الخيال للتغلب على المخاوف
يستخدم المعالجون النفسيون كثيرا أسلوبا يشمل تعريض المرضى لمصدر خوفهم حتى يتغلبوا عليه، لكن دراسة جديدة تقول إن تخيل مصدر الخوف تحت التوجيه قد يكون بنفس الفاعلية. وتعتمد الطريقة التقليدية على إثارة نشاط مناطق في المخ تشارك في عمليات الإدراك والذاكرة والتعلم والتخيل.
وأوضح الباحثون في الدراسة الجديدة، أن التأثير نفسه يحدث عند “محاكاة” مصدر الخوف باستخدام الخيال. ومن أجل اختبار مبدأ تخيل الخوف، أجرى الباحثون تجربة شملت 68 متطوعا وربطت بين سماع صوت معين والتعرض لصدمة كهربائية بسيطة، وعرّض الباحثون المتطوعين مرارا لصوتين تزامن أحدهما مع صدمة كهربائية، في النهاية كان الصوت كافيا لإحداث رد فعل الصدمة.
وصور الباحثون أمخاخ المتطوعين بتقنية الرنين المغناطيسي، كما قاست أجهزة استشعار رد الفعل بجلد أذرع المتطوعين، وقالت دانييلا شيلر، الأستاذة المساعدة في الطب النفسي إنهم وجدوا أن “العلاج بالتعرض (لمصدر الخوف) سواء كان حقيقيا أم متخيلا (ينشط) شبكة في القشرة الجبهية الأمامية للمخ”. وأضافت، في الدراسة التي نشرتها دورية نيورون، أنه يمكن العمل على إضعاف هذه الشبكة لدى الأشخاص الذين يعانون اضطرابات القلق.
وقال روبرت هوداك الأستاذ المساعد في الطب النفسي إن المعالجين يستخدمون بالفعل العلاج بالتخيل حتى من دون الدليل على أنه يسبب نفس التغيرات بالمخ. وضرب مثلا لشخص ينزع المقابس الكهربية جميعا في المنزل قبل الخروج خشية أن يشب حريق. وأضاف أن جعل الشخص يتخيل ترك منزله مرارا دون نزع القوابس قد يؤدي في النهاية لتخلصه من خوفه من اندلاع حريق.