رفع مستوى التأهب في فرنسا.. وألمانيا تفرض تدابير حدودية مشددة
في الوقت الذي تشهد فرنسا غلياناً شعبياً متزايداً احتجاجاً على سياسات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاقتصادية الفاشلة، ومظاهرات واسعة تقودها السترات الصفراء، جاء الاعتداء الإرهابي في مدينة ستراسبورغ، مقر البرلمان الأوروبي، كمتنفس للأجهزة الأمنية الفرنسية للتعامل مع الاحتجاجات المتزايدة أسبوعياً، من خلال رفع حالة التأهب الأمني، وإمكانية فرض تجوال في الكثير من المناطق خوفاً من التهديد الإرهابي، ما يشي بأن جولة جديدة من العنف ستشهدها الشوارع الفرنسية السبت القادم، في حال أصرت السترات الصفراء على الاحتجاج، والقوى الأمنية والشرطة على القمع.
فقد أعلنت السلطات الفرنسية رفع مستوى التأهب الأمني في البلاد، مع مواصلة القوات الأمنية عملية بحث واسعة عن المسلح الذي نفذ هجوماً ولاذ بالفرار، بعد أن تسبب بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 13 آخرين بجروح في سوق لبيع مستلزمات عيد الميلاد وسط مدينة ستراسبورغ شمال شرق فرنسا.
وقال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير، خلال وجوده في منطقة باران في ستراسبورغ: إن350 شخصاً بينهم مئة من أفراد الشرطة القضائية وعسكريون ومروحيتان يقومون بالبحث عن المهاجم، وأضاف: إن المهاجم كان معروفاً بوقائع في قضايا للحق العام، وصدرت أحكام عليه بسببها في فرنسا وألمانيا، وأمضى عقوباته، وتابع: إن الحكومة قررت الانتقال إلى مستوى هجوم طارئ مع فرض إجراءات رقابة مشددة على الحدود ورقابة مشددة في كل أسواق عيد الميلاد في فرنسا، وذلك بهدف تجنب خطر حدوث هجوم يقلّد هجوم ستراسبورغ.
من جهته أشار نائب وزير الداخلية الفرنسي لورون نونيز إلى أن البحث عن المشتبه به في هجوم ستراسبورغ ما زال جارياً.
وأضاف رداً على سؤال ما إذا كان المشتبه به قد غادر فرنسا: “لا يمكن استبعاد ذلك، ومن المعتقد أن قوات الأمن أصابت المهاجم، إلا أنه لا يمكن تأكيد ذلك”.
بدوره قال المدعي العام في باريس، ريمي هيتس، أمس: إنه تم التعرف على هوية منفذ اعتداء ستراسبورغ، مشيراً إلى أنه تم القبض على 4 من المقربين إليه، وأعلن اسم منفذ اعتداء ستراسبورغ.
وأشار لوجود دوافع إرهابية بحسب الأدلة، مضيفاً: إن “المعتدي يدعى شريف.س”، و”كان معروفاً لدى أجهزة الأمن على أنه متطرّف”، وتابع: إن “كل الأدلة تشير إلى ما حدث في ستراسبورغ اعتداء إرهابي، وكشف عن أنه “تم اعتقال 4 مقربين من المعتدي الذي مازال فاراً، وأردف: “الاعتداء أدى لمقتل شخصين، وهناك شخص ثالث يوجد في حالة موت سريري، وجرح 12 آخرين بينهم 6 بحال الخطر”.
في سياق متصل أعلنت الشرطة الألمانية فرضها تدابير مشددة على العديد من المعابر الحدودية مع فرنسا، وذلك على خلفية الهجوم في مدينة ستراسبورغ، وقال المتحدّث باسم الشرطة: إن المسافرين من ألمانيا إلى فرنسا سيتعيّن عليهم التكيف مع أوقات الانتظار لمدة تصل إلى 90 دقيقة، موضحاً أنه ستتم مراقبة حركة المرور ووسائل النقل العامة بما فيها القطار عبر الحدود الذي تم حظره بالكامل خلال الليل.
بالتوازي، أعلنت السلطات الألمانية توقيف ألمانية في مدينة هامبورغ شمال البلاد لانتمائها إلى تنظيم “داعش” الإرهابي، وقال الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه: تمّ اعتقال مواطنة ألمانية تبلغ من العمر 40 عاماً بتهمة الانتماء لتنظيم داعش ودعم خطط لشن هجوم إرهابي كبير في ألمانيا، وذلك خلال مداهمة نفذتها الشرطة في مدينة هامبورغ.
واعتقلت السلطات الألمانية على مدى السنوات الماضية العديد من الإرهابيين المنتمين لتنظيم داعش والذين كانوا يخططون لشن هجمات في البلاد، فيما نجح آخرون في تنفيذ هجمات إرهابية استهدفت العديد من المناطق.
وتشهد الدول الغربية حالة من الاستنفار الأمني خوفاً من ارتداد الإرهاب الذي دعمته بعض تلك الدول، وتغاضت عن جرائمه في سورية إلى أراضيها، وخاصة بعد الهجمات والاعتداءات المتكررة التي شهدتها بعض هذه الدول.
في سياق متصل ضبطت قوات الأمن البلغارية كمية كبيرة من الأسلحة، وألقت القبض على ثمانية أشخاص في عمليتي مداهمة منفصلتين في العاصمة صوفيا وريف مدينة كازانلك، وأوضحت الإدارة العامة لمكافحة الجرائم المنظمة في بلغاريا أن الأسلحة التي تمّ ضبطها تتضمن كميات كبيرة من الأسلحة الرشاشة والمسدسات وكواتم للصوت والبارود الأسود ووثائق شخصية مزورة وذخيرة، لافتة إلى أنها قادرة على تسليح مجموعتين عسكريتين، وأشارت الإدارة إلى أن جزءاً من الأسلحة تمّت سرقتها من مصنع الأسلحة “أرسنال” في مدينة كازانلك.
من جهته قال ايفايلو سبيريدونوف مدير الإدارة العامة لمكافحة الجرائم المنظمة البلغارية: إنه كان من الممكن أن تصل هذه الأسلحة والذخائر إلى أي نقطة في العالم وأقربها وسط أوروبا.
وكشف تقرير استقصائي أجرته الشبكة البلقانية للتحقيقات الاستقصائية في شباط من عام 2017 أن العديد من دول البلقان وشرق أوروبا بينها كرواتيا وبلغاريا قامت منذ عام 2012 بتصدير أسلحة وذخائر بنحو 1.2 مليار يورو إلى السعودية والأردن والإمارات وتركيا، مشيراً إلى أن هذه الدول تعتبر من الموردين الأساسيين للأسلحة إلى التنظيمات الإرهابية في سورية.