الرئيس الأسد للوفد البرلماني الأردني: ضرب الانتماء العربي جوهر المعركة التي تواجهها منطقتنا
استقبل السيد الرئيس بشار الأسد، أمس، وفداً برلمانياً أردنياً يضم عدداً من رؤساء اللجان في البرلمان الأردني، ويترأسه النائب عبد الكريم الدغمي.
وجرى خلال اللقاء التأكيد على أهمية تفعيل العلاقات الثنائية بين سورية والأردن في جميع المجالات، وبما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين.
واعتبر الرئيس الأسد أن أهمية زيارات الوفود البرلمانية تنبع من كونها المعبّر الحقيقي عن المواقف الشعبية، والبوصلة الموجّهة للعلاقات الثنائية بين الدول، والتي يجب أن يكون محرّكها على الدوام هو تحقيق مصالح الشعوب وتطلعاتها.
وأشار الرئيس الأسد إلى الدور الكبير المنوط بالبرلمانيين لتوعية الشعب العربي بحقيقة المعركة التي تواجهها منطقتنا العربية والتي لا ترتبط بسورية فقط، وإنما هي معركة طويلة جوهرها ضرب الانتماء لدى الإنسان العربي، حيث تصبح كل المشاريع الخارجية سهلة التحقّق والتنفيذ، مؤكداً أن تمسّك الشعب والجيش السوري بانتمائه القومي كان من العوامل الأساسية التي أسهمت في صموده، رغم كل المحاولات التي استهدفت هذا الانتماء.
وأكد أعضاء الوفد أن نبض الشارع الأردني كان على الدوام مع الشعب السوري في وجه الحرب الإرهابية التي يتعرّض لها، لأن سورية هي خط الدفاع الأول عن كل المنطقة العربية، وانتصارها في هذه الحرب سيكون انتصاراً لجميع الدول العربية في وجه المشاريع الغربية، التي تستهدف ضرب استقرارها وتفتيتها خدمة لأمن “إسرائيل”، معتبرين أن الشعب السوري بالتحامه مع قيادته وجيشه استطاع إفشال المؤامرات الخارجية لتبقى سورية الصوت العربي الحر المقاوم وقلب العروبة النابض.
وفي الإطار ذاته التقى رئيس مجلس الشعب حموده صباغ وفد مجلس النواب الأردني برئاسة النائب الدغمي.
وأكد صباغ خلال اللقاء ضرورة الارتقاء بالعلاقات الثنائية ولاسيما البرلمانية منها بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين اللذين تربطهما علاقات عميقة ومتجذرة وروابط قرابة.
من جهته تحدّث رئيس وأعضاء الوفد عن أهمية توطيد العلاقات الأردنية السورية لتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين، منوهين بالتضحيات التي قدمها الجيش العربي السوري وصمود الشعب السوري والتفافه حول قيادته، وتمكنه من تحقيق الانتصارات، ودحر العدوان الآثم الذي استهدف سورية.
حضر اللقاء عدد من رؤساء اللجان وأعضاء مجلس الشعب.
وفي الإطار ذاته استقبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم وفد مجلس النواب الأردني برئاسة النائب الدغمي. وجرى خلال اللقاء التأكيد على عمق العلاقات الأخوية التي تربط بين الشعبين الشقيقين والرغبة في تعزيزها على كل المستويات، وخاصة على المستوى البرلماني، وكذلك تطوير التعاون الثنائي بين البلدين لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين.. وتمّ في هذا السياق التأكيد على أهمية إعادة افتتاح معبر نصيب الحدودي بين البلدين استجابة لرغبة وتطلعات الشعبين، وأثره الإيجابي في حركة تبادل البضائع وانتقال الأشخاص بما يسهم في تعزيز التعاون على المستويين الشعبي والاقتصادي.
كما بحث الجانبان تطورات الأوضاع السياسية والميدانية الأخيرة في سورية والمنطقة، وما أدّت إليه من تحوّلات في المواقف على الساحتين الإقليمية والدولية.
حضر اللقاء أحمد عرنوس مستشار وزير الخارجية والمغتربين، ومحمد العمراني مدير إدارة المكتب الخاص، ومرتضى الجمال مدير إدارة الوطن العربي في وزارة الخارجية والمغتربين، كما حضره عاطف الزيبق مراقب مجلس الشعب، وبطرس مرجانة رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية والمغتربين، وعدد من أعضاء لجنة الشؤون العربية والخارجية والمغتربين في مجلس الشعب.
كما التقى قداسة البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني كريم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم الوفد الأردني، مؤكداً أن الشعب السوري انتصر على الإرهاب وأثبت أنه لا يمكن اختراقه لما يمتلكه من غنى حضاري وتنوع ثقافي، وأوضح أن الأزمة في سورية كانت انعكاساً للصراع الدولي على المنطقة، وليست كما كان يراد إظهارها عبر التضليل الإعلامي أنها أزمة داخلية، معرباً عن أمله بعودة جميع السوريين الذين اضطرتهم الظروف للخروج من سورية بأقرب وقت.
بدوره أكد النائب الدغمي أن الحرب الإرهابية على سورية كانت بسبب مواقفها القومية تجاه القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ودعمها المطلق للمقاومة، منوّهاً بالمثل الذي ضربه الشعب السوري بالتضحية والصمود والتفافه حول جيشه وقيادته وتمكنه من دحر العدوان الآثم الذي استهدف سورية.