استعداداً للمشاركة في يوم الثقافة عماد جلول: عروض مسرحية في كل المحافظات
أنهت مديرية المسارح والموسيقا استعداداتها للمشاركة في احتفالية يوم وزارة الثقافة، وقد أكد مدير المسارح والموسيقا عماد جلول أن المشاركة في فعاليات متعددة من قبل مديرية المسارح والموسيقا هي حصيلة جهد وتعب بُذِل منذ نهاية احتفالية العام 2017، خاصة وأن التحضير لعمل مسرحي يتطلب جمع عدة فرق مسرحية في توقيت واحد يتطلب جهداً مضاعفاً، مبيناً أن الإصرار كان منذ ذلك الوقت وبناء على توجيهات وزير الثقافة على إنتاج عروض مسرحية جديدة تزامناً مع احتفالية الوزارة، ولم ينكر جلول أن المهمة كانت صعبة في إنتاج عدة عروض مسرحية وعرضها في توقيت واحد على خشبات مسارحنا: الحمراء والقباني ومجمّع دمر الثقافي ومسرح العرائس، لأن ذلك يحتم تفرغ عدد كبير من الفنانين للمشاركة فيها في ذروة العمل الدرامي تحضيراً لموسم رمضان التلفزيوني، ولذلك يوجه جلول التحية والشكر لكل الفنانين الذين التزموا العمل مع مديرية المسارح والموسيقا على حساب عملهم في الدراما التلفزيونية.
توسع جغرافي
ويوضح جلول أن تقديم عروض مسرحية في كل المحافظات السورية عبء كبير لكنه ممتع، مشيراً إلى التوسع الجغرافي في تقديم هذه العروض المسرحية لتشمل معظم المحافظات السورية، حيث من المقرر أن تشارك محافظتا درعا وحماة على الرغم من عدم وجود مسرح قومي فيهما من خلال مشاركة فرقة أزرع للفنون الشعبية بإشراف غازي العماري في درعا وعرض للمخرجة كاميليا بطرس بعنوان “حكاية المولود الجديد” تأليف جوان جان في حماة التي سيؤسَّس فيها وفي مدينة درعا قريباً فرقتان للمسرح القومي، مع إشارته إلى أنه سيُقَدَّم في بعض المحافظات أكثر من عرض مسرحي وعدة فعاليات أخرى، منوهاً إلى أن مشروع مسرح الشباب سيُستَكمَل أيضاً ضمن هذه الاحتفالية من خلال تقديم عرضين في طرطوس لمجد مغامس وإيناس حسينة، مؤكداً جلول أنه لم يكن هناك شروط على العروض المشاركة في الاحتفالية سوى الالتزام بهذا التوقيت للانطلاق بتوقيت واحد، علماً أن العروض خضعت لتقييم اللجان الموجودة في المديرية كالمعتاد، أما بالنسبة لعروض مسرح دعم الشباب فهي عروض سبق وأن حققت شروط هذا المشروع، منوهاً إلى أن مديرية المسارح والموسيقا أنجزت للاحتفالية وضمن المتاح مجموعة من العروض دون أن تتدخل المديرية في عناوينها ومضامينها، حيث اعتادت المديرية أن يُترَك المجال للمخرج مدير العمل وقائده حرية تقديم العمل المسرحي الذي يختاره، وهذا أمر طبيعي تتعامل على أساسه المديرية مع كل الفنانين إيماناً منها بأن من حق الفنان اختيار النص الذي يناسبه.
في دمشق من المحافظات
ويشير جلول أيضاً إلى أن المديرية سعت خلال هذه الاحتفالية لاستقدام مسرحية من اللاذقية هي “جيوفرينيا” تأليف علي يونس إخراج جماعي بإشراف ريهام التزه، ومن الحسكة مسرحية “عويل” إخراج إسماعيل خلف ليتم تقديمهما في دمشق، وفي الوقت ذاته تقوم المديرية بين فترة وأخرى بإرسال فرق من دمشق لتقديم عروضها في المحافظات كانت آخرها مسرحية “حفلة على الخازوق” إخراج زيناتي قدسية التي قُدِّمت في مدينة حمص.
وعن سبب غياب الندوات المسرحية ضمن الاحتفالية يبيّن جلول أن المديرية وبعد نقاش طويل ارتأت أن تُقدَّم هذه الندوات ضمن فعالية خاصة بها، خاصة وأن المسارح خلال الاحتفالية ستكون مشغولة بديكورات المسرحيات المعروضة، من هنا فضّلت المديرية إقامة فعالية مستقلة لها خارج نطاق احتفالية يوم وزارة الثقافة.
عروض سورية منافسة
ولأن مديرية المسارح والموسيقا تشارك في المهرجانات المسرحية التي تقام خارج سورية يشير جلول إلى مشاركة مسرحية “تصحيح ألوان” إخراج محمد سامر إسماعيل في مهرجان قرطاج الذي سيقام الشهر القادم إلى جانب مشاركة أخرى لعرض مسرحي آخر في مهرجان الهيئة العامة للمسرح الذي سيقام في مصر، مبيناً أن كل الملتقيات والمهرجانات والندوات مهمة لمسرحيينا، وهي فرصة للاطلاع على تجارب الآخرين وتبادل وجهات النظر وتحقيق اللقاء بين أبناء المهنة الواحدة، مؤكداً أن العرض السوري يضع بصمته في أية مشاركة ويُحسَب له حساب، وقد نالت عروضنا المسرحية جوائز عديدة في الكثير من المهرجانات على الرغم من أن الحرب على سورية قد أثّرت على المشاركات المسرحية فيها، حيث خفَّ عدد هذه المشاركات، لكن ومع هذا الحصار الذي تعرضت له سورية استطاعت العروض المسرحية أن تشارك في بعض هذه المهرجانات ونجحت في منافسة أهم العروض المسرحية العربية وتفوقت عليها في بعض الأحيان، وغالباً ما تحظى بأكبر الاهتمام من قِبل الجمهور، خاصة وأنها أعمال تُقدَّم باللهجة السورية التي أصبحت منتشرة بشكل كبير، لذلك تبدو هذه العروض مفهومة، وهذا يسهل عملية التواصل معها ويقربها من الجمهور، إضافة إلى أن الموضوعات المطروحة صالحة لكل المجتمعات العربية، وهذا برأيه يؤكد أن تجربة المسرح السوري تجربة متميزة، وهذا ما يمكن تلمسه حين مشاهدة ما يتم تقديمه من عروض في هذه المهرجانات، والسبب برأي جلول يعود لتاريخ المسرح السوري العريق ولإصرار المسرحي السوري على الإبداع وتقديم الأفكار الجديدة دون الاستسلام لواقع الحرب، والدليل أن كل من راقب بشكل حسابي الجمهور المسرحي الذي توافد على مسارحنا خلال الحرب يلاحظ ازدياد عدده في أقسى الظروف التي مررنا بها، وهذا يثبت أن المديرية تقدم له ما يسعده ويفيده في زمن الحرب ورغبة منه بالخروج من مآسيها باتجاه الثقافة، وبالتالي فإن هذا الجمهور الكبير الذي أخلص للمسرح السوري قابله أيضاً بإحساس عالٍ بالمسؤولية من قبل مخرجينا وفنانينا من خلال تقديم أعمال مسرحية مدروسة بشكل جيد، وبالتالي فإن من يراقب عمل المديرية خلال الحرب يدرك أنها لم تتوقف عن تقديم أعمال مسرحية، لتكون الذروة في العامين 2017 و2018.
عروض لكبار مسرحيينا
وعن خطة عمل مديرية المسارح للعام 2019 يقول مدير المسارح أن الخطة تقوم على تقديم عروض لكبار مسرحيينا تكريماً لهم، منهم محمد الطيب وحسين إدلبي وعروض أخرى للمخضرمين والشباب، مبيناً جلول أن الباب مفتوح منذ اليوم لتقديم واستقبال طلبات عروض مسرح دعم الشباب، موجهاً دعوة لخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية لتكون لهم الحصة الأكبر.
وأكد جلول على أن احتفالية يوم وزارة الثقافة تحولت إلى مهرجان ثقافي دائم وسنوي تشارك فيه كل مديريات وزارة الثقافة بعد تحضيرات كثيرة وكبيرة، لتكون الاحتفالية قيمة مضافة لعمل وزارة الثقافة إلى جانب مهرجانات وفعاليات عديدة تقوم بها، موجهاً الشكر للإعلام الشريك الأساسي في نجاح أي عمل لإيصال صوت المديرية والتعريف بأعمالها بهدف تحقيق التواصل مع الجمهور، مشيراً إلى أن المديرية اليوم تستعد لإقامة مهرجان مسرح الطفل خلال العطلة الانتصافية.
أمينة عباس