اقتصادصحيفة البعث

الأمراض ترهق المربين.. والزراعة تطمئن بعدم انتشار “الوبائية”

دمشق – فداء شاهين

بعد نجاح وزارة الزراعة في السيطرة وكبح انتشار مرض الحمى القلاعية “الجدري” بين القطعان يبقى التحدي في مواجهة الأمراض الجديدة التي بدأت تظهر مؤخراً عبر إيجاد العلاج والوقاية الصحية، ولاسيما أنها باتت عبئاً يرهق المربين لجهة الخسائر الكبيرة، في وقت لم تتم معرفة أسباب نفوق الولادات الحديثة للأبقار بعد أسبوع أو شهر، ونفوق الأمات منها عند الولادة، إلى جانب حالات التهاب الضرع، والشلل، التي وقف الطبيب البيطري دون معرفة أسبابها، وبالتالي يبقى المربي ضحية “قلة الحيلة” أمام إنقاذ باب رزقه.

ويتطلب تشجيع المربين للعودة إلى تربية قطعان الثروة الحيوانية وزيادة أعدادها بعدما انخفضت أعداد الثروة الحيوانية إلى حدود من الصعب معرفتها بدقة، إلا أن التحديات تزداد أمام المربين، فإضافة إلى النفوق عدم استقرار أسعار الأعلاف والتي ارتفعت مؤخراً 500 و400 و 600 ليرة على ثمن الكيس الواحد ونقص مادة الشعير وانخفاض أسعار الحليب وصعوبة التسويق، كما أن اللقاحات من أجل المواليد يتقاضى البيطري الأجور من المربي.

وأجرت وزارة الزراعة بحسب مدير الصحة الحيوانية في الوزارة الدكتور حسين السليمان اختبارات مصلية في مخابر مديرية الصحة بلغت 18243 عينة مختلفة، في حين بلغت في المخابر الفرعية بالمحافظات 572 عينة، هذه الاختبارات تكشف عن كافة المسببات المرضية للعينات سواء كانت منتجات حيوانية “منتجة محلياً ومستوردة” أم مفرزات حيوانية “الدم، براز، بول” مسحات وبائية، علماً أنه يتم أخذ المفرزات من مناطق معينة التي يظهر فيها المرض وأخرى عشوائية وتبيّن أنه لا يوجد انتشار لأي أمراض وبائية وسارية.

وبيّن سليمان أن اللقاحات توزع مجاناً وكان يوجد قبل الأزمة سيارات ودراجات نارية للخدمات البيطرية إلا أنها توقفت هذه الخدمات أثناء الأزمة، كما توقفت الوحدات البيطرية المتنقلة وفي حال كان يوجد مسافة للوصول إلى المربين فيتقاضى الأجور مقابل إيصال اللقاح من أجل المواليد فقط، أما في حال نقل المربي الأبقار أو القطيع إلى الوحدة الإرشادية فلا يوجد أي تكاليف، علماً أن المديرية تنتج 72 % من اللقاحات المحلية وتوزع مجاناً، خاصة للحيوانات الكبيرة وللدجاج المنزلي مجاناً، و9 أنواع لقاحات للدواجن توزع بأسعار التكلفة، في حين يتم استيراد 30% من اللقاحات سنوياً بتكلفة 2 مليار ليرة سورية.

وأشار سليمان إلى أنه ضمن خطة التدريب الداخلي السنوية للعام 2018 نفذت المديرية دورة تدريبية مركزية بعنوان /الاختبارات المصلية/، وذلك للتقصي عن أمراض الثروة الحيوانية ولرفع كفاءة الأطباء البيطريين العاملين في المخابر البيطرية وتعزيز القدرات التشخيصية المخبرية، في وقت تقدم المخابر البيطرية المركزية والفرعية في جميع المحافظات الخدمات التشخيصية المخبرية مجاناً لمربي الثروة الحيوانية، كما تعمل هذه المخابر على إجراء الاختبارات الخاصة بالمنتجات الحيوانية الموردة للقطر والمعدة للتصدير، إضافة إلى الاختبارات المتعلقة بالمسوحات المصلية والدراسات الوبائية وتقييم مستوى الأجسام المناعية بعد التحصين، حيث تناولت الدورة عدداً من المواضيع تتمثل في المناعة عند الحيوانات وطرق نقل وجمع وحفظ العينات المخبرية والأمن الحيوي وطرق التقصي والكشف والسيطرة على أمراض التوكسوبلازما والبروسيلا والحمى القلاعية، إضافة إلى تطبيق عملي على اختبارات الاليزا وتثبيت المتممة والروزبنغال واستخداماتها في تشخيص الأمراض الحيوانية.

وشارك في هذه الدورة عشرين طبيباً بيطرياً من المديريات المركزية ومديريات الزراعة بالمحافظات ومشاركين من مؤسسة الآغا خان للتنمية ونقابة الأطباء البيطريين والهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية.