روحاني: واشنطن عرضت الحوار 11 مرّة.. ورفضنا
كشف الرئيس الإيراني حسن روحاني أن أميركا طلبت الحوار المباشر مع إيران 8 مرّات العام الماضي، والحوار غير المباشر 3 مرات العام الجاري”، مشيراً إلى أن إيران رفضت ذلك، وأضاف، خلال مراسم يوم الجامعي في جامعة سمنان للعلوم الطبية، “قُبيل التوصل إلى الاتفاق النووي كان العالم يدين إيران واليوم يدين أميركا، والرئيس الأميركي دونالد ترامب يعد مهزوماً في مجلس الأمن الدولي”، وتابع: إن “أميركا أرادت وأعلنت نيتها بحرمان إيران من صادرات النفط والتبادل التجاري مع العالم وفرض العزلة عليها في المنطقة، وقالت: “إن لها أهدافاً في المنطقة ستحققها، إلّا أن شعبنا العظيم أثبت في كل ساحات المواجهة بأنه هو المنتصر النهائي فيها”.
ولفت الرئيس روحاني إلى أنه “على أميركا أن تعلم بأننا سنبيع نفطنا وليس بإمكانها أن تمنعنا من ذلك، وفيما لو أرادت أن تفعل ذلك يوماً فسوف لن يصدّر أي نفط”، كما أكد على أن “أميركا غير قادرة على قطع علاقات إيران التجارية مع المنطقة والعالم، وعليها أن تعلم أن طهران ستصون وتعزّز علاقاتها الثقافية والاقتصادية والسياسية مع دول المنطقة والجوار والدول الإسلامية والعالم”.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بأن بيع النفط يشكل محور القناة المالية لأوروبا مع إيران، وقال: سنواصل بذل جهودنا مع الأوروبيين، ونرى بأن الأوروبيين يسعون للارتباط مع إيران، ويعتقدون بأن تنفيذ الاتفاق النووي ضروري لأمنهم، لذا فإن عليهم دفع الثمن لتوفير أمنهم وتنفيذ الاتفاق.
وأكد ظريف أن طهران على اتصال تقني مع أوروبا لإقرار الآلية المالية الخاصة، ومن المقرر أن يقوم الاوروبيون بتدشينها كخطوة أولى وقد بذلوا جهوداً في هذا السياق، لكن يبدو أنهم يتخذون جانب الحيطة أكثر مما ينبغي لانهم يريدون الاستفادة من منافع الاتفاق النووي من دون دفع ثمن لإزالة هواجسهم الأمنية، وهو أمر ليس ممكناً، وأعرب عن أمله بأن نسمع أنباءً جيدة خلال الأيام القادمة.
وبشأن الموقف الأمريكي الرافض للاتفاق، رد ظريف مجدداً على تغريدة نظيره الأمريكي مايك بومبيو حول الاختبارات الصاروخية الإيرانية، وخاطبه بالقول: اقرأ القرار 2231 جيداً ثم تكلم، وأضاف: إن بومبيو لا يقيم أي اعتبار لقرار مجلس الأمن، ولا نتوقّع منه أكثر من ذلك، وأشار إلى أن إيران لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، كما أن الصواريخ الإيرانية لم تصنع لحمل الرؤوس النووية وإنما الرؤوس التقليدية.
يأتي ذلك فيما أعربت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، عن قلقها إزاء حالات إعادة النظر في اتفاقيات دولية مهمة للعالم، في إشارة ضمنية إلى انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الموقّع مع إيران، محذّرة من أن ذلك يؤدي لسيادة شريعة الغاب بدلاً من سيادة القانون.
وانتقدت خروج الولايات المتحدة الأحادي من الاتفاق النووي، وهو الاتفاق الذي تمّ التوقيع عليه عام 2015 بين إيران والدول الخمس الكبرى إضافة الى المانيا والاتحاد الأوروبي وحظي بدعم ومساندة مجلس الامن الدولي، وقالت: أخشى أنه علينا الاعتراف بأن النظام العالمي الجديد لم يتجسّد بالفعل، والأسوأ من ذلك أن هناك خطر حقيقي بأن شريعة الغاب ستحل محل سيادة القانون.
وفي موسكو، حذّر المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أطراف الاتفاق النووي بألا يتخذوا قرارات أو اجراءات تؤدي إلى انسحاب إيران من الاتفاق النووي، وقال: لا يوجد مشروع استبدال لخطة العمل المشترك الشاملة، وإن روسيا كمعظم دول العالم تتطلع إلى الحفاظ على هذا الاتفاق، وشدد على أن الحظر المفروض من قبل واشنطن على طهران، والذي جاء خلافاً للقرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي، يجب ألا يحول دون التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف الاقتصادي والتجاري لسائر الدول الكبرى في العالم مع إيران، وقال: إن لدى روسيا علاقات طويلة الأمد ووثيقة مع إيران، وإن هذا البلد يلعب دوراً بالغ الأهمية في الشؤون الإقليمية، مؤكداً ان تجاهل دور إيران هو عمل غير صائب.