عزل 22 منطقة في الضفة.. ومليون فلسطيني محاصرون بالجدار
تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي إقامة جدار الفصل العنصري، الذي باشرت بناءه في الثالث والعشرين من حزيران 2002، والذي يبلغ طوله 770 كم، بينها 181 كم في الجزء المحيط بالقدس المحتلة، وبارتفاع يصل إلى ثمانية أمتار.
وفي هذا السياق، يقول رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف: “يعد الجدار العنصري إحدى أدوات الاستيطان الخطيرة التي تهدف إلى التهام الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث حوّل القرى والبلدات إلى مناطق معزولة عن بعضها، كما أقيم هذا الجدار في المناطق الغنية بالمياه والحقول بهدف سلبها، ومنع الفلسطينيين من الوصول إليها، وتجريدهم من ثرواتهم الطبيعية، التي أصبحت في حكم المصادرة لأنها تقع خلف الجدار، ومن أمثلة ذلك مناطق الأغوار وقلقيلية وطولكرم وبيت لحم”، وأكد أن الجدار عزل 22 منطقة في وسط وشمال الضفة، وحوّلها إلى مناطق معزولة عن بعضها، وربطها الاحتلال بما تسمى الطرق الالتفافية التي بات يزيد طولها على 1400 كم، وهي طرق أقيمت لخدمة المستوطنين الإسرائيليين، وتمّ إلغاء الطرق التاريخية التي يسلكها الفلسطينيون، مشيراً إلى أن الجدار العنصري فتت الجغرافيا الفلسطينية، وخنق القدس المحتلة، وعزل بلداتها، ومن أمثلتها مخيم شعفاط والتجمعات المحيطة بالقدس، وذلك بهدف تنفيذ ما يسميه الاحتلال مخطط “القدس الكبرى الاستيطاني”.
فيما أوضح الخبير في شؤون الاستيطان جمال جمعة أن جدار الفصل العنصري عزل البلدات الفلسطينية، وأقام طرقاً خاصة لتنقّل المستوطنين على حساب الأراضي الفلسطينية، لافتاً إلى أنه لا يمكن فصل الجدار عن الاستيطان والطرق الالتفافية التي أقيمت للمستوطنين، فكلها تهدف للسيطرة على الأرض الفلسطينية وحصار الفلسطينيين في مناطق معزولة، وأكد أن الدخول لأي مدينة فلسطينية في الضفة يتم عبر حاجز أقيم بفعل جدار الفصل العنصري الذي أقيم في قلب الضفة، مشيراً إلى أنه في بعض المناطق في الضفة والقدس قسّم جدار الفصل العنصري القرية الفلسطينية إلى قسمين، وهناك تجمعات فلسطينية عزلها الجدار عن بقية المدن الفلسطينية، وأشار إلى أن الاحتلال يهدف من الجدار بالأساس إلى تحجيم وجود الفلسطينيين، وتهجيرهم من أرضهم، ومحاربة الديموغرافيا الفلسطينية، موضحاً أن الاحتلال أنهى ما نسبته 80 بالمئة من جدار الفصل العنصري.
ووفق تقارير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن 37 بالمئة من القرى الفلسطينية فقدت أراضيها بعد أن تمّ عزلها بجدار الفصل، وتوقّفت الزراعة المروية بنسبة 50 بالمئة من الأراضي الزراعية في الضفة لأنه لا يمكن الوصول إلى هذه الأرض وريها بفعل جدار الفصل العنصري الذي أقامه الاحتلال على مداخل تلك الأراضي.
على صعيد متصل، قال تقرير حقوقي فلسطيني: “إن الاحتلال صادر أراضي الفلسطينيين في 180 تجمعاً من شمال الضفة حتى جنوبها بهدف إقامة جدار الفصل العنصري، الذي تسبب بمعاناة يومية لأكثر من مليون فلسطيني، وبسرقة 200 مليون متر مكعب من المياه، وحرم كذلك الفلسطينيين من الاستفادة من المياه، ودمّر الطبيعة والجغرافيا الفلسطينية”.
واعتبرت محكمة العدل الدولية في التاسع من تموز عام 2004 إقامة الاحتلال جدار الفصل العنصري على الأرض الفلسطينية المحتلة مخالفة للقانون الدولي، وطالبته بوضع حد لانتهاكاته للقانون الدولي، ووقف إقامة الجدار، إلا أن الاحتلال تجاهل هذا القرار، وواصل إقامته إلى أن وصل إلى وضعه الحالي من نهب للأرض الفلسطينية وحصار وجود الفلسطينيين على أرضهم في ظل تجاهل المجتمع الدولي لممارسات الاحتلال العنصرية.
بالتوازي، واحتجاجاً على سياسات الاحتلال، يواصل الأسير الفلسطيني محمود عطا الله إضرابه المفتوح عن الطعام منذ 15 يوماً ضد سياسة العزل المتواصلة التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحقه منذ أكثر من خمسة أشهر، وذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أن عطا الله موجود حالياً في سجن عسقلان وبدأ، أول أمس، الامتناع عن تناول الماء، وهو بوضع صحي آخذ بالتدهور بسبب معاناته من جرثومة بالمعدة ومن آلام بالمفاصل وهزال عام بالجسم، ولفتت إلى أن الأسير عطا الله من مدينة نابلس بالضفة الغربية، وأمضى 17 عاماً لغاية الآن داخل سجون الاحتلال وسط ظروف صعبة، وتمّ نقله مؤخراً بين العديد من أقسام العزل في السجون.
كما اقتحم 46 مستوطناً المسجد الأقصى المبارك، بحماية من قوات الاحتلال، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، فيما شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات وتفتيش لمنازل الفلسطينيين في مدن قلقيلية ورام الله والخليل ونابلس بالضفة الغربية، واعتقلت عشرة فلسطينيين.
إلى ذلك، أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح وبحالات اختناق جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين بالرصاص الحي وقنابل الغاز السام شمال غرب مدينة غزة، وقالت مصادر طبية فلسطينية: “إن زوارق الاحتلال فتحت نيران أسلحتها الرشاشة، وأطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز السام صوب قوارب تحمل متظاهرين سلميين قبالة شاطئ منطقة الواحة شمال غرب المدينة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة فلسطينيين بالرصاص الحي والعشرات بالاختناق تم علاجهم ميدانياً من قبل الطواقم الطبية المتواجدة في المنطقة”.