بخمس دقائق.. مشيخة الإمارات تحكم بالسجن على أكاديمي بريطاني
أصدرت محكمة في أبو ظبي بالإمارات حكماً بالسجن المؤبد بحق طالب بريطاني لاتهامه بالتجسس، وقالت متحدّثة باسم عائلة البريطاني المتهم: “إن جلسة محاكمة ماثيو هيدجيز، البالغ من العمر 31 عاماً، استغرقت أقل من خمس دقائق، وإن محاميه لم يكن حاضراً، فيما حذّر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت من أن طريقة تعاطي الإمارات مع هذه القضية “سيكون لها تداعيات على العلاقة بين بلدينا، والتي يجب أن تكون مبنية على الثقة”، مضيفاً: “أشعر بالأسف لأننا وصلنا إلى هذا الوضع، وأدعو الإمارات إلى إعادة النظر في الحكم”.
يشار إلى أن هيدجيز، وهو طالب دكتوراه، كان يجري بحثاً عن سياسات الإمارات الخارجية والأمن الداخلي، وأوقف في الخامس من أيار الماضي في مطار دبي، وتمّ الإفراج عنه بشروط وبشكّل مؤقت في الـ 29 من تشرين الأول حتى موعد جلسة محاكمته، بتهمة “التخابر لمصلحة دولة أجنبية ما من شأنه الإضرار بمركز الدولة العسكري والسياسي والاقتصادي”.
في سياق متصل رفعت منظمة التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات دعوى قضائية على ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان بتهمة ارتكاب جرائم حرب، والتواطؤ في تعذيب، ومعاملة غير إنسانية في اليمن نظراً لمشاركة بلاده في التحالف الذي يقوده النظام السعودي للعدوان على اليمن.
وتتزامن الدعوى مع زيارة يقوم بها ولي عهد أبوظبي إلى فرنسا، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ونقلت رويترز عن جوزيف بريهام محامي المنظمة التي مقرها فرنسا قوله: إن محمد بن زايد، وهو نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات، مسؤول عن هجمات أصابت مدنيين، وأمر بقصف على الأراضي اليمنية، مشيراً إلى أن عدداً من اليمنيين انضموا إلى الدعوى القضائية.
وتستند الشكوى المقدمة إلى تقرير أعده خبراء من الأمم المتحدة جاء فيه أن هجمات للتحالف الذي يقوده النظام السعودي ضد اليمن تشكّل جرائم حرب، وأن عمليات تعذيب جرت في مركزين تسيطر عليهما القوات الإماراتية، كما تضمنت الدعوى وثائق من منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ومنظمة أوكسفام حول اعتقالات تعسفية واستخدام القنابل العنقودية غير القانونية.
وكشف تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس العام الماضي عن وجود شبكة سجون سرية في اليمن تديرها الإمارات يخضع فيها المعتقلون لكل صنوف التعذيب اليومي التي تصل إلى حد شواء السجين على النار، مشيرة إلى أنها تحققت من حوادث لاختفاء مئات الأشخاص في هذه السجون السرية بعد اعتقالهم بشكل تعسفي، وزج المعتقلين داخل قواعد عسكرية ومطارات وموانئ يمنية عدة وحتى داخل مبان سكنية، وإلى أنها وثقت ما لا يقل عن 18 سجناً سرياً في جنوب اليمن تحت إدارة الإماراتيين أو مجموعات يمنية شكّلتها ودرّبتها الإمارات.
وفي الوقت ذاته يدرس مدعون فرنسيون شكوى قدمت في نيسان الماضي ضد ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان.
وقال محامون: إن المحاكم الفرنسية مختصة بالنظر في القضية وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب.
والنظام السعودي بالتحالف مع بعض الدول بينها الإمارات يشن عدواناً مستمراً على اليمن منذ آذار عام 2015 تسبب بإزهاق أرواح عشرات آلالاف من الضحايا المدنيين ودمار وخراب هائلين فى البنية التحتية لليمن ولا سيما الصحية منها، إضافة إلى انتشار المجاعة والأوبئة، وخاصة الكوليرا.