انتقادات واسعة لقرار أستراليا: القدس ستظل أبداً عاصمة لفلسطين
لقي قرار رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون اعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي انتقادات دولية عدة، بينما اعتبرت أوساط حزبية داخل أستراليا أن القرار ينطوي على مجازفة كبيرة، فقد أعلنت ماليزيا أنها تعارض بشدة القرار الأسترالي، وقالت الحكومة الماليزية في بيان لها: “إن إعلان موريسون إهانة للفلسطينيين وصراعهم من أجل حق تقرير المصير”. وعلى هامش مؤتمر في بانكوك، انتقد رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد مهاتير قرار أستراليا، مشدّداً على أنه ليس من حق أي دولة اتخاذ مثل هذه الخطوة، وقال: “ينبغي أن تظل القدس على ما هي عليه الآن وليس عاصمة لإسرائيل”، موضحاً أن القدس كانت دائماً جزءاً من فلسطين.
كما أعربت إندونيسيا عن غضبها إزاء القرار الأسترالي، حيث دعا المتحدث باسم وزارة خارجيتها أرماناثا ناصر جميع الأعضاء في الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية على أساس مبدأ حل الدولتين.
إلى ذلك، أدان حزب العمال الأسترالي المعارض القرار، معتبراً أن الحكومة الأسترالية وضعت المصلحة الشخصية قبل المصلحة الوطنية، وقالت المسؤولة في الحزب بيني وونغ: “إن الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لـ”إسرائيل” بينما مازالت سفارة أستراليا في تل أبيب ليس سوى خطوة لإنقاذ ماء الوجه”، مؤكدةً أنه قرار ينطوي على “مجازفة كبيرة”، ولا يفيد في شيء، ويضع أستراليا في تضارب مع المجتمع الدولي.
من جهتها، أكدت المنظمة الأسترالية غير الحكومية “شبكة أستراليا للدفاع عن فلسطين” أن قرار موريسون لا يخدم مصالح الأستراليين وقال رئيسها جورج براونينغ: “إن هذا الإجراء يقوض كل إمكانية حقيقية للتوصل إلى اتفاق مقبل، ويشجع “إسرائيل” على مواصلة انتهاكاتها اليومية لحقوق الفلسطينيين”، فيما عزت الممثلية العامة لفلسطين في أستراليا ونيوزيلندا القرار لاعتبارات تتعلق بالسياسة الداخلية، وقالت في بيان: “إن تبريرات موريسون أظهرت التصور الخاطئ والذرائع غير المقنعة التي تكمن بين أنصاره”. ورغم الانتقادات التي لقيها القرار، فقد أكد رئيس الوزراء الأسترالي، أمس، تمسكه به.
بدورها، أكدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات اعتبار أستراليا القدس عاصمة لـ”إسرائيل” خطوة خطيرة تنتهك القانون الدولي، وتؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار، موضحةً أن هذه الخطوة تجعل من أستراليا شريكة بكل الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة لحق الشعب الفلسطيني في أرضه وتقرير مصيره، وأشارت إلى الموقف الثابت للأمم المتحدة في معالجة قضية القدس على نحو مستقل بوصفها كياناً منفصلاً يجب أن يتوافر له نظام قانوني خاص بسبب ما لديه من قداسة وأهمية دينية وتاريخية وحضارية، ولفتت الهيئة إلى قرارات الشرعية الدولية التي اعتبرت القدس الشرقية أرضاً محتلة وأن جميع الإجراءات الإسرائيلية فيها باطلة وغير شرعية، وطالبت “إسرائيل” بالانسحاب منها دون قيد أو شرط وفي مقدمتها قرارات مجلس الأمن 242 لعام 1967 و338 لعام 1973 و478 لعام 1980 و2334 لعام 2016.
من جانبها شدّدت الخارجية الفلسطينية على أن هذا الإعلان، الذي يخالف قرارات الأمم المتحدة، مرفوض جملة وتفصيلاً، لافتةً إلى أنها ستدرس الخطوات الواجب اتخاذها للرد.
ويأتي قرار موريسون على خطا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعلان القدس عاصمة لكيان الاحتلال قبل أكثر من عام، وتبعه في ذلك عدد قليل من الدول، في انتهاك خطير للقانون الدولي، فيما يرى مراقبون أن قرار أستراليا يأتي في إطار الانحياز السافر من قبل الدول المعادية لقضية الشعب الفلسطيني إلى جانب “إسرائيل” في انتهاكاتها وممارساتها التعسفية بحق الشعب الفلسطيني.
بالتوازي، أقيمت في العاصمة الكوبية هافانا فعالية تضامنية مع الشعب الفلسطيني.
وعبّر المشاركون في الفعالية عن دعمهم وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل تحقيق أهدافه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس ورفضهم وإدانتهم لممارسات الاحتلال القمعية وسياساته التوسعية.
وأكد سفير سورية في كوبا الدكتور إدريس ميا في كلمة له خلال الفعالية أن سورية ستواصل دعمها الشعب الفلسطيني، موضحاً أن أهم أسباب الحرب التي تتعرض لها سورية منذ نحو ثماني سنوات يعود لمواقفها المبدئية والداعمة لحركات التحرر الوطني في العالم وقضاياها العادلة، وشدد على أن سورية ماضية بمحاربة الإرهاب حتى اجتثاثه من كامل أراضيها، وهي على مسافة قصيرة من تحقيق النصر النهائي.
حضر الفعالية كل من خوان كارلوس مارسان نائب رئيس دائرة العلاقات الدولية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي ولورديس سيربانتس السكرتيرة العامة لمنظمة التضامن مع شعوب أمريكا اللاتينية آسيا وافريقيا “أوسبال” ورئيس الحركة الكوبية للسلام سيلفيو بلاتيرو رئيس جمعية الصداقة الكوبية العربية والبروفيسور الفاريس كامبرا، إضافة إلى سفيري فلسطين وإيران وممثلين عن بعض السفارات العربية والأجنبية المعتمدة لدى كوبا.