أخبارصحيفة البعث

“تشرين بين الوسام والحسام” في ندوة بدمشق

 

دمشق- طلال الزعبي:

في ذكرى الحركة التصحيحية المباركة، التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد، والانتصارات التي تحققت في ظلّها، وعلى رأسها حرب تشرين التحريرية، أقام مكتب الثقافة والإعلام في المكتب التنفيذي لنقابة المعلمين ندوة تحت عنوان: “تشرين بين الوسام والحسام”، حاضر فيها عضوا المكتب التنفيذي لاتحاد الكتّاب العرب الدكتور علي دياب، والدكتور اللواء جابر سلمان.
ففي البداية تحدّث الدكتور سلمان عن حرب تشرين التحريرية وما أحدثته من نقلة نوعية، وركّز على دور الإعداد والتجهيز والعمل على توحيد العرب ولمّ شملهم، والتنسيق مع القادة العرب، وإقامة العلاقات الوثيقة مع الدول الصديقة في صناعة النصر، والذي جاء نتيجة للحركة التصحيحية التي صحّحت المسار، وأضاف: وحّد التصحيح الشعب، بينما تولى انتصار تشرين توحيد صفوف الأمة كلها خلف سورية، وأزال الانقسامات التي كانت تعيق التضامن العربي، مشيراً إلى دور حرب تشرين في تعزيز ثقة المواطن العربي بقدرته على مواجهة الضغوط والأزمات، والانتقال من حالة التفكك والضعف إلى حالة الوحدة والقوة، واستعادة الإرادة بعد نكسة حزيران عام 1967.
وتناول الدكتور سلمان الأساليب التي استخدمتها الدوائر الخارجية في نسف حالة التضامن التي تشكّلت بعد انتصار تشرين، حيث عمدت إلى افتعال الأزمات بين الدول العربية وإثارة الفتن، مشيراً إلى الشرخ الكبير الذي صنعه أنور السادات في الشارع العربي عندما عمد إلى توقيع صك استسلام منفرد مع العدو الصهيوني، الأمر الذي نقل الضغط بالكامل إلى الجبهة السورية، وأدّى إلى هرولة بعض العرب إلى عقد اتفاقيات مماثلة مع الكيان الصهيوني، ما مهّد لتشكّل محور المقاومة، الذي صنع انتصارات عظيمة على الكيان الصهيوني عام 2000 و2006، وكانت سورية قلبه والحاضن الأساس له، وبالتالي كان لا بدّ من استهدافها بحرب كونية جيّرت قوى العدوان لها كل الطاقات البشرية والإعلامية والتسليحية، مؤكداً أن المرحلة القادمة ستكون أكثر إشراقاً بفضل انتصارات جيشنا العربي السوري، نتيجة لتحقق معادلة “الشعب والجيش والقائد” التي أثبتت صوابيّتها في مواجهة أعتى الحروب التي شهدها العالم الحديث.
من جانبه، تحدّث الدكتور دياب عن أهمية العلم والمعلمين في بناء المجتمعات القوية القادرة على تخريج المبدعين في كل المجالات، جاعلاً ذلك أساساً لصناعة جيش قوي صلب قادر على تحقيق الانتصارات، وأشار إلى أن العدوّ واحد دائماً حتى لو اختلفت الأدوار والأدوات، فالتنظيمات الإرهابية هي صنيعة الصهيونية العالمية التي مازلنا نحاربها، وهي ذاتها التي طالما حذّر منها القائد المؤسس حافظ الأسد، وأشار إلى دورها الواضح في خدمة الكيان الصهيوني، فقد أكد مراراً أن تنظيم “الإخوان المسلمين”، إنما هو أداة في يد الصهيونية العالمية، حيث عمل الغرب دائماً على تعويم هذا التنظيم، مستشهداً على ذلك بخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البرلمان المصري عام 2009، حيث كان الخطاب موجّهاً نحو دعم هذا التنظيم والترويج له على أنه تنظيم قادر على العودة بالمجتمعات العربية إلى حالة القوة.
وأكد الدكتور دياب الدور العظيم لقوى المقاومة في تحقيق الانتصار على العدو الصهيوني، وعلى الجماعات الإرهابية المدعومة منه، وأن هناك أنظمة عربية أنشئت أساساً في المنطقة العربية بدعم من الصهيونية العالمية لتكون عائقاً أمام تحقيق الانتصارات، مشيراً إلى دور النظام السعودي الواضح في ذلك، وتعهُّد عبد العزيز آل سعود بحماية “إسرائيل”، وبث الفرقة بين كل من سورية ومصر والعراق لمنع اجتماعها على محاربة هذا العدو، وإلى دور ممالك الخليج في الحرب التي شنّت على سورية والعراق من التنظيمات الإرهابية، ثم فُتح المجال للمداخلات، والتي ركّزت على مصير العلاقات العربية العربية بعد الأحداث الأخيرة في المنطقة ونزوع بعض الأنظمة إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما تطرّقت إلى دور الإعلام في إبراز الحقائق، ودور الإعلام السوري في تحقيق النصر، ودعت للتخلص من النواقص الموجودة في المجتمع العربي وتحكيم العقل في قراءة الأحداث بعيداً عن النظرة الضيّقة، وتحصين المجتمعات، والتمسك بأساس الدين والابتعاد عن الشوائب، مؤكدة أن الغرب يعمل دائماً على تغذية الخلافات حتى لا تقوم للأمة قائمة.