أخبارصحيفة البعث

ماي في ورطة.. والاتحاد الأوروبي يوافق على اتفاق “بريكست”

بعد نحو 18 شهراً من المفاوضات المعقّدة، وافق قادة الدول الأوروبية الـ 27، أمس بعد قمة استثنائية عقدت في بروكسل واستمرت أقل من أربع ساعات، على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فيما أعلن الحزب “الوحدوي الديمقراطي” في إيرلندا الشمالية، الداعم الرئيسي لحكومة تيريزا ماي، أنه سيعيد النظر في دعمه لها إذا أقرّ البرلمان خطتها لاتفاق “بريكست”.

قادة الاتحاد الأوروبي صدّقوا، بعد تجاوز الخلاف بين بريطانيا وإسبانيا حول منطقة جبل طارق، على وثيقتين مهمتين، هما اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو وثيقة تقع في 585 صفحة تحدّد شروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى البيان السياسي، الذي يحدّد العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد الخروج، مثل التبادل التجاري والتعاون الأمني بين الطرفين.

الاتفاق لن يصبح ساري المفعول إلا بعد مصادقة مجلس العموم البريطاني، وهي مهمة لن تكون سهلة بالنسبة لرئيسة الوزراء البريطانية، لأن أحزاب العمال والديمقراطيين الأحرار والوطني الاسكتلندي والديمقراطي الوحدوي تعتزم كلها التصويت ضد الاتفاق، إضافة إلى العديد من نواب حزب المحافظين الحاكم الغاضبين على رئيسة الوزراء.

الحزب الوحدوي الديمقراطي في إيرلندا الشمالية، الداعم الرئيسي لحكومة ماي، أعلن في أعقاب الموافقة الاوروبية على الاتفاق أنه “سيعيد النظر” في دعمه للحكومة إذا أقر البرلمان خطتها بخصوص اتفاق بريكست مع الاتحاد الأوروبي.

ولفتت فوستر إلى أن “اتفاق “الثقة والدعم لا يزال سارياً”، في إشارة إلى إجماع حزبها على دعم حكومة ماي مقابل زيادة مبدئية في ميزانية إيرلندا الشمالية قدرها مليار جنيه استرليني، وتابعت: “ولكن، إذا وصلنا لوضع يوافق فيه البرلمان على دعم الاتفاق، سنضطر إلى إعادة النظر في اتفاق الثقة والدعم”، وأضافت: “أعتقد أننا يجب أن نستغل الوقت للبحث عن طريق ثالث، طريق مختلف، طريق أفضل”.

يشار إلى أن أعضاء البرلمان البريطاني العشرة في “الحزب الوحدوي الديمقراطي”، قد دعموا حكومة ماي منذ خسارتها الأغلبية البرلمانية في انتخابات مبكرة كارثية عام 2017.

وكانت ماي استبقت من جهتها القرار الأوروبي برسالة إلى الشعب البريطاني، قالت فيها: “إن اتفاق بريكست هو من أجل مستقبل أفضل يسمح للبريطانيين بانتهاز الفرص التي تنتظرهم”، مناشدة إياهم دعم “اتفاق الطلاق”، معلّلة ذلك بأنه أفضل ما يمكن التوصل إليه بين الطرفين، وبأنه يحترم نتيجة الاستفتاء الشعبي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ووصفت ماي الاتفاق بعد الموافقة عليه بأنه “الوحيد الممكن”، وقالت: “إذا كان الناس يعتقدون أنه يمكن إجراء مزيد من المفاوضات فالأمر ليس على هذا النحو: إنه الاتفاق المطروح وهو أفضل اتفاق ممكن”.

وكان البريطانيون قد صوّتوا في استفتاء تاريخي أجري في الثالث والعشرين من حزيران عام 2016 لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، وأيد نحو 52 بالمئة منهم هذا الخروج.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبر خلال القمة في بروكسل أن بريكست يشكّل دليلاً على أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى “إعادة تأسيس”، وقال: “إنها لحظة حرجة للاتحاد الأوروبي.. إن هذا يكشف أن الاتحاد الأوروبي يعاني ضعفاً، لكنه قابل للتحسين”، على حد تعبيره.

رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي قال من جانبه: “أعتقد أن تيريزا ماي بذلت جهوداً كبيرة من أجل اتفاق جيد، وبالنسبة للاتحاد الأوروبي إنها نتيجة مقبولة”. ووصف رئيس المفوضية الأوروبية جون كلود يونكر قبل الاجتماع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأنه “مأساة” ويوم حزين، فيما اعتبر رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار أن الاتفاق وفّر “الشروط لخروج سلس”.