مع الأحداث المقاومة هي النقطة المضيئة
في الوقت الذي يُسطّر فيه المقاومون في الضفة الغربية والقدس المحتلة العمليات الفدائية تلو الأخرى، يبقى الانقسام بين الفصائل النقطة الأبرز التي تثقل على الواقع الفلسطيني، وربما يعطّل ديمومة المقاومة واستمراريتها لتكون أقوى وأجدى على العدو الصهيوني، فكل فصيل يحاول أن يؤكد أن خياره الأمضى والأفضل للقضية برمتها.
فما جرى في شوارع الخليل ورام الله وجنين من صدام بين مناصري الفصائل والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، ودماء شهداء العمليات الفدائية “النعاولوة والبرغوثي” لم تجف، يؤكد أن الانقسام كبير جداً، ومن الصعب في ظل التجييش والحرب الكلامية بين الطرفين، أن يجد طريقاً للمصالحة، وتوحيد الصف الداخلي.
أمام ذلك يبقى المشهد في غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة بما يشهد من عمليات وحراك ضد المحتل هو النقطة المضيئة التي تبعث الأمل في أن فلسطين، ورغم كل ما مر على المنطقة من مشاريع استسلام وارتهان للعدو بقيت حاضرة وبقوة في وعي أبنائها، وكل مناصريها يدافعون عنها، ويقدمون الشهيد تلو الآخر لتبقى، ولعل ما يحدث في الضفة الغربية اليوم بالتحديد ما يؤكد ذلك، فالمدن والبلدات الفلسطينية المحاطة بالجدار العازل وبمستوطنات من المتطرفين والقادمين إلى أرض الميعاد بناء على اعتقاداتهم الدينية المتشددة، ومع ذلك فجذوة المقاومة حاضرة وبقوة، وبعمليات نوعية، وبنفس جديد من حيث الدقة والتمويه، واختيار اللحظة المناسبة للتنفيذ فاقت كل توقعات عمليات “عوفر الأولى والثانية والخليل”، ولذلك فقد رأينا كيف اعتقل العدو الصهيوني منذ بداية العام الجاري من الضفة وحدها ما يقارب الـ 6 آلاف فلسطيني بقي منهم 2900 حتى الآن في السجون، إضافة للاستيلاء على الأراضي، ومنع الأهالي من قطاف محاصيلهم، وحرمانهم من العمل، دون أن ننسى بالتأكيد التنسيق الأمني بين أجهزة أوسلو وقوات العدو الصهيوني.
إن مشهد الانقسام المستمر بين القوى والفصائل الفلسطينية هو بلا شك يريح العدو الصهيوني، ويمنحه فرصة أكبر لمواجهة العمل الفدائي المقاوم، وهذا يفرض على الجميع دون استثناء أن ينحي المشاكل البينية جانباً بما يضمن تحقيق مصالحة شاملة تؤكد على المبادئ والثوابت، وأن العمل المقاوم هو البوصلة الأولى الوحيدة لتحرير فلسطين واستعادة الحقوق.
سنان حسن