صحيفة البعثمحافظات

السلمية تواجه داء اللشمانيا: حوالى 70 إصابة شهرياً!!

حماة – يارا ونوس 

يُواجه أهالي السلمية خطر تفشّي اللشمانيا أو ما يُطلق عليها (حبة حلب) بشكل كبير، وهو مرض جلدي معدٍ يصيب المناطق المكشوفة من جسم الإنسان.
رئيس منطقة سلمية الصحية الدكتور رامي رزوق كشف لـ “البعث” أنّ الإصابات في الآونة الأخيرة تراوحت ما بين ٦٠ – ٧٠ إصابة شهرياً ضمن المدينة وريفها، والمرض شائع في المدينة كالمناطق الشمالية، ومستوطن في بعض أريافها، وخاصةً بعد سنوات الأزمة وتردي الوضع البيئي.
وبين رزوق أن “ذبابة الرمل” الناقلة للمرض تنتشر في البيئات ذات الإصحاح المتردي، وتتغذى على دم الإنسان، علما أنّ العدوى لا تنتقل من إنسان لإنسان، وإنما عن طريق الذبابة التي لدغت انساناً مُصاباً وتنقله لإنسان سليم، وتحديداً في الليل فترة نشاطها، مضيفاً أنه بالتنسيق مع مجلس المدينة والبيئة تمت مكافحة الذبابة في الزرائب، والمداجن، وترحيل القمامة، والردميات، والصرف الصحي المكشوف.
وأوضح رزوق أنّ الإصابات بالمرض تراجعت في الفترة الأخيرة بعد تفعيل دور التقصي والإبلاغ حيث تمّ تدريب جميع عناصر المراكز الصحيّة والفرق الجوالة التي تغطي جغرافية المنطقة على التعريف بداء اللشمانيا وطريقة كشفه حسب التعريف القياسي (أي اندفاع جلدي لا حُطاطي يستمر لأكثر من ١٥ يوماً يُعد حالة لشمانية مشتبه بها حتى يثبت العكس)، وذلك بأخذ قُشاطة من مكان الإصابة ميدانياً ويتم تحضيرها أصولاً وإحضارها إلى مخبر المركز الإشرافي لإجراء التحليل اللازم .

وأضاف رزوق أنه في حال كانت النتيجة سلبية يتم علاجها علاجا مُحافظا، وفي حال كانت إيجابية يتم وضع خطة العلاج اللازم بقرار من الطبيب المعالج وذلك باتباع طريقة العلاج الموضعي بالآزوت أو الحقن الموضعي بالمادة العلاجية أو الحقن العضلي، ويتم في حال وجود إصابات عديدة في نفس الشخص أو في مكان حسّاس، مشيراً إلى توفر العلاج وبشكل مجاني ويتم من قبل كادر صحي مدرّب وخبير.

وحول العقبات التي تواجه المركز الصحي، أكد رزوق وجود الحظائر وكثرتها ضمن المنازل ما يسبب ازدياد انتشار الذبابة وبالتالي الإصابات، وأكد ضرورة متابعة تقييم الوضع البيئي، والكشف الحسّي حسب الإمكانيات المتوفرة وذلك بالتعاون مع مجلس المدينة.

من جهته، رئيس مجلس المدينة زكريا فهد أكدّ متابعة العمل على تحسين البيئة لمكافحة المرض من ترحيل القمامة، وتخديم الصرف الصحي وتحسين شبكاتها، ورش المبيدات، وإبعاد الزرائب والدواجن عن الأماكن السكنية مع العلم أنه مصدر رزق لأغلب الأهالي، لافتاً إلى أهمية نقل الحظائر خارج المخطط والعمل عليها.

وبما يخص حملات الرش العادية والمعتمدة في الشوارع، بين فهد أنها غير فعّالة، وإنما الرش بهدف القضاء على ذبابة الرمل يتم من منزل إلى منزل آخر ويشمل رش جميع الغرف من الداخل في المناطق الموبوءة، ولكنه يتطلب إمكانيات كبيرة ليتم رشها مرتين سنوياً وهي من الضمن العقبات التي تواجه البلدية بالمكافحة.

وأكد فهد أهمية التعاون بين الصحة والبيئة والأهالي، فمهمة المواطن – حسب قوله – هو السلوك الصحيح عن طريق التخلص من القمامة بشكل آمن، وعدم تجميع رؤوس الحيوانات في الأماكن المكشوفة، وتغطيتها ومعالجتها أصولاً، وتكليس الحظائر وتهويتها بشكل دائم، وترحيل مخلفات الدواجن والحظائر، وتعهد أصحابها بالتزامهم بمتابعة النظافة والتقيد بالشروط الصحية التي تحد من انتشار المرض، إضافة إلى استخدام الناموسيات في الأماكن الموبوءة.