دراساتصحيفة البعث

أربعائيات.. بحكم المنطق.. ولا شيء غير المنطق.. البعث – تطور نوعي في حياة الحزب الداخلية

مهدي دخل الله   

يبدو أن حزب البعث بدأ فعلاً الخطوة الأولى باتجاه المشروع الذي طرحه الرفيق الأمين العام في اجتماع اللجنة المركزية يوم 16 /12 من العام الماضي. عنوان المشروع طرحه الأمين العام في الدقيقة الأولى من حديثه: (بنية فكرية جديدة وبنية تنظيمية جديدة). والمهم أن العمل بدأ فوراً، حيث شهدت العمليات الانتخابية الواسعة تطوراً حقيقياً في مجال البنية التنظيمية أو الأنموذج التنظيمي للحزب..
الجديد ثلاثة أمور أساسية:

أولاً، تشكيل لجنة انتخابية عليا تتمتع بالاستقلالية خارج إطار البنى القيادية الموجودة على جميع المستويات، مهمتها الإشراف اليومي على عمليات الانتخاب. تساعدها في ذلك لجان محلية مستقلة على مستوى الفروع كلها.

ثانياً، توسيع مجال الانتخاب على مستوى الشعب الحزبية، والحديث هنا عن أكثر من 170 شعبة و18 فرعاً حزبياً. أي توسيع قاعدة الديمقراطية.

ثالثاً، ولعل هذا هو المستجد الأهم، تطبيق الشفافية والعلنية في جميع مراحل العملية الانتخابية التي استمرت عدة أشهر.
والعلنية تشير إلى تطور نوعي في المفهوم التنظيمي، فلطالما كانت حياة الحزب الداخلية مغلقة، والاجتماعات الحزبية تقتصر على الأعضاء فقط، بحيث ظهر الحزب بمظهر “السرية التنظيمية” التي لها أثر سلبي على الرأي العام. ولا شك في أن التطور المستقبلي ربما سيجعل الاجتماعات الحزبية أكثر انفتاحاً أمام من يريد الحضور من المواطنين وفق معايير محددة.
هذا على المستوى التنظيمي.. أما المستوى الفكري، فلا شك في أن المهمة هنا أكثر صعوبة. هناك عناوين مهمة مثل العلاقة بين الوطني والقومي، ما هو تعريف الاشتراكية والتشاركية التي نريدها، دور المجتمع ودور الدولة، العروبة، مفهوم الحق الوضعي المصلحي للوحدة العربية، الدولة والدين، ما هي علمانية البعث، علاقة الحزب بالسلطة، الحزب وضرورة تطبيق دستور الدولة عليه، الدور الاجتماعي للحزب.. إلخ.
هل البعث جاهزٌ لهذا التغيير النوعي القادم؟.. نعم، لأن الحزب كان في كل تاريخه قادراً على الانقلاب على ذاته، بمعنى إيجاد تغيير فكري نوعي في كل مرحلة من المراحل التي عاشها، خاصة بعد استلامه السلطة (آذار 1963)..

mahdidakhlala@gmail.com