والخزف وممكن أن يتعدى الأمر ذلك في استثمار طاقة الشباب الموهوبين في النواحي التطبيقية الأخرى التي يدرسها المعهد مثل الخط العربي والزخرفة وفنون التصوير الضوئي بشقيه الفوتوغرافي وأعمال الفيديو آرت.

في الجانب الآخر من المعرض عدد من لوحات الرسم نفذها الطلاب نقلا عن لوحات أخرى كانت الغاية اكتساب الشاب فرصة محاكاة الأعمال الفنية المعروفة وعرضها، وأغلب المشاركين هم من طلاب السنة الأولى في المعهد ويتعلمون الرسم كمادة إضافية إلى اختصاصهم، إلا أنها لا ترتقى لمستوى الأعمال النحتية التي برع فيها كلا من ربيع خليل وجوانا إيزولي – ريم الدهان –رضوان الباسط –سيماف حسين – سيزر مازوخ – لجين غنيم وهناء العقاد.

أكسم طلاع