التراث جزءاً من معرض شام للقراءة
استحضر بعض التشكيليين من شباب نادي شام للقراءة في معرضهم الذي أقيم في المركز الثقافي العربي في –أبو رمانة ضمن فعاليات مهرجان شام للقراءة الثالث مفردات التراث وعناصر تكوينه في لوحاتهم، فشغلت لوحة الفنانة غادة كركرلي بأسلوبها الواقعي التعبيري أحد معالم دمشق الأثرية بتجسيد جانب من واجهة الجامع الأموي لمئذنته وأقواسه وقببه الزرقاء، لتنسحب بتصويرها إلى الفضاء الخارجي إلى الطيور الهائمة تلتقط حبات القمح، مركزة على التفاصيل اللونية المتناغمة مع مساحات الضوء المنعكسة على التشكيل الهندسي للأرضية بتوازي الخطوط وتقاطعاتها، فتلتقي مع الفنان يعرب معروف الذي شكّل بأبعاد خطوطه المتوازية الأفقية وتشكيلاته الزخرفية الطراز المعماري للأبواب وأقواسها المستمدة من تاريخ الحضارات.
وبدت ملامح التراث المرتبطة بذاكرة المكان في لوحة الفنان محمد الخطيب للبيت الريفي بأسلوبه الواقعي، فجمع بلوحته عناصر التراث الشعبي المعبّرة عن البيئة الريفية من خلال تشخيص المرأة الريفية بزيّها المرتبط بالمنطقة لتكون محور اللوحة وهي تحيك الكروشيه، في حين تقترب منها مجسمات صغيرة للأشياء المكوّنة للحياة الريفية بموقد الغاز الصغير وصينية النحاسيات والطاولة الخشبية الصغيرة التي يتدلى على أطرافها الغطاء المصنوع بعناية تدل على مهارة المرأة الريفية بصناعة هذه الفنون، إلى الحصيرة الملونة إلى الجدران التي تأكلها الرطوبة وتتشقق من قسوة الزمن، إلى الألوان الترابية لأرضية المنزل الصلبة، ومساحة الضوء المتدرجة من الأعلى، لتلتقي لوحات التراث في زوايا أخرى مع تجارب تجريدية تجسد ما يدور في خاطر الأنثى من هواجس، إضافة إلى مشاهد تعبيرية لصراعات تعيشها، ترجمها التضاد اللوني بين الخطوط المنسكبة للأبيض والأسود، في حين ظهرت غائبة الملامح تضيع بضبابية الصورة في لوحات أخرى.
وقد جمعت فعاليات مهرجان شام للقراءة الثالث بين صنوف الثقافة للموسيقا والسينما والقراءات الشعرية والتسجيلية للمكفوفين وتوزعت بين مركز –أبو رمانة- وخان أسعد باشا.
ملده شويكاني