لافروف: الخطوات الأحادية في السياسة الدولية مهلكة للبشرية
أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن محاولات استبدال صيغ معتمدة عالمياً من السياسة الدولة بالعقوبات وأساليب الابتزاز تهدد مستقبل المجتمع الدولي.
وفي كلمة ألقاها، أمس، أمام المشاركين في مشروع “الحوار لأجل المستقبل” الذي أطلقته “مؤسسة دعم الدبلوماسية العلنية” الروسية، قال لافروف: “إن العالم أحوج ما يكون اليوم إلى مداخلات بنّاءة ومواقف تهدف إلى بلورة رؤية عامة لنزاعات تتطلب حلها وتسويتها، بل والرؤية النظرية الشاملة لمسار تطور العالم وكيفية أساليب إدارة أمور هذا العالم”، وأشار إلى خطورة التخلي عن صيغ تقليدية تقتضي إعمال مبدأ الإجماع في السياسة الدولية، في ظروف تفاقم التحديات العالمية، مثل الإرهاب وتجارة المخدرات وانتشار أسلحة الدمار الشامل، موضحاً أن محاولات استبدال هذه الصيغ “بالخطوات الأحادية والابتزاز والعقوبات وتطبيق التشريعات القومية خارج الحدود الإقليمية” تهدد بهلاك البشرية جمعاء، كما أن هذه المحاولات تخلق في العالم أجواء من المواجهة.
في الأثناء، أكد رئيس مجلس النواب الروسي، فياتشيسلاف فولودين، أن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو وضع العالم على حافة حرب بتنظيمه الاستفزاز بمضيق كيرتش، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى تقييم ذلك.
وقال فولودين أثناء لقائه عضو البرلمان الأوروبي، رولاند باكسار، في موسكو: “إن التوتر الذي تجري إثارته في العالم يجب تقييمه، ولا نفهم عدم تقييم أعمال الرئيس الأوكراني اليوم من جانب الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا والجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والبرلمان الأوروبي. إن بوروشينكو في حقيقة الأمر وضع العالم على حافة الحرب عن طريق إعلان الأحكام العرفية، ووضع الجيش الأوكراني في حالة التأهب، وقام بذلك بهدف الحفاظ على سلطته”.
وأشار إلى أنه لا شيء يهدد أوكرانيا، و”أن الاستفزاز الذي قام به بوروشينكو في مياهنا، يدل مرة أخرى على الخطوات التي قد يلجأ إليها هذا الشخص بدعم من واشنطن من أجل الحفاظ على سلطته الشخصية”.
وخرقت 3 سفن تابعة للبحرية الأوكرانية في 25 الشهر الماضي الحدود البحرية الروسية في مسيرها من البحر الأسود إلى بحر آزوف عبر مضيق كيرتش، ودخلت المياه الإقليمية الروسية، ولم تستجب للمطالب القانونية للسفن والقوارب التابعة لقوات حرس الحدود الفيدرالية الروسية بالتوقف على الفور، الأمر الذي دفع هذه القوات لاحتجازها مع أفراد طواقمها، وبعد الحادث تمّ في روسيا فتح قضية جنائية بتهمة العبور غير الشرعي للحدود الروسية.
ووصفت موسكو هذا الحادث بالاستفزاز المتعمد، واعتبرته مرتبطاً بالشعبية المنخفضة للرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو قبل الانتخابات الرئاسية في بلاده المقررة في آذار المقبل.
بالتوازي، أكدت الخارجية الروسية التزام موسكو الصارم بمعاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، وذلك رداً على اتهامات حلف الناتو وواشنطن لها بانتهاك المعاهدة.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، تعليقاً على تصريحات الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بهذا الخصوص: إن “روسيا تلتزم ببنود المعاهدة التزاماً صارماً، والجانب الأمريكي على علم بذلك”.
ويأتي ذلك رداً على إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في أعقاب اجتماع وزراء الخارجية لدول الناتو في بروكسل، أن واشنطن ستنهي التزامها بمعاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى “إن لم تعد روسيا للالتزام بالمعاهدة في غضون 60 يوماً”.
جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عن عزمه الانسحاب من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، الموقّعة بين موسكو وواشنطن في عام 1987، والتي كانت تقضي بتخلص الجانبين من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى التي تطلق من الأرض.
واتهمت واشنطن موسكو مرات عديدة بعدم الالتزام بهذه المعاهدة، فيما رفضت روسيا هذه الاتهامات، وشككت بمدى التزام الولايات المتحدة بها.