رياضةصحيفة البعث

نكهــــة جديـــــدة بمشـــــاكل متراكمـــــة لبطولـــــة الجمهوريـــــة بكـــــرة المضـــــرب

 

عادت بطولة النخبة بكرة المضرب إلى الأضواء بعد انقطاع ثماني سنوات، ولكن هذه المرة بحلة جديدة، فقد ارتأى اتحاد اللعبة أن تكون المباريات مختلطة بين الفئات، (مثلاً، يلعب فوق الـ 18 مع تحت الـ 14 وهكذا) بهدف اكتساب الخبرة والاحتكاك، وخصوصاً لدى الفئات الأصغر، حيث أقيمت البطولة على ملاعب الفيحاء في دمشق، وسميت بطولة النخبة لأنها تضم البارزين في فئة الرجال، والبارزين تحت الـ 16، والبارزين تحت الـ 14، وكذلك الأمر بالنسبة للسيدات.

واللافت في البطولة نجاح فكرتها، فقد برز لاعبون صغار هزموا لاعبين رجالاً، طبعاً تمت مراعاة عدم لعب ثلاثي رجال المنتخب لكأس ديفيز: مجدي وربيع سليم، وموفق الحافظ مع فئة تحت الـ 14 تجنباً للظلم نتيجة الفارق الكبير بالمستوى.

من أبرز لاعبي البطولة فئة تحت 14 التي صعدت إلى الدور نصف النهائي يمان نغنغ الذي أكد “للبعث” سعادته بهذه التجربة قائلاً: البطولة ممتازة تكسبنا مهارات وخبرات الرجال، وتشحذ هممنا للارتقاء بمستوى اللعب، وتقديم الأفضل مرة تلو الأخرى، وبصراحة لا توجد لدينا سوى 3 بطولات في السنة، لذا نحن بحاجة لزيادة البطولات، وخاصة بطولات النخبة.

أما لاعب المنتخب مجدي سليم المصنف أولاً على الجمهورية في فئة الرجال فتمنى تحسين التنظيم في البطولات القادمة بقوله: البطولة جيدة ومبشرة، خصوصاً أننا نشهد زيادة في عدد البطولات لفئة الرجال بعد توقف غير مبرر خلال السنوات الماضية، نتمنى تحسين التنظيم في البطولات القادمة.

وعن السيدات فئة تحت 14 أشادت لينا كيال، المصنفة أولى على الجمهورية للسنتين الماضيتين، بمستوى اللعب والتحكيم وقالت: أحب المنافسة بهذه النوعية من البطولات على البطولات التقليدية لما فيها من احتكاك مع الفئات الأكبر سناً والأكثر خبرة.

أما نائب رئيس الاتحاد مصطفى الهندي فقال: هدف الاتحاد المزج بين الفئات لاكتساب الخبرة والمهارة، فقد جرت العادة في البطولات السابقة أن تلعب كل فئة مع بعضها كما هو معروف، وجرت دعوة نخبة الرياضيين من كل فئة، وأدى جميع اللاعبين المطلوب منهم، وبرز العديد من اللاعبين الصغار الذين ينتظرهم مستقبل واعد في اللعبة، وسيقدمون نتائج جيدة للمنتخب، وعن المشاركة في بطولة غرب آسيا تحت 12 سنة التي ستقام مطلع الشهر المقبل في الأردن قال الهندي: نحاول التركيز على هذه المشاركة، لأن الاتحاد الدولي للتنس يتبنى اللاعبين الأوائل فيها، ويمكننا الظفر بمراتب متقدمة.

وككل بطولة، لابد أن تتسلل بعض الأوجاع إلى الواجهة، فقد أجمع أغلب المشاركين على بطء إدارة البطولة، سواء في المواعيد ودقتها، أو الحضور، وهناك عدد المشاركين القليل (عند الرجال تم اختيار 16 لاعباً، منهم 7 فوق الـ 18، وعند السيدات تم اختيار 8 لاعبات 4 فوق الـ 18)، ولو كانت هناك مشاركة أوسع لكان بالإمكان تلافي خروج نخبة تحت الـ 14 للعبهم مع نخبة الرجال، وهناك الهاجس المادي، فإيقاف البطولة خلال السنوات الماضية ساهم في غياب الفعاليات الاقتصادية عن دعم هكذا بطولات، ولكن أكثر الأوجاع جاء من الجانب التحكيمي، ويلخص بعبارتين: سوء التحكيم، ونقص الحكام، وينبعان من انخفاض الأجر، فالحكم يتقاضى ما يعوض أجر الطريق لا أكثر، رغم أن الحكم في الظروف الحالية يُحكّم أكثر من 4-6 ساعات كل يوم من أيام البطولة، على عكس حكام ألعاب أخرى، والثاني وجود ندرة نتيجة قلة الدورات والبطولات، وحكام النخبة تحديداً معدودون على أصابع اليد، فأية مباراة تنس تحتاج لعشرة حكام.

وأخيراً لابد من الإشارة إلى أنه من المحزن أن أغلب اللاعبين المصنفين في جميع الفئات وللجنسين هم من أبناء أو أقارب لاعبين سابقين، أو حكام، ما يعطي صورة سلبية عن انتشار وممارسة هذه الرياضة، وهو أمر يجب أن يكون على رأس أولويات الاتحاد في خطته للعام القادم، فالرياضة ذات المتابعة الجماهيرية محلياً وعالمياً يجب أن تحظى بخطة ترويج أكثر نجاعة.

سامر الخيّر