رياضةصحيفة البعث

استقالات المدربين في الدوري الكروي بين سوء الإدارة وضعف التخطيط

ناصر النجار

تتوالى استقالات المدربين في الدوري الكروي الممتاز أسبوعاً بعد آخر، ما يدل على سوء العمل الإداري وضعف التخطيط، ولنتأكد أن أغلب أنديتنا تعيش حالة من الفوضى في كل شيء، ما ينذر بعواقب وخيمة عليها وعلى كرتنا، وللأسف لم يكن هذا الموسم استثناء في هذه العادة القبيحة، بل هي استمرار للمواسم السابقة، وقد كانت أرقام الاستقالات كبيرة تتجاوز ثلاثين مدرباً في كل موسم.
ورغم أن الأندية دأبت على التغيير والتبديل بشكل دائم، إلا أن الكثير من هذه التبديلات لم تحقق الفائدة منها لأن المشكلة لم تكن بالمدرب بقدر ما كانت بالمشاكل الإدارية والمالية التي تعاني منها الأندية، والمتابع لمباريات هذا الموسم، وقد وصلنا إلى الأسبوع التاسع مع بعض المباريات المؤجلة، يجد أن الاستقالات طالت نصف فرق الدوري الممتاز ولما يمض ثلث الدوري بعد، فكيف بنا عندما تشتد منافسات الصدارة والهروب من الهبوط.

الملاحظ أن كل الأندية التي بدّلت مدربيها هذا الموسم تعاني من أزمات إدارية ومالية كبيرة، ما يعني أن الاستقرار الإداري والمالي في الأندية يؤدي إلى استقرار فني، وهو الخطوة الأولى في بناء كرة القدم الصحيحة.

أول الأندية التي تعثرت فنياً هذا الموسم كان نادي الوحدة فبدّل خمسة مدربين، كان أولهم ماهر بحري الذي طار من النادي بغمضة عين دون أن يوقفه أحد لعدم وجود شرط جزائي يلزمه بالبقاء أو الاستئذان، وهذا أحد أخطاء إدارات أنديتنا، وتم تعيين المدرب المساعد مازن زيتون، ثم عساف خليفة فدرب ومرن الفريق، لكنه لم يقده في أية مباراة لتأجيل الدوري، ثم تمت الاستعانة بالمدرب المساعد محمد غريبة في مباراتين، ومع استلام الإدارة الجديدة مهام النادي قامت بتعيين مدرب رسمي للفريق فوضعت ثقتها بالمدرب ضرار رداوي.
حطين الذي يعاني من أزمة مالية خانقة وتسيّره لجنة مؤقتة لتأخر المكتب التنفيذي بتشكيل إدارة أو الدعوة إلى الانتخابات، تعرّض لخسارات متلاحقة أولها إقالة المدرب عبد الناصر مكيس وتعيين سليم جبلاوي الذي خسر أول مبارياته أمام الاتحاد بهدف دون مقابل.
فريق الجيش غيّر مدربه أحمد عزام بعد الخسارة أمام الوثبة واستعان بمحمد عقيل ليتابع المهمة، وقيل إن التغيير كان مفاجئاً، وربما كان وراء الأكمة ما وراءها!.
عفرين أقال مدرب الفريق أحمد هواش مبكراً بعد ثلاث مراحل، وعيّنت الإدارة بديلاً عنه أنس صاري الذي استقال أيضاً، ولم يحصل النادي على أية فائدة من هذا التغيير لأنه يعيش في قلب العاصفة ضمن مشاكل وأزمات كثيرة وكأنه في الدوري الممتاز لبس ثوباً أكبر بكثير من مقاسه.
تعثرت نتائج فريق الفتوة فتمت إقالة أنور عبد القادر، وعيّن أحمد الجلاد مع وليد عواد، وهنا كان التغيير معقولاً لأن نتائج الفريق تحسنت.

الثلاثاء الماضي كان يوم القربان بالمدربين فاستقال مدرب النواعير خالد حوايني، ومدير الفريق محمد زكدوحة، وأقالت إدارة نادي الكرامة مدربها عبد القادر الرفاعي، والقائمة لن تنتهي عند الرفاعي، فهناك استقالات وإقالات قادمة.
أخيراً السؤال الذي نوجّهه لإدارات الأندية: “لماذا تقيلون مدربين أنتم من اختارهم قبل الدوري، ألم تحسنوا الاختيار أم في الموضوع إنّ”؟!.